الاثنين 23 سبتمبر 2024 الموافق لـ 19 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

رئيس اللجنة الطبية الفيدرالية الدكتور جمال الدين دمارجي للنصر: تطوّعت في مستشفى بوفاريك إحساسا بالواجب وتلبية لنداء الضمير

اعتبر رئيس اللجنة الطبية الفيدرالية الدكتور جمال الدين دمارجي، انضمامه من باب التطوّع إلى الطاقم الطبي، العامل على مستوى مصلحة الاستعجالات بمستشفى بوفاريك، بمثابة استجابة لنداء الواجب الوطني، وأكد على أن الحرب على وباء كورونا تطلبت تعبئة وطنية، فوضعت أفراد السلك الطبي في الواجهة الأولى، دون التقليل ـ كما قال ـ من مساهمة باقي شرائح المجتمع كل في اختصاصه.

حــاوره: صالح فرطــاس

دمارجي، وفي حوار صريح خص به النصر، أكد بأنه يعيش لحظات لا تنسى منذ التحاقه بالطاقم العامل بمصلحة محاربة «كوفيد 19»، وأوضح بأن التعامل مع الأشخاص المصابين أصبح سهلا بعد نجاعة البروتوكول العلاجي، والذي خفف من درجة الضغط على المستشفيات، وزرع الأمل أيضا في قلوب نسبة كبيرة من المصابين، كما عرج في الدردشة على الجانب الرياضي، وأشار إلى أن عودة اللاعبين إلى أجواء المنافسة، تمر عبر جملة من الشروط الذي لها علاقة مباشرة بالجانب الصحي.
t حدثنا في البداية عن مبادرتك الشخصية عندما قررت الالتحاق بالطاقم الطبي، العامل بمصلحة الاستعجالات بمستشفى بوفاريك؟
الحقيقة أن روح المسؤولية تدفع أي جزائري للتجند من أجل المساهمة في محاربة فيروس كورونا بمجرد ظهور الوباء، وقد كانت ولاية البليدة أول منطقة شهدت تسجيل أولى الحالات، لكن الوضع أخذ في التفاقم في بوفاريك، والأمور في البداية اختلطت على مستوى المؤسسات الاستشفائية، في ظل الرعب الكبير الذي خلفته هذه الوضعية الوبائية، مما أجبرني على التطوع والإلتحاق بالطاقم الطبي العامل بمصلحة الاستعجالات، رغم أنني كنت قد أودعت ملف التقاعد، وعملي كان على مستوى مصلحة الدم، لأن المخطط التنظيمي الذي تم وضعه في مستشفى بوفاريك، أجبرني على التواجد في الواجهة الأولى في مثل هذه الظروف، للوقوف إلى جانب زملائي في مصلحة الاستعجالات، وهذا القرار يبقى أبسط ما يمكن أن نقدمه، لأن الأمر يتعلق بحياة المواطنين، والحس المهني يدفع بأي شخص مهما كان اختصاصه للمساهمة في حملة محاربة الوباء، بحسب الامكانيات المتوفرة، ولو أن القائمة في بوفاريك، ضمت العديد من الإطارات الطبية التي كانت في التقاعد، لكنها لبت النداء الوطني، وسجلت تواجدها ضمن الطاقم الذي يعمل حاليا في هذه المصلحة، سيما منهم الأخصائيون في التخدير، لأن الوضع يتطلب وقوف كل شرائح المجتمع في صف واحد، كل في درجته من السلم، سعيا للخروج من هذه الأزمة الوبائية، بأخف حصيلة ممكنة من حيث الأوراح البشرية، رغم أن «كوفيد 19» راح ضحيته بعض الزملاء من الطواقم الطبية رحمهم الله، ونحن في مستشفى بوفاريك فقدنا سائق سيارة الاسعاف، ومع ذلك فإن مواجهة الوباء تتطلب مواصلة التجنّد.
t وكيف يكون تعامل الطاقم الطبي مع الحالات التي تصل إلى المستشفى، بعد الاشتباه في الإصابة بالفيروس؟
