البروفيسور و رئيس مخبر الخبرة وتحليل التفوّق الرياضي بجامعة قسنطينة فؤاد شيحة للنصر: استنساخ طريقة تحضير العدائين يساعد على تسيير المرحلة المقبلة

أكد البروفيسور ورئيس مخبر الخبرة وتحليل التفوّق الرياضي بجامعة قسنطينة 2 فؤاد شيحة، أن الفترة المقبلة سيكون فيها للمحضرين البدنيين دورا كبيرا، كاشفا في حوار مع النصر عن تفاصيل جلسة العمل الثانية التي أشرف عليها رفقة  البروفيسور الفرنسي نيكولا ديون، وخصصت لتكوين 10 تقنيين من ذات الفئة، كما وجّه البروفيسور والمسؤول أيضا
عن التكوين الفيدرالي، العديد من النصائح للاعبين، منوّها بمقترحات الفيفا بإجراء خمسة تغييرات
 في حال استئناف المنافسة.
- في البداية، هل لك أن تحدثنا عن جلسة العمل عن بعد، التي برمجت سهرة الجمعة، تحت متابعتكم بصفتك مسؤول التكوين الفدرالي للمحضرين البدنيين؟
الجلسة هي الثانية من نوعها التي نبرمجها في هذا الظرف الذي تعيشه البلاد وسائر بلدان العالم، أين نتواجد أمام حتمية العمل من المنزل وعن بعد، كما تدخل ضمن سلسلة التكوين المتواصل التابع للمديرية الفنية الوطنية للتقنيين الجزائريين، وهذه المرة كان الدور على المحضرين البدنيين، فبعدما برمجت من قبل حصة خاصة بمدربي الحراس، وقد أشرف على الجلسة الثانية المحضر البدني الفرنسي نيكولا ديون، الذي يملك خبرة كبيرة، وسبق له العمل مع عدة أندية وحتى المنتخب القطري.
- وكيف كان التجاوب مع هذه الجلسة، وهل كان هناك إقبال من طرف المحضرين البدنيين من الجزائر؟
لقد كان هناك تجاوب كبير، حيث سجلنا مشاركة 100 تقني جزائري، وهناك من لم يسعفه الحظ بمقاسمتنا هذا اللقاء التكويني، على اعتبار أن البرنامج الذي نعمل به يسمح بحضور 100 شخص فقط، فيما شارك حوالي 200 تقني من مختلف الجنسيات عبر الصفحة الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك للمحضر البدني نيكولا ديون، والشيء الذي لفت انتباهي هي الرغبة الكبيرة لدى المدربين الجزائريين في الحصول على أكبر معلومات ممكنة، أين سجلنا مشاركة مدربين صاعدين، في صورة مجيد بوقرة إلى جانب عدة إطارات أخرى من مختلف البلدان.
- وما هو مضمون هذه الجلسة؟
جدول الأعمال، تضمن نقطتين مهمتين، مدى تأثر اللاعبين من هاجس الإصابات، في ظل التوقف لمدة طويلة، والنقطة الثانية تتمثل في العمل بنظام «جيبياس» بالطرق الحديثة.
- وما مدى تأثير الوضعية الحالية على الرياضيين واللاعبين المحترفين؟
بطبيعة الحال سيكون هناك تأثير، ومن خلال إطلاعي على الدراسات الحديثة، فإن اللياقة البدنية للاعبين تنخفض بنسبة 30 بالمئة أو أكثر، وهذا أمر طبيعي لأن التوقف عن التدريبات، إضافة إلى القلق الذي ينتاب اللاعبين، حيث تجدهم يسألون باستمرار عن موعد العودة، ما يجعلهم يبحثون عن شيء آخر يشبعون به رغباتهم، لتجد في الأخير أن شراهة الكثيرين تزيد ما يؤدي لزيادة الوزن، وعلميا التوقف عن التمارين يؤدي لنقص في التنفس وفي عمل القلب وزيادة نسبة الدهون في الجسم، وهو ما يعني بأن الأشياء التي بناها الرياضي خلال عدة أشهر، يضيعها في فترة الحجر الصحي، والمدربون على دراية بذلك، وهو ما يسمى بنقص التدريب ويدركون ماذا يحدث على مستوى التركيبة داخل الجسم، وربما سنتطرق خلال الجلسة المقبلة مع المحضر البدني موران، للاستراتيجيات الواجب إتباعها من أجل السماح للاعبين، باسترجاع إمكاناتهم في حال استئناف البطولة.
