توقفت مغامرة ترجي قالمة في منافسة كأس الجزائر على يد نادي بارادو، في مقابلة كانت بمثابة عرس كروي كبير افتقدت أجواءه قالمة لسنوات طويلة، وصنعت فيه «أوركيسترا» المدرجات الاستثناء، وجانب فيه «السرب الأسود» المفاجأة، لأنه كان قريبا من تأشيرة التأهل بعد تألق حارسه بوعزيزي، إلا أن نقص الخبرة قلب الموازين في اللحظات الحاسمة، ليكون التأهل حليف ممثل الرابطة المحترفة الأولى.
المقابلة سارت على وقع انطلاقة جد حذرة من جانب المحليين، الذين عمد مدربهم إلى تحصين القواعد الخلفية، بانتهاج خطة دفاعية، في محاولة لسد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس بوعزيزي، في الوقت الذي سعى فيه الزوار، إلى توظيف عاملي الخبرة والإمكانيات البشرية بحثا عن هدف مبكر.
هذه الخيارات التكتيكية، جعلت المباراة تفتقر للفرص السانحة للتهديف، رغم أن السيطرة في اللعب كانت للضيوف، لكن دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحارس بوعزيزي، الذي صمد ودفاعه، في ظل الرقابة اللصيقة، التي فرضها ثنائي محور الدفاع عماري وبعلي على مهاجم بارادو قيسمون، الذي كان في عزلة تامة، والتمريرات التي قدمها زرقان انطلاقا من وسط الميدان، تم قطعها على مشارف منطقة العمليات، لتبقى المحاولة التي قام بها بوزوق في الدقيقة 23 أخطر فرصة للزوار، غير أن يقظة الحارس بوعزيزي أبطلت مفعولها.
من الجهة المقابلة، فإن محاولات الترجي طغت عليها العشوائية، بالاعتماد على الكرات العرضية الطويلة، نحو رأس الحربة قرمان، الذي أتيحت له فرصة وحيدة طيلة الشوط الأول، وكانت قبل 5 دقائق من نهاية المرحلة الأولى، لما انفلت على الجهة اليمنى، لكن قذفته اعتلت العارضة الأفقية بقليل.
فيزيونومية اللعب تغيرت مع بداية المرحلة الثانية، بخروج القالميين من قوقعتهم الدفاعية، ومحاولة نقل الخطر إلى منطقة الحارس فراحي، بالاعتماد على تمريرات في العمق صوب الثنائي مراح وقرمان، والذي أتيحت له فرصة افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 68، بتسديدة قوية وجد حارس «الباك»، صعوبة كبيرة في إخراجها إلى الركنية.
التكافؤ في اللعب، جعل الصراع على الكرة ينحصر في منطقة وسط الميدان، مع تسجيل بعض المحاولات الخطيرة من جانب الضيوف، والتي كاد على إثرها بوزوق أن يصل إلى المبتغى في الدقيقة 74 برأسية محكمة، إلا أن المدافع القالمي حمودة تدخل وأبعد الكرة من على خط المرمى، منقذا الترجي من هدف محقق، وهي اللقطة التي أجبرت الفريقين على الاحتكام إلى شوطين إضافيين، لأن التعادل ظل سيد الموقف.
انطلاقة المرحلة الإضافية الأولى كانت ساخنة جدا، لأن الحكم نادر أعلن في الدقيقة 95، عن ضربة جزاء لنادي بارادو بعد تلقيه إشارة من مساعده الثاني لعريبي، اثر اصطدام الكرة بالمدافع القالمي عبدة، وهو القرار الذي فجر موجة من الاحتجاجات العارمة من جانب لاعبي، مسيري وأنصار الترجي، مما أدى إلى توقف اللعب لمدة 10 دقائق، ومع الاستئناف أبدع الحارس القالمي بوعزيزي في التصدي لركلة بوزوق، التي أخرجها إلى الركنية.
باقي فترات اللقاء، لم تشهد سوى طغيان الاندفاع البدني والاحتجاجات على الحكم من جانب المحليين، لكن مع استمرار التعادل دون أهداف، ليحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح، التي سارت على وقع سيناريو «دراماتيكي» لأن حارس الترجي بوعزيزي صد الضربة الأولى، وجعل القالميين يشرعون في الاحتفال، إلا أن الموازين انقلبت رأسا على عقب في أخر ركلتين، بتضييع سعايدية ودقيش من جانب الترجي، ليتأهل بارادو، ويخرج «السرب الأسود» مرفوع الرأس.
ص / فرطاس