السبت 21 سبتمبر 2024 الموافق لـ 17 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

مدرب أمل بوسعادة عبد الحكيم بوفنارة للنصر: الخطـر كبيـر و"الموسـم الأبيـض" واقـع يفـرض نفسـه


مخطئ من يفكر في المستديرة وعائلات حائرة في قوت يومها

أبدى مدرب أمل بوسعادة عبد الحكيم بوفنارة مساندته المطلقة، لمقترح تعليق المنافسة واعتماد موسم أبيض في الجزائر، وبرر هذا الموقف بالكارثة الوبائية التي تعيش على وقعها البلاد، بعد انتشار فيروس كورونا، والتي تضع حياة المواطن في المقام الأول، قبل التفكير في النشاط الرياضي وظروفه.
بوفنارة وفي حوار مع النصر، أكد بأنه كان من أول المطالبين بتوقيف البطولة بمجرد ظهور الوباء في البليدة، لأننا ـ كما قال ـ «لا بد أن نأخذ كامل الاحتياطات، بالسعي لمواكبة خارطة الطريق، التي انتهجتها السلطات العليا للبلاد في مساعيها الرامية لمحاربة الفيروس، وذلك بالحرص على ضرورة استخلاص العبر من التجارب القاسية التي تعيشها باقي بلدان العالم»، كما تحدث أيضا عن التزامه الشديد بالحجر المنزلي، وكذا متابعته عن بعد لبرنامج تدريبات لاعبي فريقه على انفراده، ولو أنه استبعد فكرة استئناف البطولة، بعد هذه المرحلة الاستثنائية.
*نستهل هذه الدردشة بالاستفسار عن أحوالكم الشخصية في هذه الفترة، وكذا عن مدى متابعتكم لشؤون الفريق، بعد التوقيف الإجباري للتدريبات والمنافسة؟
الوضع الذي تعيش على وقعه الجزائر، يجبرنا على احترام التعليمات التي أصدرها أهل الاختصاص، والرامية بالأساس إلى التزام الحجر المنزلي، خاصة وأن حصيلة هذا الوباء في ارتفاع من يوم لأخر، سواء من حيث عدد الحالات المؤكدة أو الوفيات، وشخصيا فإنني من أشد الحريصين على تطبيق هذه التدابير، وذلك بمنع كل أفراد الأسرة من مغادرة المنزل، مع تكفلي باقتناء بعض المستلزمات من حين لآخر، شريطة تفادي الأماكن التي يكون فيها الازدحام، لأنني أقيم في ضواحي الأبيار بالجزائر العاصمة، أين لم تسجل المصالح الصحية إلى حد الآن حالات مؤكدة، لكن توخي الحيطة والحذر يجبرنا على تطبيق الحجر المنزلي، مادامت الأوضاع خطيرة في أحياء مجاورة.
أما بخصوص التدريبات، فإن هذا الظرف الاستثنائي أرغمنا على اعتماد برنامج عمل فردي لكل لاعب، وهناك من اللاعبين من يضطر إلى التدرب في البيت، بينما أغلب العناصر تتدرب في مناطق غابية، وأنا على تواصل يومي مع كامل التعداد، لمتابعة البرنامج، وقد لمست لدى المجموعة انضباطا كبيرا، لأن الرياضة تبقى المتنفس الوحيد لكسر الروتين اليومي للاعبين، والمدافع سمان يبقى الوحيد الذي تعذر عليه التدرب في الأونة الأخيرة، بعد انشغاله بوفاة والده.
*نفهم من ذلك بأن فريقكم، سيكون جاهزا للعودة إلى أجواء المنافسة بعد التخلص من الوباء؟
حديثي عن برنامج التدريبات ومتابعتي بانتظام للعمل اليومي، الذي يقوم به كل لاعب لا يعني بأننا بصدد التحضير للمرحلة القادمة، بل أن الأمر يتعلق بالحرص على محافظة اللاعبين على لياقتهم البدنية، والتدريبات في هذه المرحلة لا يمكن أن تغطي حاجيات اللاعب للعمل الميداني المطلوب، لأن النوادي كانت في فترة مكثفة من المنافسة، والتوقف الاضطراري كان قد كسر هذا الريتم، مما يجعل الفرق بحاجة إلى إعادة التحضيرات من نقطة الصفر، لتفادي أي مغامرة بأمن وسلامة اللاعبين، وبالتالي فإننا لا نفكر في مرحلة ما بعد كورونا بقدر ما نحصر انشغالنا في متابعة تطورات الوضع السائد في البلاد، وترقب الحصيلة اليومية التي تقدمها اللجنة المختصة، وشخصيا فإن الحرص في حديثي مع اللاعبين سواء هاتفيا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يكون بنية التخفيف من الضغط النفسي الذي أصبحنا نعيشه منذ ظهور هذا الوباء في بلادنا.
