طمأنت الفيفا بتقديم مساعدات مادية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، من شأنها أن تغطي الخسائر المالية التي يخلفها فيروس كورونا، جراء توقيف المنافسات الكروية، لأن هذه الأزمة الوبائية لها انعكاسات سلبية على تعاملات الاتحادات الوطنية مع جميع الشركاء، خاصة في الشق المتعلق بعقود الرعاية والإشهار وكذا صفقات «السبونسور».
تطمينات الفيفا لم تخص الاتحاد الجزائري فحسب، بل شملت جميع بلدان العالم، سيما منها تلك التي شهدت انتشار «كوفيد 19»، لأن الفيروس أدى بمجرد انتشاره إلى شل النشاط الكروي عبر كل الاتحادات الوطنية، القارية والإقليمية، إلى درجة أن التدريبات أصبحت ممنوعة، كإجراء وقائي بعد غلق الملاعب والمرافق الرياضية، ولو أن الهيئة الكروية العالمية بادرت إلى فتح صندوق للمساعدات خاص بمحاربة فيروس كورونا، مع إطلاق حصة مسبقة من برنامج «فوروارد 2.0» كخطوة أولى من خطواتها الرامية إلى مد يد العون والمساعدات للفيدراليات، وهذا قبل المواعيد التي كانت محددة، فضلا عن اعتماد تسهيلات في الإجراءات الواجب اتخاذها، بغية السماح لكل فيدرالية وطنية بالتعامل مع الصندوق، الذي تم وضعه تحت التصرف.
موقف الاتحاد الدولي، كشف عنه ممثلاه في الاجتماع الذي عقده أول أمس، اتحاد شمال إفريقيا بتقنية التحاضر بواسطة «السكايب»، حيث كانت الفيفا ممثلة في هذه الجلسة بكل من الأمين العام المساعد ماتياس غرافستروم والمدير الجهوي لقسم اتحادات إفريقيا ومنطقة الكاريبي فيرون موسانغو أومبا، بمشاركة مسؤولي الاتحادات الكروية لكل من الجزائر، تونس، المغرب، مصر وليبيا، وهي الجلسة التي خصصت بالأساس لمناقشة تطورات الوضع السائد، في منطقة شمال القارة السمراء جراء انتشار الفيروس، وانعكاسات الأزمة الوبائية على النشاط الكروي.
وكان رئيس الفاف خير الدين زطشي أول المتدخلين عن رؤساء الاتحادات الوطنية، حيث قدم حصيلة بالأرقام عن تطورات الوضعية السائدة في الجزائر، والقرارات المتخذة من طرف السلطات العليا للبلاد، سيما منها تعليق النشاط الرياضية وغلق الملاعب والمرافق، والذي كان قد دخل حيز التطبيق منذ 17 مارس الفارط، وتم تمديده في مناسبتين، بمراعاة الأوضاع التي تعيشها البلاد، وتواصل تسجيل حالات من الإصابات والوفيات.
إلى ذلك، فقد دار النقاش خلال هذه الجلسة بين مختلف الأطراف حول العديد من المحاور، من أبرزها التأثيرات المالية التي خلفتها أزمة كورونا على الاتحادات الوطنية والأندية على حد سواء، وذلك بعد شل النشاط، في الوقت الذي أشار فيه ممثلا الفيفا إلى أن رئيس هذه الهيئة جياني إينفانتينو، يلح على ضرورة اندماج المنظومة الكروية في كل البلدان كطرف لمحاربة الوباء، من خلال المبادرة إلى إطلاق حملات تحسيس وتوعية بمشاركة اللاعبين والمدربين، على أمل النجاح في الخروج من هذه الأزمة، مع حرصه على تكفل الفيفا بمخلفات هذا الوباء من جميع الجوانب، بما فيها تلك المتعلقة بالجوانب القانونية، سيما قضية عقود اللاعبين.
قرار جديدة في الأفق واستئناف البطولة مرهون بشروط
وفي ختام الجلسة، أبلغ ممثلا الاتحاد الدولي مسؤولي الاتحادات الكروية لبلدان شمال إفريقيا، بأن هناك قرارات جديدة ستتخذها الفيفا في غضون الأيام القليلة القادمة، بحسب تطورات الوضعية الوبائية في جميع الدول، وهذا حتى تتمكن كل فيدرالية من التعامل مع هذه الحالة غير المسبوقة في إطار قانوني، كما تم التأكيد على أن الفيفا تركت الحرية للاتحادات الوطنية، من أجل اتخاذ التدابير اللازمة، منها على وجه الخصوص قرار العودة التدريجية إلى أجواء المنافسة، واستئناف النشاط الكروي، لكن بمراعاة المعطيات الميدانية المقدمة من مسؤولي قطاع الصحة، وكذا القرارات التي تتخذ من طرف السلطات العليا لكل بلد، لأن الفيفا تضع حياة البشر في المقام الأول، وتمنع استئناف المنافسات دون تخلص الدولة المعنية نهائيا من الوباء.
ص/ فرطاس