علمت النصر، من مصدر جد مقرب من المكتب الفيدرالي أن الفاف قررت توسيع دائرة تحقيقاتها في قضية التسجيل الصوتي، الذي أخذ أبعادا أخرى، وذلك بعد طفو ملف أخر على السطح، كان فيه «المناجير» نسيم سعداوي طرفا بارزا، ويتعلق بعقد انتقال اللاعب مرواني على سبيل الإعارة من جمعية الشلف إلى مولودية الجزائر، لأن وكيل اللاعبين المعني أصبح اسمه كثير التداول في قضايا «مشبوهة» في الوسط الكروي الجزائري، وعلاقاته الوطيدة مع كل من رئيس الفاف خير الدين زطشي وكذا رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار، كانت بمثابة الحاجز الذي ظل يقطع الطريق أمام كل من يبادر إلى تفجير قضية، لكن الأمور - حسب مصدرنا- تجاوزت عتبة العلاقات الشخصية، مادام الأمر يتعلق بقضايا تمس بسمعة الهيئات الكروية الوطنية، فضلا عن دخول وزارة الشباب والرياضة على الخط، بعد إيداع شكوى رسمية، والتأسس كطرف مدني في قضية التسجيل الصوتي.
مصدر النصر، أوضح في هذا الصدد أن التحقيقات مع نسيم سعداوي ستمتد إلى العقد «المشتبه فيه» لتحويل اللاعب مرواني إلى مولودية الجزائر ، لأن التحريات الأولى التي قامت بها الفاف في هذا الملف، أظهرت بأن «المناجير» المعني لم يكن ضمن الدفعة الأولى لوكلاء اللاعبين الذين اعتمدتهم الاتحادية بصفة رسمية بداية من أوت 2018، وصفقة انتقال مرواني من الشلف إلى مولودية الجزائر كانت في جانفي 2019، وهو التاريخ الذي لم يكن فيه سعداوي حائزا على الإجازة الرسمية كوكيل رسمي للاعبين، حاصل على اعتماد من الفاف، وهي النقطة التي تباحثها بعض أعضاء المكتب الفيدرالي فيما بينهم، وقرروا طرحها على طاولة لجنة أخلاقيات الرياضة وكذا قسم النزاهة الذي سيتم تنصيبه في غضون الأيام القليلة القادمة، لأن هذه الهيئة من المرتقب أن تستهل نشاطها بالاستماع إلى أقوال المناجير سعداوي، خلال جلستها الأولى، المقررة في السابع جوان المقبل، والتحقيق معه لن يقتصر على قضية التسجيل الصوتي، بل سيمتد - حسب مصدرنا- إلى عقد اللاعب مرواني، والاستفسار عن الكيفية التي تم بها إدراج اسم «المناجير» في العقد الرسمي لتحويل اللاعب، رغم أنه لم تكن له أي علاقة باللاعب مرواني، فضلا عن عدم حيازته على اعتماد رسمي في تلك الفترة، والتحقيق سيعمل بالأساس على تحديد مسؤولية الأطراف، التي قامت بهذه الخطوة غير القانونية، ولو أن سعدواي- يضيف ذات المصدر- لم يتحصل على أي مقابل مالي من اللاعب مرواني، في انتظار اتضاح الرؤية حول علاقته بإدارة النادي العاصمي، لأن العقد الموجود لدى الرابطة كان بتوقيع المدير الرياضي السابق كمال قاسي السعيد.
لجنة أخلاقيات الرياضة تستدعي حلفاية
أكد مصدر النصر بأن لجنة أخلاقيات الرياضة التابعة للفاف قررت بدورها استدعاء المدير العام لوفاق سطيف فهد حلفاية في غضون الأيام القليلة القادمة، من أجل الاستماع إلى أقواله بشأن قضية التسجيل الصوتي، بعدما كان المعني بالأمر قد مثل أمام لجنة الانضباط والطاعة التابعة للرابطة المحترفة في نهاية الأسبوع الماضي، مما يعني بأن كل هيئة تجري تحرياتها على حدة، ولجنة الأخلاقيات تعمل على إعداد ملف بالتنسيق مع القسم الفيدرالي للنزاهة، حتى لو استوجب الأمر طرحه على طاولة وزارة الشباب والرياضة، سيما وأن العقوبات الإدارية المعمول بها في مثل هذه القضايا تتمثل في الحرمان من مزاولة المهام الرسمية لفترة محددة، تصل في أغلب الأحيان إلي سنتين، مع التقدم باقتراح إلى الوصاية يقضي بالإقصاء مدى الحياة من الساحة الرياضية، وهو الاقتراح الذي يبنى على ملف إداري يكون ملما بحيثيات القضية.
أعراب يرد على إشاعات إسقاط الوفاق
بالموازاة مع ذلك، أكد الرئيس المدير العام لوفاق سطيف عزالدين أعراب في مداخلة عبر أمواج القناة الأولى للإذاعة الوطنية، أن الفريق يبقى بمنأى عن أي عقوبة في قضية التسجيل الصوتي، واعتبر كل ما هو متداول بخصوص إمكانية إسقاط الوفاق إلى الرابطة الثانية مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، المغزى منها - كما قال - «ضرب استقرار الفريق من خلال محاولة استغلال هذه القضية، وذلك بمغالطة الرأي العام، والأخذ من قضايا جوفنتوس ومرسيليا كنماذج، رغم أن الأمر مختلف تماما، ولا يستوجب المقارنة مع كل من إيطاليا وفرنسا، كما أن فريقنا لم يتورط في ترتيب نتيجة أي مباراة، والقضية تبقى شخصية ومنحصرة بين حلفاية والمناجير سعداوي، وعليه فإن الفريق لا يمكن أن يتعرض لأي عقوبة إدارية».
ص / فرطاس