- هل لك أن تضعنا في الصورة بخصوص الجلسة المقبلة ومن هو المحضر البدني الذي تحدثت عنه؟
لدينا وعد من طرف المحضر البدني موران، وهو خبير فرنسي لديه خبرة كبيرة وسيكون معه جون كريستوف أوركاد، الذي سبق له العمل في الجزائر مع فريق شبيبة القبائل لفترة قصيرة، كما لديه مركز خاص بتكوين المحضرين البدنيين بمدينة بوردو، ونحن نراهن على الجلسة المقبلة، بالنظر إلى الخبرة التي يمتلكها كل من موران وأوركاد، أين سيقدمان لنا بعض المقترحات، بخصوص الفترة ما بعد الحجر الصحي.
- بحكم خبرتك، كيف تعلق على مقترح المكتب الفدرالي والرابطة بإكمال الموسم وبعد نهايته بثلاثة أسابيع الانطلاق في الموسم الجديد، أين ستستفيد الأندية من فترة تحضيرات وحيدة لستة أسابيع فقط؟
هي فكرة ومجرد اقتراح، فنحن نعيش ظرفا خاصا ويجب على المحضرين البدنيين التكيف مع هذا الوضع، وعلى سبيل المثال في رياضة ألعاب القوى، الرياضي لديه قمتان متتاليتان، أين يقوم بتحضير قمة، عندما يكون على موعد مع دورة وبعدها بثلاثة أشهر ألعاب عالمية، وهو ما لا يسمح له بإجراء تحضيرين، وعليه وجب على المحضرين أخذ هذا النوع من الرياضة كعينة، وإجراء بعض البحوث والتشاور، ويبقى الإشكال الكبير يتمثل في هاجس الإصابات.
- ماذا تقصد بالضبط؟
بصفتي رئيس مخبر في جامعة قسنطينة، أرسلنا استبيانات للاعبين لمعرفة البرنامج المتبع خلال الحجر الصحي، وسنقوم بعد ذلك في حال حدوث إصابات التنقيب عن الأسباب، وهنا يحضرني مقترح الفيفا بالقيام بخمسة تغييرات، في حال استئناف المنافسة.
- نفهم من كلامك بأنك تؤيد مقترح الفيفا بإجراء خمسة تغييرات؟
بطبيعة الحال، اللاعبون يعانون من تراجع كبير على مستوى اللياقة البدنية بسبب الحجر، ما يسهل تعرضهم للإصابات وهو ما يفسره اقتراح الفيفا تغيير نصف التعداد (خمسة تغييرات)، حتى يسمح لهذه العناصر  باللعب من شوط إلى ستين دقيقة، على حسب التطورات التي تعرفها المباريات.
- بماذا تنصح اللاعبين في هذا الظرف الحالي، خاصة خلال شهر رمضان؟
مثلما قدمته في المقترحات التي نشرت على مستوى موقع الفاف، كل شيء متوقف على سلوك اللاعبين، لقد قدمت مقترحات بخصوص الوجبات الواجب تناولها في الإفطار، ونصائح بضرورة الإكثار من شرب الماء، ويجب أن يعرض الرياضي نفسه كثيرا لأشعة الشمس، لكن من دون البقاء تحت حرارتها لوقت طويل، لتفادي تعرض جسم الرياضي للجفاف، كما اقترحت طريقة العمل بالفيديو.
- كيف يكون ذلك؟
في ظل بقاء اللاعبين في المنزل، اقترحت مشاهدة فيوديوهات النجوم من أجل العمل على تصحيح الأخطاء، مثلا إذا كنت لاعب وسط ميدان تشاهد لقطت لإنيستا، وتوقفها وتحاول إبداء رأيك، كيف كنت ستتعامل مع الكرة، وهي طريقة جديدة في التدريب تسمى بالتدريب الذهني أعطى نتائج جيدة منذ 2014، وأجدها تساعد خاصة اللاعبين في الظرف الحالي، أين يعاني الجميع من حالة توتر وقلق كبير، لأنه بصراحة المنافسة لا يمكن تعويضها لا بالتدريب الفردي ولا بأي طريقة أخرى.
- هل من كلمة أخيرة؟
أتمنى فقط أن يزول عنا هذا الوباء عفانا الله وإياكم منه، وتعود الحياة لطبيعتها، وأقول للاعبين يمكنكم العودة للمقترحات التي نشرتها عبر موقع الفاف، أين يجدون كل صغيرة وكبيرة بخصوص التغذية وحتى طريقة التدريب.                      حاوره: بورصاص.ر