فتح قلب دفاع الخضر السابق سليم فنازي قلبه للنصر، وتحدث عن تجربته مع المنتخب سنوات التسعينات، بالإضافة لتألقه مع العديد من الأندية وتتويجه بالبطولة مع اتحاد الشاوية، كما تحدث ابن القل عن تجربته التدريبية في السعودية، منذ خمس سنوات وطموحاته المستقبلية.
حاروه: فوغالي زين العابدين
- أين هو سليم فنازي الآن وما هي أخر أخباره؟
حاليا ما زلت متواجدا في المملكة العربية السعودية، وبالضبط في منطقة الجوف في شمال المملكة على مقربة من الحدود الأردنية، أين أعمل كمشرف على أكاديمية فريق طبرجل المنتمي للدرجة الثالثة، وفي الوقت الحالي أقضي يومياتي مع الحجر الصحي، وأدعو من المولى عز وجل أن يرحمنا ويزيل عنا هذا الوباء.
- وكيف تقضي يومياتك مع الحجر المنزلي في السعودية؟
متواجد في السعودية بمفردي بعيدا عن العائلة، ولا أغادر المنزل إلا مرة واحدة كل خمسة أيام، أين أذهب فقط للتسوق، وأقسم يومي بين إجراء بعض التمارين في سطح المنزل، أو متابعة أخر المستجدات في الجزائر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وفي المنطقة التي أقطن فيها بالجوف، نحمد الله أن الإصابات قليلة.
- حدثنا عن تجربتك التدريبية في السعودية؟
قدمت للسعودية سنة 2015، بفضل المدرب العقبي العبدلي الذي عملت معه في اتحاد الشاوية، وشغلت معه منصب مساعد مدرب نادي القلعة في الدرجة الثانية وحققنا نتائج لابأس بها، ورغم مغادرته صممت ادارة القلعة على بقائي وعملت في الفريق الأول والأصناف الصغرى ووضعت برنامجا طويل المدى، بدأ يعطي ثماره حيث صعد فريق الناشئين للدرجة الأولى، ثم بعدها انتقلت لنادي طبرجل المنتمي للدرجة الثالثة، والذي تأسس قبل خمس سنوات وتم تكليفي هذا الموسم بالإشراف على الأكاديمية.
- هل تفكر في العودة إلى الجزائر واستغلال تجربتك في تدريب أحد الأندية هنا؟
نعم ولم لا، وهذه أمنيتي بشرط العمل الجدي والابتعاد عن «البريكولاج» و»التخلاط» وتدخل أشخاص لا علاقة لهم بالكرة، في خيارات المدرب.
- لنعود إلى نقطة الانطلاقة..كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟
تعلقت بالكرة منذ صغري، وكانت البداية في شوارع القل، قبل أن أمضي أول إجازة مع وداد القل، أين تألقت ولفتت أنظار مسيري الوفاق القلي الذين سارعوا للتعاقد معي، وتكونت في جميع أصناف الفريق على يد مدربين كبار كانوا بمثابة أباء لجميع اللاعبين، وربما الفضل بعد الله عزوجل في لعبي في المستوى العالي، يعود لتكويني الجيد في مدرسة الدلافين.
- تألقت في الوفاق في العصر الذهبي للدلافين..حدثنا عن تلك الفترة؟
كنت محظوظا باللعب في الوفاق في عصره الذهبي في القسم الأول رفقة نجوم كبار من الصعب أن تجود ملاعبنا اليوم بأمثالهم، وكنت أحلم باللعب معهم، بعد أن كنت ملتقط للكرات لمقابلات الأكابر عندما كنت في الأصناف الصغرى، وبالإصرار والعزيمة حققت حلمي ودافعت عن ألوان الدلافين في تلك الفترة، ولعبت في محور الدفاع، وسمحت لي بالبروز وأصبحت مطلوبا في أندية أخرى.
