lإشاعة ترتيب مباراة سكيكدة من «صنع» المعارضة
lحظوظنا ضئيلة في مواصلة مغامرة الكأس
لوّح رئيس أمل بوسعادة شكيب بوعكاز بالاستقالة من منصبه بمجرد نهاية الموسم الكروي الجاري، مؤكدا بأن الأزمة المالية الخانقة، تعد السبب الوحيد الذي دفع به إلى التفكير بجدية في رمي المنشفة، ولو أنه ذهب إلى حد دق ناقوس الخطر بخصوص مستقبل النادي، موضحا بأن الوضعية الراهنة للأمل توحي بتفاقم المشاكل.
بوعكاز، وفي حوار خص به النصر، سارع إلى تفنيد كل ما راج بشأن المباراة ضد شبيبة سكيكدة، معتبرا كل الاتهامات التي وجهت له شخصيا بمثابة «سيناريو» افتعلته مجموعة المعارضة، كما أكد بأن الأمل مازال معنيا بحسابات تفادي السقوط، لكنه طمأن الأنصار بخصوص مكانة الفريق في الرابطة الثانية، في الوقت الذي صنّف فيه ربع النهائي في خانة الانجاز التاريخي في مغامرة كأس الجزائر، بعد الانهزام بثلاثية في الذهاب أمام اتحاد بلعباس، لكن مشكل الديون يبقى الهاجس الأكبر الذي يثير المخاوف على مستقبل الفريق.
uما تعليقكم على الوضعية الراهنة للفريق، سيما بعد التراجع المحلوظ في النتائج، ودخول منطقة الخطر؟
حقيقة، أن الوضعية الحالية في سلم الترتيب، أجبرتنا على إطلاق صفارات الإنذار بخصوص مستقبل الأمل في الرابطة الثانية، لأننا أصبحنا من بين المهددين بالسقوط إلى وطني الهواة، بعدما كنا في نهاية مرحلة الذهاب على مشارف كوكبة حسابات الصعود، لكن دون أن ننظر إلى مكانة في الرابطة المحترفة الأولى كهدف، والتشريح الأولي يكشف بأن التقهقر في سلم الترتيب كان من عواقب «الهشاشة» خارج الديار، لأننا لم نتمكن من حصد أي نقطة بعيدا عن بوسعادة منذ الجولة العاشرة، لما نجحنا في إحراز تعادل بالخروب، والسفريات الخمس الأخيرة كانت فاشلة، وقد شاءت الصدف أن ننهزم بنفس النتيجة (2 / 1) أمام كل من أولمبي المدية وسريع غليزان وشبيبة بجاية ومولودية سعيدة واتحاد الحراش، والملفت للإنتباه أن الهزائم التي تلقيناها منذ انطلاق مرحلة العودة كانت بطريقة ساذجة، لأننا نكون دوما السباقين للتهديف، إلا أننا نفشل في المحافظة على التفوق، جراء التراجع في الأشواط الثانية، وهو عامل أثر بصورة مباشرة على مكانة الأمل في سلم الترتيب، كما أنه كان السبب في تقلص حظوظنا في بلوغ نصف النهائي، لأن الهزيمة ببلعباس كانت ثقيلة جراء التهاون في الدقائق الأخيرة، ومن الصعب تدارك الثلاثية في مباراة العودة ببوسعادة.
uلكن الهزيمة التي تلقيتموها ببوسعادة على يد شبيبة سكيكدة تبقى بمثابة المنعرج في هذه الوضعية؟
تلك الهزيمة كانت من صنع الحكم بن جهان، الذي كان قد أهدى النقاط الثلاث لشبيبة سكيكدة بقراراته الغريبة، خاصة وأنه كشف عن تحيزه المفضوح فوق أرضية الميدان لصالح الفريق الزائر، وقد أشعرت محافظ اللقاء يوسف بن مجبر قبل انطلاق المقابلة بما راج في «الكواليس» بخصوص طاقم التحكيم، إلا أن ذلك لم يغيّر في الوضع شيئا، والمباراة سارت في اتجاه واحد على وقع سيطرة مطلقة لفريقنا، مع حرماننا من 4 ضربات جزاء لا غبار عليها، أمام أعين الحكم الرئيسي، الذي ظل في كل مرة يأمر بمواصلة اللعب، فضلا عن أن الحظ أدار لنا ظهره، بعد اصطدام الكرة بالعارضة والقائمين في عدة مناسبات، وهدف «السكيكدية» جاء عكس مجرى اللعب، من مرتدة هجومية واحدة طيلة المقابلة، وتلك النتيجة زادت في تعقيد وضعيتنا، لأنها كانت قد أعقبت بهزيمة في الحراش، تعد الثالثة على التوالي.
