أكد مدرب مولودية الجزائر نبيل نغيز أن البطولة، فقدت نكهتها بسبب التوقف منذ شهرين نتيجة جائحة فيروس كورونا، وبات أمر العودة للمنافسة واستئناف البطولة صعب للغاية، ويري ابن حي موسى بجيجل، أن الحل الأمثل يكمن في الإسراع في الإعلان عن نهاية الموسم، والتفكير بجدية في الموسم القادم، مع إعادة النظر في المنظومة الكروية في بلادنا، وتحدث العضو السابق في الطاقم الفني للوطني في حوار خص به النصر عن الكثير من الجوانب، التي تتعلق بمستقبل المنافسة وحتى المنتخب الوطني.
حاوره : بوزيد مخبي
أين هو نغيز، وكيف هي الأحوال مع الحجر الصحي؟
منذ توقف البطولة وأنا متواجد مع أسرتي بمقر الإقامة بجيجل، وهذا بسبب التدابير والإجراءات الوقائية، التي تقرر اعتمادها مع انتشار فيروس كورنا، مع متابعة تطورات الوضعية السائدة في الجزائر.
كيف تقضي يومياتك؟
ملتزم بإجراءات الحجر الصحي، ولا أغادر البيت إلا للضرورة القصوى من أجل اقتناء مستلزمات البيت، وأقوم بإعادة مشاهدة بعض المباريات السابقة لفريقي الحالي مولودية الجزائر، في محاولة للوقوف على النقائص والبحث عن الحلول، كما أنني أتواصل مع اللاعبين سعيا لتوجيههم في هذه المرحلة العصيبة، فيما أقوم من حين لآخر بالتنقل إلى شاطئ البحر، بنية كسر الروتين والتخلص من الضغط الذي نعيشه في هذه الفترة، دون تجاهل عامل أساسي وهو المواظبة على التدريبات، لأن المدرب كذلك مطالب بالمحافظة على لياقته البدينة، حتى يتسنى له التحكم في المجموعة وتأدية مهامه في التدريبات مع الفريق في ظروف جيدة.
هل تأثر برنامجك اليومي بعد تزامن الحجر الصحي مع شهر رمضان؟
صحيح ، مع الحجر الصحي وشهر رمضان تغيرت الكثير من الأمور، خاصة وأن شهر الصيام هذا العام فقد نكهته بسبب غلق المساجد، وكذا غياب السهرات مع الأصدقاء، لكننا مجبرين على التأقلم مع الظرف، من خلال قضاء وقت أطول في البيت رفقة العائلة، لأنني كنت غائبا عن أفراد أسرتي لفترة طويلة، بسبب التزاماتي الرياضية، والفرصة مواتية للتواصل أكثر من أبنائي.
وزارة الشباب والرياضة قررت عدم العودة واستئناف البطولة إلا بعد رفع الحجر الصحي، هل أنت مع هذا القرار؟
شخصيا أعرب عن تأييدي لهذا الموقف، لأن حياة البشر فوق كل اعتبار، وكل الأحاديث تسقط في ظل انتشار الوباء، مادام الشغل الشاغل يبقى منحصرا في كيفية الخروج من الأزمة الوبائية في أسرع وقت ممكن، وعودة الحياة اليومية إلى ريتمها المعتاد، وعليه فإن إشراك كل الهيئات المعنية بمتابعة تطور الأوضاع يبقى ضروريا عند اتخاذ أي قرار بخصوص مستقبل المنافسة.
وكيف تري مستقبل البطولة بالنظر إلى الوضعية الراهنة؟
أرى أن البطولة قد فقدت نكهتها بعد التوقف عند التدريبات منذ شهرين، وأرى أن الحل الأمثل يكمن في اعتماد موسم أبيض في الجزائر، والإعلان عن ذلك بصفة رسمية في أسرع وقت ممكن، لأن هذا القرار سينهي حالة «السيسبانس» والترقب، مع الانطلاق التفكير بجدية في الموسم القادم، وإعادة النظر في المنظومة الكروية الوطنية، بما يجعلها تواكب التطور الحاصل على الصعيدين القاري والعالمي، على اعتبار أن إنهاء الموسم لن يتسبب في أي خسائر مادية للفرق، لأن تسيير غالبيتها يبقى من طرف شركات وطنية، والخطوة التي يمكن القيام بها تنحصر في وضع آليات لتعيين الفريق المتوج بلقب البطولة، وكذا الأندية التي تشارك في المنافسات القارية والعربية، مع إلغاء السقوط من الرابطة الأولى إنصافا لجميع النوادي.