*هل يعني هذا بأنكم تترقبون قرارات أخرى من طرف الفاف، خاصة بعد تداول اقتراح الموسم الأبيض؟
لقد كنت من أول المطالبين بضرورة اعلان الموسم الأبيض في الجزائر، وذلك بعد اتخاذ الوزارة قرارها الأول، القاضي بلعب مباريات إحدى الجولات دون جمهور، لأن الأمر أخطر مما يتصوره الكثيرون، ومنع الأنصار من التواجد في المدرجات لم يكن كافيا لحماية اللاعبين ومختلف الطواقم من هذا الفيروس، بعد تسجيل أولى الحالات المؤكدة في ولاية البليدة، مادام المختصون قد أكدوا أن خطورة الوباء تكمن بالدرجة الأولى في سرعة انتشاره، وهذا العامل يبقى النقطة الأساسية التي جعلتني أطالب بتوقيف المنافسة نهائيا في الجزائر، وقد أعلنت عن موقفي بمناسبة مباراة ذهاب ربع نهائي كأس الجزائر ببلعباس، لأنه حتى بعد التحكم في الوضع في أسرع وقت ممكن، فإن الملاعب تبقى من بين الأماكن التي قد تكون مصدرا لانتقال العدوى من الحالات النادرة، وعليه فإن تعليق النشاط الكروي يبقى الحل الأنسب في نظري، للاطمئنان أكثر على سلامة كل أفراد الأسرة الرياضية، لأن الاحتياط واجب، والكرة ستبقى في مرمى الوزارة والفاف على حد سواء، لكن يجب استشارة كل أهل الاختصاص من جميع الشرائح قبل اتخاذ القرار المناسب، مادامت السلطات العليا للبلاد كانت قد سارعت إلى اتخاذ اجراءات وقائية، وهذه الخطوة ساهمت في تخفيف الحصيلة مقارنة بباقي الدول، وعليه فإن هذه التدابير يجب أن تكون نقطة الانطلاق في دراسة مستقبل المنافسات الرياضية، مع بحث كل اتحادية عن حلول تتكيف بها مع هذا الظرف الطارئ.
*لكن أمل بوسعادة مازال معنيا بمنافسة الكأس، إضافة إلى تواجده على مشارف منطقة الخطر في البطولة؟
كما سبق وأن قلت، فإن حياة المواطنين توضع في المقام الأول، والأزمة الوبائية التي تعيشها الجزائر تجبرنا على التفكير في المساهمة في العمل التضامني مع الشرائح التي تضررت من هذه الوضعية، لأن هناك من لم يتمكن من ضمان قوت يومه، فضلا عن الخطر الذي يحدق بنا جراء ارتفاع الحصيلة يوميا، ولو أننا أقل تضررا من باقي بلدان العالم، والجانب الانساني يبقى انشغالنا اليومي، دون التفكير في النشاط الرياضي، لأن مساندتي لمقترح الموسم الأبيض لم تنطلق من وضعية أمل بوسعادة، رغم أن الفريق مازال معنيا بإياب ربع نهائي الكأس أمام اتحاد بلعباس، بعد الهزيمة بثلاثية في الذهاب، وهي نتيجة لم تكن مستحقة، وجاءت عكس مجرى اللعب، إذ أدينا مباراة في المستوى، وكان التعادل في متناولنا، إلا أن الهفوات الدفاعية التي ارتكبناها في الدقائق الأخيرة كلفتنا هدفين مباغتين، ومع ذلك فإن حظوظنا في التأهل تبقى قائمة، بينما في البطولة فإن الفوز في اللقاءات المتبقية داخل الديار، يكفي لترسيم البقاء بكل أريحية.
حاوره: صالح فرطـاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com