أخذت قضية التسجيل الصوتي المنسوب للرئيس المدير العام لوفاق سطيف فهد حلفاية، وحديثه في مكالمة هاتفية مع أحد وكلاء اللاعبين، حول ترتيب نتائج مباريات من بطولة الرابطة المحترفة الأولى للموسم الجاري، أبعادا أخرى، بعد كشف مختلف الهيئات الرسمية عن مواقفها منددة بالتصرفات التي تمس بقيمة وسمعة المنظومة الكروية الوطنية، بعد أقل من سنة على تتويج «الخضر» باللقب الإفريقي، لتدخل بعض أندية الرابطة المحترفة الأولى على الخط، فتتحول القضية إلى مسلسل من البيانات والتصريحات، في الوقت الذي إرتأت فيه بعض الأطراف إلى اللجوء إلى الجهات القضائية.
ويبقى رد فعل وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي، من أبرز المواقف التي تكشف عن إصرار السلطات العليا للبلاد على عدم ترك هذه القضية تمر مرور الكرام، لأنه كان قد سارع إلى نشر بيان عبر صفحته الرسمية، أدان فيه بشدة ما جاء في التسجيل الصوتي، وطالب بضرورة فتح تحقيق استعجالي في القضية، ولو أنه شدّد اللهجة في مداخلة له أمس، عبر أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية، وأكد على أن الذهاب بهذه القضية إلى أبعد محطة ممكنة، يبقى الخيار الحتمي بغية تمكين مختلف الهيئات من تحديد مسؤولية كل طرف، وبالمرة تسليط العقوبة الرادعة على المستببين في مثل هذه السلوكات، التي تلطّخ سمعة الرياضة الجزائرية، سيما وأن السلطات العليا للبلاد تشن ـ كما قال ـ « حربا ضد الفساد في مختلف القطاعات، وتحارب الرشوة، وتنديدي كمسؤول أول على القطاع يكون ضد هذا التصرف ومن بادروا إلى القيام به، بينما تبقى الأندية المعنية والأنصار ضمن قائمة الضحايا».
الفاف تفاعلت سريعا والرابطة توقف حلفاية تحفظيا
وكانت الفاف قد سارعت مباشرة بعد تكشف «الفضيحة» إلى نشر بيان نددت فيه بالسلوكات التي من شأنها أن تشوه سمعة الكرة الجزائرية، إلا أنها بالمقابل أعلنت عن فتح تحقيق استعجالي في القضية، مع اتخاذ قرار يقضي باستحداث قسم فيدرالي لتحقيقات والتحريات، عملا بتوصيات الفيفا، يتكفل بالتحقيق المعمق في هذه القضية، للتأكد من مدى صحة التسجيل الصوتي، مع إحالة الملف على قسم التحريات وكذا لجنة أخلاقيات الرياضة.
وعلى نفس الموجة سارت الرابطة المحترفة، باعتبارها الهيئة الكروية التي لها علاقة مباشرة بالقضية، مادام التسجيل الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي يخص ترتيب مباريات من البطولة، وهيئة مدوار كانت قد نددت بشدة بما جاء في التسجيل، ورئيس الرابطة سارع إلى مطالبة لجنة الانضباط والطاعة بفتح تحقيق استعجالي، ليكون رد فعل اللجنة المختصة بمعاقبة الرئيس المدير العام لوفاق سطيف حلفاية، وتعليق نشاطه إلى غاية المثول أمامها صبيحة الإثنين القادم للإستماع إلى اقواله وتصريحاته.
من الجهة المقابلة فقد سارع حلفاية إلى إيداع شكوى رسمية لدى الجهات الأمنية والقضائية، بعدما كان قد فند الأفعال المنسوبة إليه، وصرح بأن التسجيل» «مفبرك»، وذهب حتى إلى توجيه أصابع الإتهام لعضوين سابقين في المكتب المسير للوفاق، كانا في بداية الموسم الجاري إلى جانبه في إدارة النادي، واتهمهما بالتواطؤ مع أحد وكلاء اللاعبين لنسج خيوط هذا التسجيل.
الأندية «المتضررة» تلجأ للعدالة
قضية التسجيل المنسوب لمدير شركة الوفاق، أعادت النشاط الكروي إلى الواجهة في مرحلة تعيش فيها الجزائر على وقع شلل كروي تام بسبب الأزمة الوبائية، إذ تعالت الأصوات المطالبة بضرورة اتخاذ اجراءات ردعية قد تكون «عبرة» لجميع الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية الوطنية، سيما وأن مشروع «الجزائر الجديدة» دخل حيز التطبيق، بإصرار السلطات العليا للبلاد على محاربة الفساد في جميع القطاعات، لتدخل بعض أندية الرابطة المحترفة الأولى على الخط، كما هو الحال بالنسبة لأهلي البرج، الذي قامت إدارته بإيداع شكوى رسمية، من منطلق أن رئيس «الأهلي» ورد اسمه في التسجيل الصوتي، وكذلك الشأن لإدارة شباب بلوزداد، التي نددت بما جاء في التسجيل الصوتي، وقدمت بشكوى رسمية إلى الجهات الأمنية والقضائية، مع تأسسها كطرف مدني في القضية، على خلفية ذكر الفريق في الحديث الهاتفي الذي دار بين الشخصين.
وفي سياق متصل، استغل رئيس شبيبة القبائل الشريف ملال الفرصة للتعبير عن موقفه الشخصي من قضايا الفساد الكروي في بلادنا، وأكد بأن حديثه عن الرشوة في نهاية الموسم الفارط، جعله يسبب الإزعاج لدى الهيئات الكروية الوطنية، وطالب بضرورة اسراع الفاف والرابطة في اتخاذ التدابير اللازمة، سيما وأن الحديث الهاتفي حسم في مصير الأندية التي ستسقط إلى الرابطة الثانية في «الكواليس»، حتى قبل الاحتكام إلى الميدان، قبل 8 جولات من نهاية الموسم.
ص/ فرطــاس