ما حرّك فينا الحس المهني أكثر، كان الوضع الذي عاشته ولاية البليدة عند تسجيل أولى الحالات المؤكدة للإصابة بفيروس كورونا، لأن الذعر في أوساط المواطنين فاق الحدود، مع عدم إيجاد المصلحة المخول لها التكفل بمتابعة أولى الحالات، وقد كان توافد المواطنين كبيرا على المؤسسات الاستشفائية، وهذا جراء عدم توفر أبسط المعلومات عن هذا الفيروس، سواء بالنسبة للمواطن البسيط أو حتى الطاقم الطبي، وعليه فقد كانت الأمور في الأيام الأولى صعبة للغاية، ولم يكن من السهل علينا إيصال الرسالة، إلى كل شخص تثبت التحاليل إصابته أو محيطه العائلي، خاصة ما يتعلق بالتدابير الوقائية الواجب اتباعها، لكن مع مرور الأيام سارت الأوضاع نحو الأحسن، بعد تجاوب المواطنين مع المخطط التنظيمي الذي تم اتباعه، فأصبح تعاملنا مع المصابين سهلا، سيما بعد الشروع في تطبيق «البروتوكول» العلاجي المبني بالأساس على هيدروكسي كلوروكين، والذي أعطى نتائجا جد إيجابية، بتحسن الحالة الصحية لكل شخص يحمل الفيروس، بالتخلص من بعض الأعراض، ونجاعة هذا «البروتوكول» بنسبة كبيرة، طمأن المرضى وقلل من درجة المخاوف لديهم، وسهّل علينا طريقة التعامل مع الأشخاص، الذين يتواجدون في المصلحة تحت المتابعة.
t وماذا عن الوضع السائد حاليا في مستشفى بوفاريك وولاية البليدة بصفة عامة؟
كما سبق وأن قلت، فإن الأمور تحسنت كثيرا بالمقارنة مع ما كانت عليه في الأسبوع الأول من ظهور الوباء، وارتفاع حالات الشفاء من يوم لآخر أعطى الأشخاص المتواجدين تحت العلاج، المزيد من التفاؤل بالقدرة على الخروج من هذه الوضعية بسلام، وشخصيا فأنني عشت لحظات لا تنسى في هذه المرحلة، لأن اخبار شخص بأنه تعافى وسيغادر المستشفى، يجعله يعبر عن فرحته بطريقة «هيستيرية»، وأجواء الفرحة بلغت حد المغادرة على وقع الزغاريد، وهذه الأجواء تنعكس بالإيجاب على كل المتواجدين في المؤسسة، سواء المرضى الذين يتحصلون على جرعة أوكسجين، في وجود أمل للشفاء، كما أن الطاقم الطبي ارتفعت معنوياته كثيرا بعدما أخذ مؤشر حالات التعافي في الارتفاع من يوم لآخر، كما أن الضغط انخفض قليلا على المصلحة، لأن هناك أشخاص يلتحقون بالمستشفى بعد الاشتباه في تعرضهم لإصابة بالفيروس، وهذا بمجرد الاحساس بارتفاع درجة الحرارة، حيث أن التعامل مع هذه الحالات أصبح سهلا، بعد توجهيها إلى الحجر الصحي على مستوى المنازل، مع متابعتها هاتفيا إلى غاية ظهور أعراض تكفي للإشتباه في الإصابة، وهي المحطة التي تستوجب نقل الشخص المعني إلى المستشفى، لأن الأغلبية في ولاية البليدة، كانت تصر على الخضوع للمتابعة الطبية بالمستشفيات خوفا من الوباء، وتدابير الحجر أعطت ثمارها، مع تفهم المواطنين للخطوات المتخذة من طرف الطواقم الطبية، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما.
t تفضل .. ما هو؟
لقد وقفت على حالة يمكن اعتبارها استثنائية، لكنها في حقيقة الأمر نتجت عن نقص الوعي لدى المواطنين، والأمر يتعلق بفتاة ظلت ملتزمة بالحجر المنزلي، ولم تغادر بيتها منذ ظهور الفيروس بالبليدة، لكنها حظيت مؤخرا بزيارة من والدها، الذي جاء ليطمئن على أحوال أسرتها الصغيرة، فكانت عواقب تلك الزيارة «وخيمة»، لأن الفتاة المعنية ظهرت عليها أعراض، استوجبت نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى، والتحاليل أثبتت حملها للفيروس، رغم أنها كانت ملتزمة بالحجر في بيتها، وعليه فإن الاحساس بخطورة الوضع يتطلب تجنّد الجميع، لأن الإشكال القائم حاليا، يكمن في عدم إدراك بعض المواطنين بالخطر الذي ينتج عن الاحتكاك فيما بينهم، خاصة في الطوابير التي نشاهدها يوميا في الأماكن التجارية، وخطورة «كوفيد 19» تكمن في سرعة انتشاره، كما أن هناك أشخاص يحملون الفيروس، إلا أن الأعراض لم تظهر عليهم بعد، والإنسان أصبح بمثابة القناة الناقلة للوباء، من حمله إلى العمل على نشره، وبالتالي فإن التطبيق الصارم للتدابير الوقائية والحجر المنزلي، تبقى أهم سلاح للقضاء على الفيروس، سيما بعد نجاعة «بروتوكول» العلاج المتبع، والأرقام المسجلة تكشف عن تحسن الأوضاع في الجزائر، ولو أن المرحلة الموالية تبقى حساسة، وتتطلب استمرار المواطن في الإلتزام بالحجر، وتجنب اليأس والملل جراء الضغط الناتج على هذه الفترة، لأن تحمّل فترة إضافية من الوقاية كفيل بتجنيب بلادنا كارثة وبائية، خاصة وأن الفيروس آخذ في التلاشي.
