الأحد 22 سبتمبر 2024 الموافق لـ 18 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

رياض بودبوز في حوار صريح للنصر: عودتي إلى المنتخــب رد على المشككـــين في وطنيتي والجيــل الحالـــي قــادر على التتويج قاريــــا


أعرب اللاعب الدولي رياض بودبوز عن سعادته الكبيرة بالعودة إلى صفوف المنتخب الوطني، بعد غياب دام أزيد قرابة سنة، رغم أن حضوره في أديس أبيبا كان من دون مشاركة.وأكد بودبوز بأن شطبه من قائمة الخضر، كان بقرار من المدرب السابق حليلوزيتش دون حجة مقنعة، لكن ذلك لم يؤثر على مكانة الجزائر في قلبه.

• حاوره: صالح فرطـــاس

حليلوزيتش ضحى بي دون مبرر وقضية خادمة الفندق مجرد إشاعة

صانع ألعاب نادي باستيا الفرنسي، أشار في هذا الحوار الذي خص به النصر على هامش المباراة الأخيرة أمام السيشل، إلى أن حرمانه من المشاركة في مونديال البرازيل أثر كثيرا على معنوياته، سيما بعد اللحظات التاريخية التي عاشها زملاؤه والشعب الجزائري برمته، ما جعله يلح على ضرورة العمل بجدية، للتأهل إلى دورة روسيا 2018، كما أنه أصر على ضرورة الاستثمار في الجيل الحالي لإهداء الجزائر لقبا قاريا، وتحدث عن أمور أخرى نقف عندها بالتفصيل في هذا الحوار.

* في البداية ما تعليقك على قرار ضمك مجددا إلى تعداد المنتخب الوطني؟

     الحقيقة أنني انتظرت بفارغ الصبر هذه الدعوة، للعودة مجددا إلى صفوف المنتخب،  لأن هدف أي لاعب في مسيرته يبقى المشاركة مع منتخب بلاده في أكبر التظاهرات القارية و العالمية، سيما وأنني كنت قد مررت بفترة جد صعبة من الناحية البسيكولوجية، بعد شطبي من قائمة لاعبي المنتخب، وإثارة زوبعة إعلامية كبيرة بشأن قرار إبعادي.
 لكن و منذ تعيين المدرب غوركوف على رأس العارضة الفنية، تغيرت النظرة وتفاءلت بكسب ثقته من جديد، و قد جاء قرار استدعائي في الوقت المناسب، كونه تزامن ونهاية الموسم الكروي، ما رفع من معنوياتي، على اعتبار أنه دليل قاطع بأن الناخب الوطني مقتنع بما قدمته طيلة مشواري مع نادي باستيا في الدوري الفرنسي، كما أن هذه العودة ستحررني من الضغط النفسي الكبير الذي عشت تحت تأثيره لفترة طويلة، و تدفعني إلى العمل أكثر من أجل المحافظة على هذه الثقة.

حرماني من مونديال البرازيل لم يدفعني إلى الندم على إختيار الجزائر

* نلمس في كلامك الكثير من التأثر بخصوص الغياب عن المنتخب لمدة طويلة؟

     كما سبق و أن قلت فإن هدف أي لاعب هو التواجد مع منتخب بلاده، وما أثر على معنوياتي الطريقة التي تم بها إبعادي، لأن قضية «الشيشة» في «كان 2013» كانت مجرد زوبعة في فنجان، أثارها ضدي المدرب حليلوزيتش، لتبرير قراره القاضي بعدم توجيه الدعوة لي مستقبلا، كون هذه القضية كان من المفروض أن تعالج داخليا، ووفقا للقانون الداخلي للمنتخب، غير أن حليلوزيتش عمد إلى تضخيمها، بجعلها موضوع ندوات صحفية نشطها، و لو أنني تعاملت مع تلك القضية بكل إحترافية و برودة أعصاب، من دون التجرأ على الرد عليه، بالرغم من أنني كنت على قناعة بأنني بريء من التهم التي هاجمني بها، مادام أنه ذهب حتى إلى الحد التشكيك في إدماني على تعاطي المخدرات، و هو تصرف لم يكن ليخدم مصلحتي كلاعب و لا حتى مصلحة الكرة الجزائرية، الأمر الذي ترك الكثير من الآثار السلبية على نفسيتي، لكن من دون أن يغير من موقفي تجاه وطني، لأنني كنت قد إخترت اللعب للجزائر عن قناعة، فكان تمسكي بإختيار القلب كافيا لتضميد جراحي في تلك الفترة، كما أن غوركوف و عند توليه مهمة التدريب منذ نحو سنة وجه لي الدعوة، و قد شاركت في تربص سبق مباراة إثيوبيا في سبتمبر 2014، لكنني بقيت خارج نطاق الخدمة، قبل أن يكتفي بعدها بإدراج إسمي ضمن القائمة الموسعة.