- حدثنا عن تجربتك مع اتحاد الشاوية والتتويج بالبطولة؟
قبل التحاقي بالشاوية، كنت على وشك اللعب للموك سنة 91، ومنحت لهم وثائقي قبل التنقل إلى تربص بولونيا لكن رئيس الوفاق سلسول طلب مني التراجع، وفي نفس الوقت كان رئيس اتحاد الشاوية ياحي مصرا على استقدامي، وبعد الصعود إلى القسم الأول أمضيت في الفريق وكانت تجربة ناجحة على جميع الأصعدة، خصوصا أنه الموسم الأول لي بعيدا عن القل، وكان وقتها الرئيس ياحي يقف على كل كبيرة وصغيرة، وشكل فريق الأحلام بعدة لاعبين دوليين، تمكننا من احتلال المركز الثالث والتأهل لكأس الكاف في أول موسم، قبل التتويج باللقب سنة 1994 والكأس الممتازة، وشرفنا المنطقة بأسرها وليس فقط أم البواقي، وأسعد كثيرا لما أجد صوري مازالت متداولة في صفحات الفريق، على مواقع التواصل الاجتماعي.
- برزت مع الاتحاد في المنافسات الإفريقية، ماذا تذكر من مقابلاتكم القارية؟
بالنسبة للتجربة الأولى في كأس الكاف سنة 1994، فقد خاننا الحظ والخبرة، ومع هذا بلغنا الدور ربع نهائي بعد تخطي عقبة بوبو ديالوسو من بوركينا فاسو وأولمبيك النيجر، قبل أن نواجه باندل انسيرونس من نيجيريا حيث انهزمنا في لقاء الذهاب بهدف دون رد، أما لقاء العودة فقد كنا ضحية نقص خبرتنا القارية، بعد أن بلغتنا معلومات حول انسحاب الفريق المنافس، مما جعل أغلب اللاعبين يعودون إلى منازلهم، وفي ليلة المقابلة أبلغونا أن الفريق النيجيري، حضر إلى عين البيضاء مما جعل الجميع يرتبك ولعبنا اللقاء وفزنا بهدف يتيم، لكن أقصينا بركلات الترجيح.
أما بالنسبة لتجربتنا الثانية في رابطة الأبطال سنة 1995، فقد ضيعناها بسذاجة، بعدما تعادلنا مع ديناموس من زيمبابوي بأرضية ميدانيه هدف لمثله، وفي لقاء العودة بالجزائر تساهلنا كثيرا ووقعنا في الفخ وانهزمنا 3ـ2.
- كيف تقيّم تجربتك الاحترافية في تونس مع مستقبل المرسى؟
كانت ناجحة بكل المقاييس، أين تقمصت ألوان مستقبل المرسى الذي كان في التسعينات الحصان الأسود للأندية الكبيرة واختصاصي في الكأس وأشبهه بفريق اتليتيكو بيلباو، ولعبت إلى جانب لاعبين دوليين معروفين مثل بن سليمان وغيرهم، وأديت واجبي وشرفت الكرة الجزائرية من جميع النواحي، وأعتز بتلك التجربة.
- متى استدعيت أول مرة للمنتخب الوطني، ومتى كانت أول مقابلة؟
كان هذا موسم 92/93 ، لما كان المنتخب بقيادة ايغيل ومهداوي، وحققت حلمي بتقمص الألوان الوطنية، بعد أن لعبت في مختلف أصناف الخضر الشبانية، وكان وقتها المنتخب مقبل على تصفيات كان تونس ومونديال أمريكا، وتنقلت معهم في أول تربص بأيكس أون بروفونس في فرنسا، ولعبت هناك أول مقابلة ودية أمام منتخب غينيا وشاركت كأساسي وتعادلنا 1ـ1، ثم بقيت احتياطيا في مباريات التصفيات إلى غاية مشاركتي الرسمية الأولى أمام نيجيريا.
- أول مواجهة رسمية لك كانت ضد نيجيريا بكامل نجومها، ماذا شعرت يومها؟
دخلت المواجهة دون مركب نقص، وكأنني ألعب مقابلة مع اتحاد الشاوية في البطولة، رغم أنني واجهت مهاجمين كبار أمثال يكيني وأمونيكي وسياسيا وفينيدي وأموكاتشي وغيرهم، وصمدت أمامهم في محور الدفاع، ورغم تعادلنا يومها 1ـ1 وتأهل نيجيريا إلى المونديال، إلا أن تلك المقابلة منحتني ثقة في بقية مبارياتي الدولية.