وفي حال استئناف البطولة، هل سيكون فريقك جاهز؟
العودة إلى أجواء المنافسة تضعنا أمام مخاطر كبيرة، خاصة ما يتعلق بسلامة وصحة اللاعبين، ولا يمكن الحديث عن الجاهزية، لأن الاستئناف يتطلب المرور عبر سلسلة من «البروتوكولات»، سيما تحضير اللاعبين ومتابعتهم نفسيا وصحيا، لأن التدريبات الفردية أثناء فترة الحجر الصحي غير كافية، كما أن العودة مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تتطلب أخد احتياطات إضافية، وتواجد 25 شخصا من لاعبين وحكام فوق أرضية الميدان أثناء المباراة الواحدة سيحول دون التقيّد بإجراءات التباعد، ويكون الاحتكاك موجودا، وهو ما يبقي على المخاوف من انتشار الوباء، كما أن إنهاء الموسم الجاري في وقت متأخر ينعكس بالسلب على التحضيرات للموسم القادم ويخلق الكثير من المتاعب للاعبين والمدربين وحتى رؤساء النوادي، لهذه الأسباب أنا أعرب عن مساندتي لمطلب إنهاء الموسم الحالي من الآن، وعدم إتمام الجولات المتبقية منه.
بعد التأييد الصريح لمطلب إنهاء الموسم، هل تفكر في نفس المنحى بخصوص علاقتك بفريق المولودية وتغيير الوجهة؟
كلا، التفكير في مغادرة مولودية الجزائر سابق لأوانه، خاصة وأنه يربطني عقد مع الإدارة لمدة 18 شهرا، وإشرافي على الفريق كان في المرحلة الثانية من البطولة، وسجلت حضوري في 5 جولات فقط، وقد كانت النتائج مرضية، خاصة وأننا نجحنا في المحافظة على مركز الوصافة، وحظوظ إحراز لقب البطولة تبقى قائمة، دون تجاهل عامل أساسي يتمثل في الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها المولودية، والتي تجعل المدرب يعمل براحة كبيرة، ولو أن الضغط في محيط الفريق يبقى مرتفعا، لأن الأنصار يطالبون دوما بنتائج أفضل.
كانت لك تجربة ضمن الطاقم الفني للمنتخب، كيف تقيّمها، وهل يراودك الحنين للعودة مجددا إلى طاقم «الخضر» ؟
طبعا، تجربتي ضمن الطاقم الفني الوطني والتي امتدت على مدار سنتين كانت تجربة مفيدة جدا وغنية بالمكاسب، لأن حلم أي تقني يبقى في التواجد ضمن الطاقم الذي يقود منتخب بلده، كما أن هذه المغامرة أتاحت لي الفرصة للاحتكاك بمدرب كبير في التكوين بحجم غوركوف، وكذا الإشراف على تدريب لاعبين من مستوى عال مثل محرز، براهيمي، سوداني، فغولي، سليماني وغيرهم، وهي محطات ستبقى راسخة في الذاكرة، ولو أن التواجد مع الطاقم الفني للمنتخب يبقى الحلم الذي يراود كل مدرب.
وما تعليقك على الانجاز الذي حققه بلماضي، بعد نجاحه في قيادة المنتخب للتويج بكأس أمم إفريقيا الأخيرة؟
بصراحة، بلماضي أعطى إضافة كبيرة للمنتخب في ظرف وجيز، لأنه تمكن من إيجاد الحل من خلال التقرب من اللاعبين ودراسة نفسية كل عنصر، وخلق توازن في المجموعة، الأمر الذي ساهم في إعطاء التشكيلة شحنة كبيرة جعلت كل العناصر تتسلح بالروح الجماعية، مع إبداء رغبة كبيرة في الفوز، ويمكن أن نقول بأن طريقة تسيير بلماضي لشؤون المنتخب الوطني، تبقى بمثابة النموذج الذي يجب أن يدرس.
وكيف ترى مستقبل الكرة الجزائرية بعد جائحة كورونا؟
هذه الأزمة الوبائية كشفت عن تضامن الجزائريين فيما بينهم، وتنامي الوعي الوطني عند ظهور الأزمات، وهو ما يجب الاستثمار فيه مستقبلا بعد التخلص من كورونا، وهذا بإعادة النظر في الكثير من الطرق والأساليب في استغلال القدرات الوطنية، لاسيما في المجال الرياضي، من أجل النهوض بالمنظومة الرياضية، وأتحدث بالخصوص على الكرة من أجل تسويقها قاريا وعالميا، وإنهاء حالة تدني المستوى، وتوقيف نزيف انتقال اللاعبين الموهوبين نحو البطولات الأخرى، واستثمار الطاقات الوطنية في خدمة الجزائر.