 *عودتك إلى المنتخب والمشاركة في مباراة رسمية تأتي بعد أزيد من سنتين من الغياب، أليس كذلك؟

     تواجدي مع المنتخب لا يعني بأنني سأكون أساسيا في جميع المقابلات، وكل عنصر مهما كان مستواه يجلس على كرسي الإحتياط، و الحقيقة أن المنتخب الوطني يبقى بعيدا عن هذه المشاكل، لكن وضعيتي الإستثنائية جعلتني أنتظر بفارغ الصبر فرصة العودة إلى المنتخب و ضمان تواجدي مع الأساسيين لرد الاعتبار لنفسي، لأنني غبت عن الجمهور الجزائري منذ «كان 2013» بجنوب إفريقيا، مما حرمني من المشاركة في مونديال البرازيل، رغم أن العديد من زملائي سجلوا حضورهم لثاني مرة على التوالي في نهائيات كأس العالم، و المشاركة في المونديال حلم أي لاعب، و قد سبق لي التواجد في مونديال 2010، إلا أن حليلوزيتش قطع الطريق أمامي، و مع ذلك فقد ناصرت «الخضر» و كأنني متواجد معهم، بالرغم من أن الصور التي شاهدتها على شاشة التلفزيون زادت في التأثير على معنوياتي، على اعتبار أنني بقيت أتخيل نفسي عنصرا من المجموعة الحاضرة في تلك الدورة، خاصة بعد الفوز على كوريا الجنوبية، ثم التأهل إلى الدور الثاني و الخاتمة بالمباراة ضد ألمانيا، وهي محطات تاريخية لا تتكرر في مشوار أي لاعب، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما بالنسبة لي.

هتافات الأنصار بإسمي دليل على مكانتي في قلوب الجزائريين

*تفضل .. ما هو؟

     لا أخفي عليكم بأنني مررت بمرحلة جد صعبة بسبب قرار المدرب حليلوزيتش، لأنني أعترف بأن القضية ثابتة، و «الشيشة» وجدت فعلا في غرفتي، لكن حادثة خادمة الفندق لا أساس لها من الصحة، كما أنني لم أكن اللاعب الوحيد الذي إستعمل الشيشة في جنوب إفريقيا، حيث أن حليلوزيتش كان قد عايش نفس القضية مع عنصرين آخرين من المنتخب، غير أنه فضل إحتواء القضية بإلتزام الصمت، لأجد نفسي ضحية الصرامة الكبيرة الذي زعم هذا المدرب فرضها، مما كلفني تضييع أكثر من 20 مباراة دولية مع المنتخب في مسيرتي، من أبرزها مونديال البرازيل، و هو ما أبقاني في إنتظار هذه الدعوة على أحر من الجمر.

* بعد هذا الغياب الطويل كيف وجدت الأجواء داخل المنتخب، سيما عقب التغيير الذي حصل على مستوى العارضة الفنية والتعداد؟

     صراحة لم أشعر إطلاقا بأنني كنت بعيدا عن المنتخب لفترة طويلة، و عندما تلقيت الدعوة للمشاركة في التربص كنت أخشى أن ألقى نفس المصير بالبقاء خارج نطاق الخدمة كما كان عليه الحال قبل نحو سنة بأديس أبيبا، لكنني هذه المرة وجدت أجواء حماسية و عائلية داخل المجموعة، و قد خصي زملائي و الطاقم الفني بإستقبال مميز، أحسست من خلاله بأنني لا أزال فردا من العائلة، رغم غيابي لعدة أشهر، كما أن المدرب غوركوف حدثني في الكثير من المرات خلال التربص عن ثقته الكبيرة في إمكانياتي الفردية، الأمر الذي أعطاني شحنة معنوية إضافية، ليكون الإستقبال الذي خصني به الجمهور عند دخولي أرضية الميدان أبرز مشهد مؤثر بالنسبة لي، لأن الهتاف بإسمي مطولا جعلني أدرك مكانتي الحقيقية في قلوب الجزائريين، و أنساني الإحباط النفسي الذي عانيت منه لمدة طويلة، مما ساعدني على الإندماج بسهولة في التشكيلة و المساهمة في تحقيق فوز عريض على حساب السيشل.

