ألقت الوضعية المالية للنوادي بظلالها على سوق انتقالات اللاعبين، حيث كان «الميركاتو» الصيفي باردا بالمقارنة مع ما كان عليه في المواسم الفارطة، خاصة بعد خروج اتحاد الجزائر ووفاق سطيف من «السوق»، والاكتفاء ببعض الصفقات «الرمزية» لحفظ ماء الوجه، مما ترك المجال مفتوحا أمام مولودية الجزائر، شبيبة القبائل، شباب بلوزداد وأهلي البرج للبروز بقوة، بينما كان نصر حسين داي الفريق الذي شهد نزيفا حادا، بسبب مشكل المال، في الوقت الذي يبقى فيه نادي بارادو يصنع «الاستثناء» بالوفاء لتقاليده، من خلال عدم إبرام أي صفقة للموسم الثالث على التوالي.
وتبقى صفقة انتقال عبد المومن جابو من وفاق سطيف إلى مولودية الجزائر «الأهم» في هذا «الميركاتو»، لأن المولودية العاصمية كانت الأكثر استقداما للاعبين البارزين في الرابطة الأولى، في ظل الاستفادة من عقد الرعاية من شركة «سوناطراك»، وقد تدعم تعدادها بخدمات 14 لاعبا، من بينهم بلخير، شافعي، علاتي، حراق، ربيعي، غشة والعائد ميباراكو، في حين دعمت شبيبة القبائل تعدادها بخدمات 11 عنصرا جديدا، أمثال عدادي، بانوح، بن شريفة، بونوة، بن سايح وزغدان، بينما عاد شباب بلوزداد إلى الواجهة من جديد، وبرز كواحد من أهم الأطراف في سوق الاستقدامات، بعد ظفر إدارته برعاية شركة «مادار»، لأن توفر الأموال سهل المأمورية لإبرام العديد من الصفقات «الكبيرة»، إثر ضم كل من قاسمي، عيبود، بلحول، خالي، ثابتي وقاية مرباح، في الوقت الذي حافظ فيه أهلي البرج على نفس «ديناميكية» الموسم المنصرم في «الميركاتو»، وقد ظفر بخدمات بن مختار، بلعميري، عروسي، خياط وقتال.
على النقيض من ذلك، فقد شذ شباب قسنطينة عن المألوف، واستقداماته لم تستهدف هذه المرة الأسماء «الرنانة» في البطولة الوطنية، مع العمل على المزاوجة بين الخبرة والتشبيب، سيما بعد جلب كل من بدبودة، عواج وشيبان، بينما وجد وفاق سطيف صعوبة كبيرة في لم الشتات، بعد الهجرة الجماعية لركائزه، فكان التعاقد مع سويبع، خذايرية ماليك توري لتسجيل التواجد في سوق الانتقالات، وكذلك الحال بالنسبة لاتحاد الجزائر، الذي لن تكون مهمته في رحلة الدفاع عن لقبه سهلة، وأبرز صفقاته تمثلت في التعاقد مع بن خليفة، بلقروي وحدوش.
من جهة أخرى، فقد ظلت باقي الأندية تكتفي بتعاقدات مع أسماء اعتادت على تسجيل حضورها المنتظم في الرابطة المحترفة، كما هو الحال بالنسبة لمولودية وهران، شبيبة الساورة، جمعية عين مليلة واتحاد بلعباس، بينما عمل الصاعدون الجدد على دخول «السوق» بحثا عن أكبر عدد ممكن من الاستقدامات، في ظل التغيير الكبير الذي عرفه تعداد كل من نجم مقرة، اتحاد بسكرة وجمعية الشلف، لأن الهدف المسطر لا يتجاوز حدود ضمان البقاء.
أكبر متضرر في «الميركاتو» الصيفي كان دون منازع نصر حسين داي، الذي شهد مغادرة 19 لاعبا، وعملية التعويض كانت بوضع الثقة في عناصر شابة، منها من تم جلبه من قسم الهواة، وهذا بسبب مشكل الأموال، ولو أن نفس الوضعية يعيشها كل من وفاق سطيف واتحاد الجزائر، لكن أمور «النهد» ليست على ما يرام.
بالموازاة مع ذلك، فإن نادي بارادو يعد بمثابة «النموذج» الذي يصنع الاستثناء في الجزائر، لأن «الباك» لم يستقدم أي عنصر ولا مدرب، وظل بعيدا عن سوق الاستقدامات، مادامت إدارته تقطف سياسة التكوين المنتهجة، بالاستثمار في خزان «الأكاديمية»، بعد ترقية 10 شبان من فئة الرديف، فضلا عن إعارة العديد من اللاعبين إلى أندية أخرى.
ولعل ما ساهم في «برودة» سوق الاستقدامات، ظهور حركية جديدة في انتقالات اللاعبين، باتساع موجة «الهجرة» إلى تونس، والتي بلغت الذورة خلال هذه الصائفة، بعد استغلال «التوانسة» قرار اتحاد شمال إفريقيا بخصوص وضعية اللاعبين الجزائريين، وهو الاجراء الذي جعل الترجي التونسي يضم رباعيا جديدا من البطولة الوطنية، ويتعلق الأمر بكل من بن ساحة، بن غيث، بدران وشتي، مقابل انتقال بوخنشوش إلى النجم الساحلي، بكير إلى النادي الصفاقسي، خليلي و3 لاعبين من الهواة إلى نادي بن قردان وعطية إلى مستقبل سليمان، في الوقت الذي تواصلت فيه هجرة الحراس الجزائريين إلى الدوري السعودي، بإلتحاق كل من رحماني، بوصوف وزغبة، بينما حط هداف الموسم الماضي نعيجي رحاله بالبرتغال للإحتراف في جيل فيسينتي.
ص/ فرطــاس
