الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 الموافق لـ 24 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المدرب التونسي رضا جدي للنصر: مكانة السنافر وسط كبار القارة وهذا ما كان يريد لومير بلوغه


يتمنى المدرب الأسبق للنادي الرياضي القسنطيني والحالي لنادي الباطن السعودي رضا جدي، زوال وباء كورونا سريعا حتى تعود الحياة الطبيعية، في كل من الجزائر وتونس اللتين وصفهما بالبلد الواحد، كما تطرق التقني التونسي في حواره مع النصر، إلى «مشكلة» اللاعب الجزائري، موجها بعض النصائح للأندية، وخاصة فيما يتعلق بالتكوين والاهتمام بالفئات الشبانية، إضافة إلى العديد من الأمور التي تطالعونها في هذا الحوار.

حاوره: بورصاص.ر

- هل لك أن تحدثنا عن الوضع الحالي في تونس؟
الأزمة عالمية، بعد انتشار هذا الوباء عبر كل البلدان عفانا الله وإياكم، ونحن في تونس نتعامل على أساس حجر عام، والشيء الإيجابي هو أن المواطنين لديهم وعي كبير ويلتزمون بالتعليمات، كما أن الاستباق في تطبيق الحجر قلل من انتقال الوباء، حيث يوجد حوالي مصاب 1000 مع - 8 حالة وفاة رحمهم الله.
- وما جديد رضا جدي على المستوى التدريبي؟
بعد آخر تجربة في الجزائر عندما كنت مساعدا للمدرب روجي لومير في طاقم شباب قسنطينة، انطلقت في العمل كمدرب رئيسي أين عملت مع شبيبة القيروان والنادي الجرجيسي، قبل التوجه إلى الخليج بالضبط إلى السعودية، عبر بوابة نادي العدالة، والحمد لله التجربة كانت ناجحة، وعلى الرغم من قلة الإمكانات، تمكنا من تحقيق الصعود إلى الدوري الممتاز، والموسم الحالي أشرفت على العارضة الفنية لنادي الباطن، وبعد تحضيرات جيدة وانتدابات جيدة لأربعة أجانب منهم ليبي وتونسيين ولاعب من كوت ديفوار، حيث وبعد مرور 28 جولة الفريق يقترب من ضمان الصعود، أين بقيت فقط 10 جولات فقط، والحمد لله على كل حال، نحاول كسب المزيد من الخبرات، رغم أنني عملت مع مدربين كبار في صورة لومير والبنزرتي وآخرون.
- من خلال حديثك عن المدرب لومير، ماذا تحتفظ من ذكريات في تجربتكما مع شباب قسنطينة؟
في البداية كل ما أقوله عن المدرب لومير قليل في حقه، بالنظر إلى الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها شخصيا من خلال احتكاكي بواحد من أفضل المدربين في العالم، وربما من القلائل الذين يملكون سجل تتويجات مثل ذلك الذي يحوزه مساعد إيمي جاكي في مونديال 98 مع منتخب فرنسا بطل العالم، كما توج أيضا بكأس أوروبا وكأس إفريقيا، إلى جانب عدة ألقاب مع الأندية، ورغم كل هذا تجده متواضعا.
- لم تحدثنا على مروركما على شباب قسنطينة؟
كانت لنا الفرصة في موسم 2012-201- ، أن ندرب فريقا من أعرق الفرق في إفريقيا، في ذلك الوقت لم يكن في أوج العطاء على صعيد النتائج، لكننا قمنا بعمل منظم، أتذكر جيدا بأننا في تلك الفترة كنا النادي الجزائري الوحيد، الذي قام بمعسكر في أقصى الجنوب بمنطقة عين أميناس، حتى أن هناك من تعجب عند اقتراحنا فكرة إجراء تربص في هذه المنطقة، لكننا حققنا نتائج جد طيبة، من خلال الوصول إلى 22 مباراة دون هزيمة وانتصرنا على بطل ذلك الموسم وفاق سطيف في ميدانه وبنتيجة ثلاثة أهداف، وأعتقد بأن مرورنا كان موفقا من خلال الوصول إلى البوديوم وضمان تأشيرة منافسة قارية، والخروج من ربع كأس الجمهورية أين أقصينا أمام مولودية الجزائر، وبعدها بدأت نتائج الفريق في التحسن، لكن صراحة فريق شباب قسنطينة يستحق أفضل، وهنا أود أن أتطرق إلى نقطة مهمة.
- تفضل..
شباب قسنطينة كبير بأنصاره وبإمكاناته، لكن وجب عليه ترسيم ثقافة الألقاب، وليس التتويج مرة كل - 0 سنة، مع ضرورة المشاركة باستمرار في المنافسات القارية، والعمل على تحقيق نتائج جيدة، مثلما كان عليه في آخر مشاركة والوصول للربع نهائي من منافسة رابطة الأبطال، لأنني دائما أقارن شباب قسنطينة بأندية في صورة الترجي والنجم الساحلي في تونس، وهو ما كنا نتحدث عنه أنا ولومير من قبل، حيث كنا مقتنعين بأن الشباب يملك كل المقومات، التي تسمح له بأن يكون قويا على الصعيد القاري، لكنه يفتقد أيضا للبنى التحتية، سيما ملاعب التدريب، التي عانينا منها كثيرا في ذلك الوقت.
