يرى الملاكم شعيب بولودينات أن الوضع في مدينة قسنطينة أصبح خطيرا بعد تزايد عدد حالات الإصابات بفيروس كورونا، مقترحا فرض حجر كلي لمدة شهر، حتى يتم التحكم في الوضع وتفادي سيناريوهات لا تحمد عقباها، وقال المتأهل لاولمبياد طوكيو، إن تأجيل الألعاب الاولمبية قرار سليم ومفيد لكل الرياضيين.
- مرحبا شعيب، ما جديدك ؟
أنا بخير والحمد لله، أتواجد بمسقط رأسي بقسنطينة، ألتزم بالحجر الصحي، ونتمنى فقط زوال هذا الوباء عفانا الله وإياكم منه.
- هل تمكنت من التأقلم مع الوضع الراهن؟
نحن مجبرون لا مخيرون على التأقلم مع الوضع الراهن، ويجب في هذه الفترة تفادي الخروج إلا للضرورة منعا للاختلاط حتى لا ننقل العدوى لعائلاتنا، ويجب التخلي على الأنانية خاصة بالنسبة لفئة الشباب، كما يتوجب التفكير في الأشخاص كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة، وعند العودة للمنزل، لا بديل عن إتباع شروط السلامة، سواء من غسل اليدين وخاصة عدم إدخال الأحذية للمنازل، دون أن ننسى ممارسة الرياضة.
- وهل تتبع برنامجا خاصا للتدريبات في الوقت الراهن؟
في ظل الوضع الراهن، خفضت حجم العمل نوعا ما، حيث أتدرب مرة واحدة يوميا، بعدما كنت أتدرب من قبل بمعدل حصتين أو ثلاثة يوميا عندما تقترب المنافسة الرسمية، وكما تعلمون أنا متأهل لأكبر حدث رياضي وأعني بذلك الأولمبياد، وهو ما يجبرني على المحافظة على لياقتي البدنية.
- وكيف ترى قرار تأجيل الأولمبياد؟
أعتقد بأنه أحسن قرار تم اتخاذه، في ظل تواصل تفشي الوباء، ومن غير المعقول إقامة الأولمبياد هذه الصائفة ويتم تجميع العالم بأسره، أين سيكون هناك خطر كبير سواء على الرياضيين أو المتتبعين، كما أن تأجيله إلى غاية صائفة 2021، يساعد الجميع، سيما وأن في هذه الفترة كل شيء متوقف، والأولمبياد لا يمكن إقامتها إلا في الصيف، لأنها تعرف متابعة كبيرة، وجل البطولات متوقفة ما يجعل كل الأضواء مسلطة عليها.
- أ لا ترى، بأن التأجيل يساعدكم أكثـر، ويسمح لكم بضمان أحسن تحضير ؟
هذا سؤال وجيه وفي محله، التأجيل إلي غاية الصائفة المقبلة، يجعل الفترة طويلة، ويسمح لنا بالتحضير، لكن في حال عدم وجود عناية، سنعاني كثيرا وخاصة الرعاية من جميع النواحي النفسية والاجتماعية، لأن المعنويات تلعب دورا مهما في هذا الخصوص، ولا يمكنك التدرب وأنت في حالة نفسية سيئة، وهو ما قد يجعلك لا تستفيد من هذه التمارين، لا أخفي عليك نحن نعيش وضعية صعبة جدا، خاصة في الوقت الراهن مع تفشي هذا الفيروس، في ظل انعدام مصادر التمويل.
- هل كانت هناك مكافآت أو تكريمات خاصة بعد ضمان تأهلكم للأولمبياد؟
ضمنا التأهل لأكبر محفل عالمي، ولم ننل ولا تكريم لا من جانب مسؤولي البلديات ولا من جانب السلطات الولائية، وأكثر من ذلك عندما نتصل برئيس الاتحادية يقول لك كل شيء متوقف، رغم أننا نطالب فقط بحقوقنا التي ندين بها منذ أزيد من عامين، سواء فيما تعلق بالمنافسة العربية أو الألعاب الإفريقية، وحسب ما وصلني من معلومات، فإن وزير الشباب والرياضة يكون قد وقع في الساعات الماضية على قرار دفع تعويضات النتائج، وهو ما يزيد من حجم المعاناة، ورغم كل ذلك نواصل التضحيات من أجل رفع راية الوطن عاليا، وننتظر التفاتة من طرف المسؤولين.
