فتح مهاجم جمعية الخروب الأسبق وترجي مستغانم الحالي أسامة مصفار قلبه للنصر، وعاد بنا لأغلب محطاته الكروية إلى غاية الآن، مشيرا إلى الأخطاء التي ارتكبها، موجها رسالة إلى كافة الشعب الجزائري بضرورة التحلي، والالتزام بنصائح الأطباء وأهل الاختصاص.
• بداية هل يلتزم أسامة بالحجر الصحي، مثل جل اللاعبين؟
بطبيعة الحال، نحن أمام حتمية تطبيق كل التعليمات والإرشادات، لأن الظرف الحالي يحتم علينا ذلك، الأمر الذي يجعلني أبقى بالمنزل ولا أغادره إلا للتدريبات، وتطبيق البرنامج الذي بحوزتي، من خلال التنويع في العمل بين التدرب في الغابة أو استخدام الدراجة الهوائية بعيدا عن محيط المنزل لكي أتفادى الاحتكاك.
• وما رأيك في حال تم اتخاذ قرار بتوقيف البطولة بصفة نهائية؟
قرار التوقيف من عدمه بيد السلطات العليا، وكما تابعتم في التصريحات الأخيرة سواء لمسؤولي الفاف أو الرابطة ساروا في نفس الاتجاه، أين أكدوا بأن الأمر يتجاوزهم، ونحن كلاعبين لا نتمنى إعلان موسم أبيض، لأنه سيعود بالضرر على عدة أندية، سيما التي كانت تنافس من أجل الصعود، ونتمنى فقط زوال هذا الوباء، لأن أرواح وصحة الأشخاص تمر قبل الحديث عن كرة القدم.
• وماذا بخصوص فريقك الحالي مستغانم، كيف تقيم تجربتك؟
بالنسبة لي أراها تجربة ناجحة، لأنني اكتسبت خبرة جديدة واكتشفت كرة القدم في غرب البلاد، وأفتخر بحمل ألوان فريق لديه تاريخ كبير، وفرت لنا إدارته كل الإمكانيات، وكنا ننافس خلال مرحلة الذهاب على الصعود، وتمكنا حتى من احتلال المرتبة الثانية خلف عين تيموشنت، لكن المشاكل المادية ورحيل عدة عناصر، جعلنا نتخبط في المراتب الأخيرة، وننافس من أجل ضمان البقاء.
• تقمصت ألوان عدة فرق سواء في الرابطة الأولى أو الثانية، هل أنت راض عما قدمته إلى غاية الآن في مشوارك الرياضي؟
الحمد لله، لعبت لعدة أندية كبيرة والنقطة التي اعتبرها إيجابية في مشواري إلى غاية الآن، هو أنني أينما حللت أترك مكاني نظيفا، ولدي علاقة جيدة مع كل أنصار الفرق التي لعبت لها، لكن رغم هذا اعترف ببعض النقاط السلبية، والمتعلقة أصلا بعدم ثبات مستواي من موسم لآخر، وهذا راجع لعدة عوامل.
في بداياتي كنت أتلقى الإشادة كثيرا من أهل الاختصاص، الذين توقعوا لي البروز أكثر، سيما بعد تواجدي في المنتخب الأولمبي، لكن رغم أن سقف طموحي كان كبيرا، غير أنني راض عن مشواري وأتطلع للأفضل مستقبلا.
• من خلال الحديث عن المنتخب الأولمبي، كنت إلى جانب عدة نجوم حاليين، ما يزيد من حسرتك، أليس كذلك؟
طيلة فترة تواجدي مع المنتخب الوطني لم أبخل بأي جهد، الحمد لله لعبت إلى جانب عدة عناصر تصنع الحدث حاليا سواء مع المنتخب الوطني أو مع أنديتها وأتمنى لهم جميعا المزيد من النجاحات والتألق، وأرى بأن الإخفاق في المغرب وعدم التأهل للاولمبياد أثر علي سلبا، بعدما كنت من بين الركائز في التشكيلة وهداف المنتخب بـ 15 هدفا، وهناك أمور خارجة عن نطاق كرة القدم حدثت، هي من جعلت مصفار لا يحافظ على نفس المنحى التصاعدي مع الخضر.
• كنت قريبا في إحدى المرات من الانضمام إلى شباب قسنطينة، لكن الصفقة تعثـرت في آخر لحظة، هل لك أن توضح لنا ما حدث بالضبط؟
صحيح، عندما كنت في أوج العطاء تلقيت اتصالا من طرف مسؤولي شباب قسنطينة، لكن لا أخفي عليك عدة عوامل جعلتني لا ألعب للشباب، من بينها أن ابن مدينة قسنطينة لا يمكنه النجاح مع السنافر، أين يكون العنصر الأكثر تعرضا للضغط من طرف المحيط، ورغم كل هذا ففريق السنافر يبقى فريق القلب، وأتقصى أخباره كل يوم وأبقى مناصرا وفيا له، رغم أن الظروف لم تمنحني فرصة تقمص ألوانه فقط.
• وهل يمكن القول بأن تجربتك مع جمعية الخروب، تعتبر الأبرز في مشوارك؟
صحيح فضل جمعية الخروب علي كبير، رغم أنني عانيت في البداية، بسبب بعض الأمور غير الرياضية، لكن بعدها أبناء مدينة الخروب وأنصار الفريق احتضنوني وسمحوا لي بتفجير إمكاناتي، وهناك نقطة يجب التطرق إليها، هو أن لايسكا تعتبر من بين أكثر الأندية التي تمنح الفرصة للاعبين الشبان، خاصة على مستوى مدينة قسنطينة، وأتمنى أن يحذو السنافر والموك حذوها، وكل ما أقوله عن «لايسكا» لن أستوفي حقها، لأنها ببساطة هي من صنعت لي اسما وسمحت لي بطرق أبواب المنتخب الوطني، وبعدها تقمص ألوان عدة فرق.
• هل هناك أشياء ندمت عليها في مشوارك إلى غاية الآن؟
الكمال لله عز وجل، وهناك أشياء أخطأت فيها، من بينها عدم انتقالي إلى نادي لومان الفرنسي والنصر السعودي، بعدما كانت لدي اتصالات أولية، عندما كنت في أفضل مستوياتي، لكنني فضلت البقاء في الجزائر، وربما لو تنقلت إلى أحد الناديين لكانت لي مسيرة أحسن، سيما من ناحية تطوير إمكاناتي، لكن لا اعتراض على قضاء الله وقدره.
• هل من كلمة أخيرة؟
علينا الإكثار من الدعاء في هذا الظرف حتى يزول عنا هذا الوباء، وتعود الحياة لطبيعتها، كما يجب علينا أن نكون متضامنين فيما بيننا، وإتباع كل نصائح الأطباء وأهل الاختصاص، سيما فيما يتعلق بالبقاء بالمنزل لتفادي انتقال هذا الفيروس.
حاوره: بورصاص.ر