u إلا أن تلك المقابلة فتحت باب التأويلات على مصراعيه، بالحديث عن ضلوعكم في «سيناريو» ترتيب النتيجة، خاصة بعد تقديمكم الاستقالة؟
كل ما راج بخصوص نتيجة مباراة شبيبة سكيكدة، كان عبارة عن إشاعات روّجتها مجموعة المعارضة، والتي حاولت الاستثمار في الهزيمة التي تلقيناها داخل الديار لافتعال «سيناريو» وجهوا من خلاله اتهامات لي شخصيا بالتنازل عن النقاط للفريق المنافس، لكن هذه الإشاعات لم يكن لها أي مفعول في أوساط الأنصار، لأن كل من شاهد اللقاء يعترف بأن فريقنا كان ضحية التحيز المفضوح للحكم بن جهان، الذي جاء إلى بوسعادة لتنفيذ مهمة محددة، وكان له ما أراد باستعمال السلطة التي منحها له القانون.
أما بخصوص قضية استقالتي خلال الجمعية العامة التي عقدناها صبيحة تلك المقابلة فإنها كانت بسبب الاشكال الذي طفا على السطح، نتيجة الوعود التي كان «المير» قد قدمها للاعبين، والقاضية يتحمله مسؤولية تسديد منحة الفوز العريض على جمعية وهران، لأن تلك الوعود لم تجد طريقها على التجسيد على أرض الواقع، فأعلنت حينها عن انسحابي من رئاسة النادي، إلا أن تدخل والي المسيلة أرغمني على العدول، لكن دون أن يكون لهذا القرار أي تأثير سلبي على الأجواء داخل الفريق.
u هل يعني هذا بأن التيار لا يمر جيدا بين البلدية واللجنة المسيرة للنادي؟
الأكيد، أن الجانب المادي يبقى جوهر الإشكال القائم بين إدارة الفريق ومسؤولي البلدية، لأن الوضعية المالية لأمل بوسعادة تجاوزت الخطوط الحمراء، ونداءات الاستغاثة التي نوجهها منذ تولينا رئاسة النادي لم تجد آذانا صاغية، وحتى الوعود التي ما فتئ يقدمها «المير» لم تتجسد، خاصة وأنه كان قد وعد اللاعبين بمنحة الفوز على جمعية وهران، كما أنه كان قد وعدنا بالتكفل بمصاريف التنقل إلى الحراش ثم إلى بلعباس، إلا أن الواقع الميداني سار في اتجاه معاكس، ولولا تدخل بعض الغيورين لكان مصيرنا الغياب عن مباراة ذهاب ربع النهائي في منافسة الكأس ببلعباس، لأن النادي يعيش أزمة مالية خانقة، والإعانات التي تلقيناها لا تكفي تسيير فريق في الجهوي، كونها تبقى منحصرة في الدعم الذي قدمه والي المسيلة، بقيمة 1,2 مليار سنتيم، بينما مازال المجلس البلدي لم يستكمل الاجراءات الخاصة باعانة بمبلغ 500 مليون سنتيم، ليبقى أمل بوسعادة الفريق الأضعف من الناحية المادية في الرابطة المحترفة الثانية.
uفي ظل هذه الوضعية، كيف ترون مستقبل الفريق في الرابطة الثانية؟
ضمان البقاء في الرابطة الثانية يبقى بين أرجل لاعبينا، مادام الفوز في اللقاءات المتبقية ببوسعادة يكفينا لتفادي شبح السقوط، خاصة بعد العودة إلى ملعبنا، لأن فتح ملعب عبد الللطيف مختار من جديد مع بداية مرحلة الإياب كان بمثابة المنعرج الحاسم في مشوار الأمل، لأن الاستقبال في المسيلة كان سببا رئيسيا في تراجع النتائج، جراء افتقاد لمؤازرة الأنصار، لكن التفكير في المستقبل يستوجب رسم خارطة طريق للتخلص من إرث الديون المتراكمة، لأننا لم نتمكن منذ بداية الموسم الجاري من تسديد سوى رواتب شهرين فقط، مع التركيز على منح المباريات أكثر، وديون الموسم الفارط قاربت 2,5 مليار سنتيم، دون تجاهل الديون التي وجدتها على عاتق النادي، وتراجع الإعانات مقارنة بما كانت عليه في السنوات السابقة انعكس بالسلب على وضعية الفريق، الأمر الذي يجرنا إلى دق ناقوس الخطر حول المستقبل، لأنني شخصيا قررت الاستقالة بمجرد نهاية الموسم الجاري، لكن المخاوف أصبحت كبيرة على مستقبل الأمل، والانسحاب النهائي من المنافسة يبقى واردا.
حاوره: صالح فرطاس