- كيف تقيّم تجربتك مع الخضر من 1993 إلى 1997؟
أفتخر بتجربتي مع المنتخب الوطني وحملي للألوان الوطنية في أصعب فترة في تاريخ البلاد، ورغم العشرية السوداء وغياب الإمكانيات، إلا أننا قدمنا ما علينا ولم نذخر جهدا في سبيل إسعاد الشعب الجزائري، ووقتها كنا نتأهل باستمرار لكأس إفريقيا باستثناء ما حدث في قضية كعروف سنة 1994، وبالنسبة لتصفيات كأس العالم فقد كنا نبذل مجهودات كبيرة لكن نقص الإمكانيات حال دون تأهلنا، وكنا نعاني كثيرا خصوصا في تنقلاتنا في أدغال إفريقيا سواء من حيث ظروف السفر أو المبيت إلى جانب ظلم الحكام والعديد من العوامل الأخرى، كما أن مثل هذه المواعيد كانت تتطلب تحضيرا خاصا من جميع النواحي، ولدي في رصيدي أكثر من 12 مقابلة رسمية، دون احتساب الوديات.
- على ذكر قضية كعروف، ماهي قصة عدم إشراكك في مقابلة مالي خوفا من العقوبة؟
إقصاء الجزائر من كان تونس 94 بسبب قضية كعروف، جعل المسؤولين على الكرة الجزائرية أكثر حرصا حتى لو تعلق الامر بمقابلة ودية وهو ما حدث معي سنة 1997، أين واجهنا منتخب لبنان وديا في بيروت، وانتهت بالتعادل 2-2 ، ويومها قمت بالاحتجاج على الحكم في أحد اللقطات فقام بإشهار البطاقة الحمراء في وجهي، وبعدها كان الخضر على موعد مع مواجهة مالي في بماكو لحساب تصفيات كان بوركينافاسو، ورغم تنقلي مع المنتخب إلا أن المسيرين طلبوا من مهداوي عدم إشراكي، خوفا من تكرار سيناريو مشابه لحادثة كعروف.
- لماذا لم تستمر مع المنتخب بعد 1997؟
الإصابات الكثيرة منعتني من اللعب لفترة أطول مع المنتخب، وبالأخص إصابتي في مقابلة كوت ديفوار على مستوى الكاحل، أما في سنة 1996 وبعد أن لعبت مقابلة كوت ديفوار التي فزنا بها 4ـ1 أصبحت مطلوبا لأداء الخدمة الوطنية، وكنت وقتها أنشط في البطولة التونسية لهذا كنت فقط أتنقل وألعب المباريات خارج الجزائر أما داخل الوطن فقد كان المدربون يتفهمون وضعيتي، وأريد استغلال الفرصة للتأكيد بأنه لم تكن هناك جهوية في المنتخب الوطني وقتها، وربما أراد بعض اللاعبين ممن لم تسنح لهم الفرصة بتعليق فشلهم على مشجب الجهوية، لهذا أنفي حدوث تلك السلوكات، والدليل أنا قادم من القل وتمكنت من فرض نفسي في المنتخب، في فترة كانت تزخر بالمواهب والمهم أن تفرض نفسك وشخصيتك.
- وفاق القل واتحاد الشاوية يعانيان في الأقسام السفلى، ما هو تعليقك؟
والله القلب ينزف دما لحال أقرب فريقين إلى قلبي، وبالنسبة للوفاق أقول الله يسامح «الخلاطين»، وهم معروفون عند العام والخاص وهم من أسقطوا الفريق، أما بالنسبة للشاوية فيبقى الاشكال الوحيد هو نقص الدعم المادي فقط، وأتمنى أن يعود الفريقان إلى سابق عهدهما.
- ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية؟
أتمنى الذهاب بعيدا في عالم التدريب والإشراف على فريق في المستوى العالي، سواء هنا في السعودية أو في الجزائر، وأظن أنني اكتسبت خبرة لا بأس بها في البطولة السعودية، التي تملك مستوى قوي حتى في الدرجة الثانية.
- كلمة أخيرة
أشكر كثيرا جريدة النصر التي منحت لي هذه الفرصة، كما أتمنى أن تسارع السلطات في إعادتنا، بعد أن قمنا بملء جميع الاستمارات في السفارة، ورغم أنه لا ينقصني شيء هنا، لكن مللت من العيش بمفردي خاصة ونحن بصدد استقبال الشهر الكريم.
ف.ز