اضطر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أمس، إلى تأخير موعد نصف نهائي منافسي دوري الأبطال وكأس الكاف إلى إشعار آخر، بسبب الوضع الوبائي السائد في كل بلدان العالم، جراء انتشار فيروس كورونا، حيث أعلنت الهيئة المعنية في بيان رسمي عن قرار التأجيل، مع تبرير ذلك بعدم توفر الظروف التي تساعد ممارسة النشاط الكروي، جراء ما خلفه «كوفيد 19».
وأشارت لجنة الطوارئ على مستوى الكاف في بيانها، إلى أن الوضعية الراهنة تزيد من المخاوف في انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي أجبرها على اتخاذ قرار تأجيل المربع الذهبي للمنافستين القارتين الخاصتين بالأندية، والتي كان الذهاب مقررا في أوائل ماي القادم، والإياب بعد ذلك بأسبوع، سيما وأن نصف النهائي لدوري الأبطال هذه النسخة سيكون عبارة عن حوار «مصري مغربي» مزدوج، في وجود الأهلي والزمالك كممثلين للكرة المصرية في مواجهة قطبي مدينة الدار البيضاء المغربية الرجاء والوداد، بينما سيعرف نصف نهائي كاس الكاف قمة «مغربية» خالصة بين نهضة بركان وحسنية أغادير، والمباراة الثانية ستضع نادي بيراميدز المصري في مواجهة حوريا كوناكري الغيني، مما يعني بأن الكرة العربية حاضرة بسبعة ممثلين في المشوار المتبقي من منافسات الأندية، بتألق واضح من الفرق المغربية والمصرية، في غياب أندية باقي البلدان، في الوقت الذي يبقى فيه نادي حوريا كوناكري الحامل الوحيد لراية تمثيل باقي مناطق القارة السمراء، خارج المنطقة الشمالية.
على صعيد آخر، فقد أعلنت ذات الهيئة في بيانها عن قرار تأجيل التصفيات المؤهلة إلى النسخة السابعة من مونديال السيدات لفئة أقل من 17 سنة، المقررة العام القادم بالهند، لأن الدور التمهيدي الثاني للتصفيات على مستوى القارة الإفريقية، كان مبرمجا خلال النصف الأول من شهر ماي القادم، لكن انتشار فيروس كورونا في معظم بلدان العالم أجبر الهيئة الكروية القارية على تأجيل اللقاءات التصفوية إلى إشعار آخر.
وأشارت لجنة الطوارئ، التابعة للكاف في بيانها إلى أن رزنامة جديدة سيتم الاعلان عنها في الوقت المناسب، وذلك بمراعاة تطورات الوضع الوبائي السائد في كل أنحاء العالم، لأن الكاف ـ كما جاء في البيان ـ « تراقب الوضعية عن كثب، وتعمل على التواصل مع مختلف الجهات المعنية، خاصة منظمة الصحة العالمية، من أجل الحصول على أدق التفاصيل بشأن تطورات انتشار كوفيد 19».
من هذا المنطلق، فإن الاتحاد الإفريقي اصبح مجبرا على تعديل رزنامة النهائيات، بعدما كانت هيئة الملغاشي أحمد احمد منذ شهر قد اختارت مدينة دوالا الكاميرونية لاحتضان نهائي الطبعة الحالية لدوري البطال، مع اختيار مركب الأمير عبد الله بالرباط لاستضافة نهائي كاس الكاف، وهذا تماشيا مع الاجراء السابق الذي كانت قد بادرت لاتخاذه، والذي يقضي بإقامة نهائي منافستي الأندية في مقابلة واحدة بمدينة يتم اختيارها مسبقا.
هذه الخطوات، جاءت تجسيدا للتوصيات التي أصدرتها الفيفا في نهاية الأسبوع الفارط، والتي تلزم جميع الاتحادات القارية والوطنية لوضع حياة البشر في المقام الأول، وبالتالي منع المخاطرة بأمن وسلامة الإنسان، من خلال الدفع به لممارسة نشاط كروي في هذه الفترة الحساسة، وهو ما جاء على لسان جياني إينفانتينو في شريط فيديو وججه إلى الأسرة الكروية عبر العالم، لأن الاتحاد الدولي كان قد قرر تعليق كل المنافسات مع إلزام الفيدراليات بالتكيف مع الرزنامة الجديدة التي ستضبطها لجان مختصة، تعمل على مواكبة تطورات الكارثة الوبائية، وقرار الفيفا بتأجيل المباريات التصفوية المؤهلة إلى مونديال قطر، والتي كانت مبرمجة في شهر جوان المقبل كان بمثابة المؤشر الأولي على اصطدام الكاف باشكال يخص الرزنامة التي ضبطتها آنفا، والمتعلقة بتصفيات «كان 2021»، مما يعني بأن التصريح الأخير لرئيس الهيئة الإفريقية أحمد أحمد بالتمسك بموعد إقامة «الكان» في موعده المحدد يبقى مجرد «خرجة» إعلامية لا تواكب الوضع العالمي الحالي، لأن هذه التصريحات ستضع الكاف في رحلة البحث عن رزنامة تراعي تواريخ الفيفا وكذا التعديلات التي سيدخلها الاتحاد الدولي على برنامج تصفيات مونديال قطر، فضلا عن انعكاسات تأخير جميع الدوريات في العالم على هذه المعطيات.
ص / فرطــاس