* لكن غوركوف عمد خلال مباراة السيشل إلى إرغامك على تغيير المنصب من حين لآخر، ألم يؤثر ذلك على مردودك الفردي؟

    الجميع في الجزائر يدرك جيدا بأنني على أهبة الاستعداد للمشاركة في أي منصب يكلفني به المدرب، رغم أنني أرتاح في وسط الميدان الهجومي، لكن غوركوف كانت لديه نظرة مغايرة في هذه المقابلة، حيث حاول تجريب بعض الخيارات، حتمت عليه نقلي بين جميع المناصب في حدود الدائرة المركزية، من دون أن يكون لذلك أي تأثير على المستوى الفردي، لأن جاهزية اللاعب تعد المعيار الكفيل بالوقوف على مدى تأقلمه مع المنصب المكلف به، و قد سبق لي و أن لعبت حتى في منصب مدافع، لأن هدفي ليس البروز شخصيا، و إنما المساهمة في تحقيق الفوز و صنع فرحة المناصرين، بخوض كل المقابلات بجدية، كلما تتاح لي الفرصة، و لقاء السيشل كانت مناسبة لي لرد الإعتبار و التأكيد لكل من شكك في وطنيتي و تسبب في إبعادي من المنتخب بأنني أفتخر دوما بحملي القميص و الدفاع عن الألوان الجزائرية .

الحديث عن التأهل إلى «الكان» سابق لأوانه و إثيوبيا أخطر منافس

* نعرج الآن على تصفيات «كان 2017». ما هي قراءتك لتركيبة للمجموعة العاشرة وحظوظ الخضر في التأهل؟

      لقد حققنا الأهم بالفوز على السيشل بنتيجة عريضة، لأن تدشين التصفيات بهذه الطريقة يؤكد على محافظة المنتخب الوطني على نفس «الديناميكية»، لكن لا يجب أن نسبق الأحداث، لكن مشوار التصفيات لا يزال طويلا، و الحديث عن التأهل المبكر سابق لأوانه، لأن المنتخبات الإفريقية تطورت، و لا يمكن الإستهانة بها، لأنني شخصيا أحتفظ بذكريات سيئة بعد الهزيمة التي تلقيناها في إفريقيا الوسطى، الأمر الذي يدفعني دوما إلى التحذير من الغرور، رغم أن كل المعطيات تشير إلى تواضع منتخبي السيشل و اللوزوطو، إلا أننا نتواجد أمام منعرج حاسم، كون الفوز بجميع المقابلات أمر ضروري لضمان التأهل، و نحن سنتنقل في الجولة القادمة إلى اللوزوطو، قبل التباري مع إثيوبيا مرتين متتاليتين، حيث يبقى لزاما علينا الفوز بهذه المقابلات لحسم أمر التأهل، و قد شاهد الجميع بأن مهمتنا ضد السيشل لم يكن سهلة في الدقائق الأولى من المباراة بسبب تراجع الخصم كلية إلى الدفاع، فو هو السيناريو الذي من المحتمل جدا أن نعيشه في كل اللقاءات، لأن المنتخب الجزائري يبقى الخصم المستهدف، و إثيوبيا تبقى أبرز منافس لنا على ورقة التأهل.

* وماذا عن مستقبلك مع نادي باستيا؟

      ما هو مؤكد أنني أديت مشوارا أقنع مسيري و أنصار النادي بمستواي الشخصي، و قد تداولت بعض وسائل الإعلام الفرنسية في الأيام القليلة الماضية أخبارا تحدثت عن إمكانية تغييري الأجواء في «الميركاتو» الصيفي، لكنني في حقيقة الأمر فوضت وكيل أعمالي لدراسة العروض و المقترحات التي تصله، على أن يتم بها الحسم في مستقبلي، و لو أنني جد مرتاح في نادي باستيا بعد الموسم الناجح الذي أديته، ليبقى حلمي الشخصي هو الإنتقال إلى الدوري الإنجليزي.

مرتاح في باستيا و حلمي اللعب في «البرومير ليغ»

*هل من كلمة نختم بها هذا الحوار؟

كنا قادرين على الفوز ب 8 أهداف على السيشل لو إستغلينا الفرص الكثيرة التي أتيحت لنا، لكن المكسب الكبير هو الثقة التي ظفرت بها العناصر الشابة، في غياب العديد من ركائز المنتخب عن هذه المواجهة، و لو أن عودة كامل اللاعبين في قادم المواعيد سيعطي التشكيلة  دفعا آخر، لذا فمن الضروري التفكير بجدية في المستقبل القريب، لأن الجزائر تمتلك مواهب شابة واعدة، و الجيل الحالي ساير الركب و حقق مشاركة في مونديال البرازيل بعد تلك التي كانت في دورة جنوب إفريقيا، مما يجعل الحضور في المونديال بصفة منتظمة أمرا عاديا بالنسبة للكرة الجزائرية، كما أننا لا بد أن نجسد تفوقنا ميدانيا، من خلال التتويج باللقب القاري، رغم أن المشكل يكمن أساسا في عدم القدرة على التأقلم مع الظروف المناخية الصعبة في أدغال القارة، وهو عامل يجب تحديه.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com