t نعرج الآن على الجانب الرياضي، فما تعلقيك على تعامل الأسرة الكروية مع هذه المرحلة، خاصة المساهمة في الوقفات التضامنية وحملات التوعية؟
المتعارف عليه أن «شعبية» لاعب كرة القدم في المجتمع، تفوق بكثير الطبيب وباقي الشرائح، لذا فإننا عمدنا إلى ضبط برنامج عمل على مستوى الفاف، بالتنسيق مع خلية الاعلام لنشر مقاطع فيديو لكل عناصر المنتخب الوطني، وكذا الطاقم الفني للتحسيس بمخاطر الفيروس على حياة البشر، هذا فضلا عن سعينا لتعميم العملية على كل أندية الرابطة المحترفة الأولى، لأن اللاعب عندما يوجه رسالة عبر «الفايسبوك»، يلقى تجاوب ما لا يقل عن 5 آلاف مناصر لفريقه، بينما لا تلقى رسائل الأطباء، بصفتهم أهل الاختصاص» استجابة بهذه الدرجة، كما أننا جندنا أعضاء اللجنة الطبية الفيدرالية، للمشاركة في حملات التوعية والتحسيس عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكذا الإذاعات المحلية، وأبقينا باب التطوع مفتوحا أمامهم للتواجد في الواجهة الأولى، والنداء نفسه وجهناه للأطباء المعتمدين على مستوى النوادي، مادام الوضع خطيرا جدا، ويتطلب وقوف الجميع للقدرة على مجابهة الداء الذي شل العالم برمته.
t وماذا عن برنامج التدريبات الفردية التي يخضع له اللاعبون والحكام في هذه الفترة، هل يكفي للاطمئنان على جاهزيتهم للعودة إلى أجواء المنافسة؟
إخضاع اللاعبين لبرنامج تدريبي على انفراد، يبقى ضرورة حتمية أملتها الأزمة الوبائية، لأن التدابير الوقائية المتخذة تمنع التجمعات لتفادي انتشار الفيروس، وهذه الخطوة تبقى شكلية، لأن اللاعب سينجح في المحافظة على جزء من لياقته البدنية فقط، مع فقدان الكثير من المعطيات المقترنة بجاهزيته لخوض المنافسة، وكذلك الحال بالنسبة للحكام، وعليه فإن العودة إلى أجواء التدريبات والمباريات لن تكون بمجرد رفع الحجر، بل هناك جملة من التدابير الواجب اتخاذها، للتأكد من استعداد أي عنصر لاستئناف نشاطه الرياضي بصورة عادية.
t نفهم من هذا الكلام بأن دوركم سيكون كبيرا قبل اتخاذ قرار استئناف المنافسة؟
نحن منشغلون حاليا بالحرب على هذا الفيروس اللعين في محاولة لتخليص بلادنا من هذا الوباء في أسرع وقت ممكن، والحديث عن استئناف البطولة يأتي في المقام الثاني، ولو أن ذلك يتطلب الكثير من الاجراءات، منها الوقائية وأخرى تخص التركيبة الفيزيولوجية للاعب في حد ذاته، لأن فترة الراحة التي فاقت الشهر تضعنا أمام معطيات جديدة، الوقوف عليها يمر عبر إخضاع كل لاعب لتحاليل بيولوجية، بغية التمكن من أخذ نظرة طبية شاملة وواضحة عن وضعيته بعد هذه الراحة، والتي لها آثار كبيرة على نظام التنفس، نبضات القلب والبنية البيولوجية للعضلات، هذا فضلا عن فترة التحضير من جديد، والتي لا يجب أن تقل عن 3 أسابيع، وعليه فإننا بصدد رسم خارطة طريق لمرحلة ما بعد كورونا، ودور أطباء النوادي سيكون كبيرا، لأنهم سيكونون ملزمين بإخضاع كل لاعب، لتحليل خاص من أجل إعداد ملف طبي يخص المرحلة ومخلفاتها، وهذا لتفادي أي انعكاسات خطيرة على أمن وسلامة اللاعب، في حال عودته مباشرة إلى أجواء التدريبات.
ص.ف

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com