أولت سلطات مدينة ليل الفرنسية، أهمية قصوى للمباراة المرتقبة سهرة اليوم بملعب بيار موروا، بين المنتخب الوطني ونظيره الكولومبي، كونها ستشهد حضورا جماهيريا كبيرا من الجانبين، خاصة من أنصار الخضر الذين اقتنوا كافة التذاكر الخاصة بهم، وحاولوا حتى شراء الحصة الخاصة بأنصار المنتخب الكولومبي.
وحسب جريدة “ليكيب”، فإن الجهات الأمنية بمدينة ليل التي تقع في أقصى الشمال الفرنسي، تتواجد في حالة استنفار، تحسبا لودية الخضر التي ستلعب بشبابيك مغلقة، إذ تخشى شرطة “فيلانوف داسك” من حدوث أي تجاوزات من طرف جماهير الخضر المعروفة بحماسها الزائد عن اللزوم حسب الفرنسيين، ولذلك خصصت عددا معتبرا من عناصرها ( 400 عنصر)، من أجل التواجد بمحيط ملعب بيار موروا، كما أن مسؤولي هذا المركب سخروا 250 عون ملعب، لتفادي وقوع أي مشاكل بالمدرجات، لا سيما وأن حادثة اللقاء الودي الشهير أمام المنتخب الفرنسي بالعاصمة باريس، لا تزال عالقة في الأذهان، حينما اجتاحت الجماهير الجزائرية أرضية الملعب، ما تسبب في إنهاء تلك الودية قبل وقتها الأصلي، ولو أن المعطيات ستكون مختلفة اليوم لأن الأمر لا يتعلّق بالفريق الفرنسي.
وقد جهزت السلطات المحلية لمدينة ليل مخططا أمنيا محكما، من أجل تأمين الموعد، خاصة وأن الحضور الجماهيري الكبير لن يقتصر على أنصار الخضر فقط، بل سيمتد أيضا لمحبي منتخب كولومبيا المتواجدين بكثافة بالتراب الفرنسي، حيث تقدر الجالية الكولومبية بحوالي 100 ألف، وبالتالي فإن محبي أشبال المدرب كارلوس كيروش، عازمون أيضا على التواجد بأعداد غفيرة في المدرجات.
ومما لا شك فيه، أن هناك حالة طوارئ قصوى بمدينة ليل، بسبب ما صنعته الجماهير الجزائرية، منذ التحاق رفاق القائد رياض محرز بهذه المدينة، التي شهدت أمس تواجدا مكثفا للجالية الجزائرية، سواء القاطنة بالتراب الفرنسي أو حتى تلك القادمة من بلدان الجوار على غرار بلجيكا وألمانيا.
هذا، وتحدث مصدر أمني لجريدة “ليكيب”، بأنهم اتخذوا كافة التدابير اللازمة من أجل أن يجرى هذا الموعد في ظروف حسنة، وفي هذا الإطار قال :" منذ ترسيم ودية الجزائر وكولومبيا بتاريخ 15 أكتوبر وضعناها باللون الأحمر لإمكانية خروجنا عن النظام العام"، وهي التصريحات التي جاء الرد عليها بقوة من بعض أفراد الجالية الجزائرية بمدينة ليل، أين أطلقت بعض المبادرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بغية تلميع صورة الجزائريين المقيمين بأوروبا، خاصة وأنهم يتعرضون في كل مناسبة لحملات تشويه الصورة من الفرنسيين، الذين لم يهضموا الاهتمام الكبير الذي تحظى به وديات الخضر في فرنسا، إلى درجة أنها تخطف الأضواء من مباريات «الديكة» التي لا تلعب بشبابيك مغلقة سوى بملعب «البارك دي برانس».
وحسب موقع "لاغازيت دو فوناك"، فإن هناك بعض المخططات التي وضعتها الجالية الجزائرية بليل، من أجل السماح لجماهير الخضر بالتواجد بأريحية بملعب بيار موروا، خاصة وأنها حرصت على توجيه الجميع لوسائل النقل، التي من المفترض استعمالها من أجل الوصول إلى مسرح اللقاء، كما نصحت القادمين بسيارتهم الخاصة، ببعض مساحات الركن.
جدير بالذكر أن رئيس الاتحاد الكولومبي أدلى بتصريحات بخصوص ودية اليوم، حيث ألمح إلى الصعوبات التي واجهها رفقة مسؤولي “الفاف” في برمجة هذه المحطة التحضيرية بأحد المدن الفرنسية، وفي هذا الخصوص قال رامون خيسورون للصحافة الكولومبية بعد ودية الشيلي:"في الماضي كنا لا نجد أي صعوبة في تنظيم المباريات الودية في أوروبا، ولكن هذه المرة لما تعلق الأمر بالجزائر، واجهنا صعوبات جمة في تنظيم اللقاء بالعديد من المدن في فرنسا وحتى إسبانيا رفضوا تنظيم المباراة، ولحسن الحظ أن مدينة ليل لم تخيب آمالنا، ولهذا نتمنى أن تسير الأمور بشكل جيد يوم المباراة".
مروان. ب