- وهل ما زلت على اتصال مع لومير؟
هذا أمر طبيعي، أتواصل معه أسبوعيا، خاصة مع الظرف الحالي، هو مقيم كالعادة ببلجيكا، وأسأل على أحواله، وهو في صحة جيدة، وأعتقد بأنه من القلائل في عمره، الذين يركضون لمسافة 10 كم يوميا، وهو ما جعله يحافظ على نشاطه وحيويته، ومناعته تكون قوية، بفضل نظام عيشه، وخاصة ممارسته اليومية للرياضة.
- وهل ما زال لومير يحن لأيامه مع شباب قسنطينة أم لا؟
دائما ويحمل ذكرى جد طيبة على الفترة التي مررنا بها في شباب قسنطينة، وكان مستعد للقيام بتجربة ثانية ولم يكتب ذلك، كما أنه يحمل ذكريات جميلة، وخاصة حب الأنصار وتعلقهم بفريقهم، كما كنا نحظى بمعاملة مميزة، وتعلق السنافر الكبير بشخصه جعله يحملهم في قلبه، ويتذكر حتى طريقة استقباله يوم قدومه لأول مرة وصولا إلى تكريمه عند مغادرته، صراحة ذلك الموسم يبقى مميزا، لأننا اكتشفنا تجربة جيدة في البطولة الجزائرية، ويكفينا فخرا حب الناس لنا إلى غاية الآن، وبالمناسبة أنتهز الفرصة للترحم على لاعبنا السابق نبيل حيماني، أسكنه الله فسيح جناته.
- بحكم أنك مدرب تونسي، كيف تعلق على تفكير الفاف في إلغاء قانون لوناف؟
تمنيت لو أن يكون التفكير في منطقة المغرب العربي الكبير بمبدأ اللحمة الواحدة، وتكون العلاقة وفق قاعدة رابح – رابح الاقتصادية، وبالعودة لسؤالك يجب أن يكون هناك توازن وجلسات عمل دورية بين الاتحادات التي تنتمي لاتحاد شمال إفريقيا، من أجل البحث عن الحلول التي تساعد الجميع، رغم أن الاتحاد الجزائري لديه أسبابه في اتخاذه قراراته، لكن أؤكد لكم بأن اللاعبين الجزائريين، نجحوا في فرض أنفسهم في الأندية التونسية، سواء في الترجي والنجم الساحلي وحتى في فرق أخرى في صورة هلال الشابة، وأعتقد بأنه وجب التركيز على العمل الميداني والتوجه للتكوين، لأن المواهب موجودة في تونس والجزائر واليوم تتوفر فرص جيدة لاستقطاب الشبان، واللاعب الجزائري يملك إمكانات فنية هائلة ولديه مشكلة وحيدة.
- إذن ما هي المشكلة التي يعاني منها اللاعب الجزائري؟
بحكم عملي في الجزائر، وحتى من خلال تجارب أخرى سواء في السعودية واحتكاكي بلاعبين جزائريين، فإن مشكلة اللاعب الجزائري تكمن في الجانب التكتيكي والبدني، ما يؤكد عدم وجود عمل قاعدي، خاصة وأنني وقفت على لاعبين بإمكانات فنية هائلة، وهو ما ركزت عليه رفقة لومير عند قدومنا لشباب قسنطينة، أين وضعنا طريقة لعب خاصة بنا، وعليه أنصح مسؤولي الأندية الجزائرية بضرورة التركيز على الفئات الشبانية، لأنهم هم المستقبل، وهنا أتساءل هل أصبحنا عاجزين عن تقديم خمسة أو ستة لاعبين للفريق الأول كل موسم، ويجب عدم البكاء على الأطلال، لأنه عندما تمتلك قاعدة صحيحة، لن تتأثر برحيل أي لاعب، وخير دليل على ذلك ما يصنعه المنتخب الجزائري حاليا مع بلماضي.
- ماذا تقصد بالضبط؟
المنتخب الجزائري نجح في الظفر بالكان الأخيرة بتشكيلة جلها من اللاعبين المحترفين، وفي وجود مدرب محنك، عرف كيف يضيف لمسته على الصعيد التكتيكي والانضباط، أين نجح في تكوين مجموعة متكاملة، لأنه مثلما قلت لك من قبل، اللاعب الجزائري موهوب بالفطرة، والعناصر المحترفة لديها تكوين تكتيكي جيد في الأندية الأوروبية، وهو ما جعلنا نشاهد المنتخب الجزائري بتلك القوة في مصر، واستحق التتويج عن جدارة.
- في الأخير، ما هي الرسالة التي تريد أن تمررها للشعبين الجزائري والتونسي ؟
أتمنى للشعبين الخروج من هذه الأزمة الصحية في أقرب وقت ممكن، والوصول لصفر حالة حتى نتمكن من فتح الحدود بين البلدين، مع استمرار غلق كل الوجهات الأخرى لمختلف بلدان العالم، لأن العلاقة بين الشعبين الجزائري والتونسي أكثر من عادية، ونحن نعتبر أنفسنا شعبا واحدا، وهنا وجب علينا جميعا كأفراد في المجتمع أن نواصل التضحية، حتى نسهل عملة السلطات، وأما على الصعيد الرياضي أتمنى تواصل تألق المنتخب الجزائري، ولما لا يكون نهائي الكان المقبلة 2021 بين الخضر وتونس، كما وجب على الأندية في البلدين، ضمان تواجد ممثل على الأقل في المربع الذهبي للمنافسة القارية، لتأكيد تطور الكرة في البلدين.                                   ب/ر

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com