- تبدو متأثرا نوعا ما، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، نحن في وضعية صعبة، وجل الرياضيين لا يملكون أي دخل، ولسنا مثل لاعبي كرة القدم الذين يحوزون على راتب شهري، ونتمنى فقط من السلطات المعنية منحنا مناصب عمل، وهذا أقل شيء يمكن القيام به اتجاه رياضيين يرفعون راية الوطن عاليا، وأنا شخصيا كسبت التأهل للمرة الثالثة للأولمبياد، ولا أتمنى أن يتكرر معي نفس السيناريو في المرتين السابقتين، عندما شاركت بمعنويات في الحضيض بسبب عدم العناية اللازمة، وعندما أتذكر بأنني ضحيت كثيرا من أجل الوصول إلى هذا المستوى، خاصة على المستوى التعليمي، وأكثر من ذلك.
- أنت متحصل على شهادة ليسانس أليس كذلك؟
نعم، متحصل على شهادة ليسانس في 2016 في اختصاص تسيير المدن والتحضر، وقبل هذا كنت بصدد تحضير شهادة تقني سامي، لكن بسبب الرياضة اضطررت للتوقف عن الدراسة، عندما أكد لي وقتها أحد الأساتذة أنه علي الاختيار بين الرياضة أو الدراسة، فتوقفت فترة، وبعد عودتي للجامعة تغير نظام التعليم إلى «أل أم دي»، وتحصلت على شهادة الليسانس، كما أملك شهادة رياضي النخبة، ولدي شهادة مدرب في الملاكمة، كما أود أن أضيف نقطة.
- تفضل؟
إلى غاية الآن، عدد الرياضيين الذين ضمنوا التأهل إلى الأولمبياد هو أربعة فقط، إثنان في اختصاص الملاكمة وإثنان في السباحة، وأعتقد بأن الرقم مهم، ويستحق العناية، وأقل شيء التكريم من طرف السلطات المحلية ومنحنا مناصب عمل، تسمح لنا بضمان دخل دائم والتحضير جيدا للمواعيد المقبلة.
- تقطن بمدينة قسنطينة، التي عرفت انتشارا كبيرا للوباء في اليومين الماضيين، ما تعليقك؟
لا أخفي عليكم منذ حوالي أربعة أيام، عندما لم نسجل أي حالة استبشرت خيرا، لكن عندما تشاهد الصور الموجودة في مختلف الأحياء، والأشخاص يتعاملون مع الوضع وكأن الأمر عادي ولا يوجد أي فيروس، أين هناك من يحتسي من نفس فنجان قهوة صديقه، والازدحام والطوابير حول السميد وحتى في المحلات التجارية، فقد توقعت ارتفاع عدد المصابين، بدليل أن مدينة قسنطينة احتلت الصدارة ليومين متتالين من خلال تسجيل 14 و19 حالة على التوالي، وهو رقم كبير ومؤشر خطير في نفس الوقت.
- وماذا تقترح في الأخير؟
أقترح إعلان الحجر الكلي لمدة شهر وبحول الله سيزول الوباء، أين يتم السماح لشخص واحد من كل عائلة بالخروج واقتناء المستلزمات، أنا متأثر وحزين كثيرا على مدينتي، في ظل غياب الوعي لدى الكثير، أين تشاهد الازدحام على كل شيء، سواء في الشوارع أو الأسواق التي تجدها مكتظة، ثم يتحدثون عن رمضان والصلاة في المساجد، وهم من يساهمون في انتشار هذا الوباء عفانا الله وإياكم منه.
حاوره: بورصاص.ر