قررت الاتحادية الدولية لكرة القدم عدم التدخل مباشرة في قضية التسجيل الصوتي، الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، والذي تضمن مكالمة هاتفية نسبت إلى المدير العام لشركة وفاق سطيف فهد حلفاية ووكيل اللاعبين المعتمد لدى الفاف نسيم سعداوي، حيث اعتبرت هذه القضية داخلية، والنظر فيها يكون من طرف الهيئات القانونية التابعة للرابطة المحترفة والفاف، وذلك وفق ما هو منصوص عليه في القوانين المعمول بها على الصعيد الوطني، خاصة دليل العقوبات المعتمد من طرف الفاف، سيما وأن المكالمة «المشبوهة» تضمنت حديثا عن ترتيب نتائج مباريات من البطولة المحترفة.
هذا ما كشفت عنه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، بعد جلسة عمل كانت يوم الجمعة الفارط للمكلف بالاعلام على مستوى الفاف صالح باي عبود، باعتباره المشرف على متابعة الملف الخاص بمشروع القسم الفيدرالي للنزاهة، والذي تحادث عبر تقنية التحاضر عن بعد، مع مسؤول قسم النزاهة على مستوى الفيفا إينيو بوفولانتا وكذا المفتشين التابعين لذات الهيئة فرانوسا برونو وفانسون فان، وهي الجلسة التي ارتكز فيها النقاش على نقطتين أساسيتين، كانت قضية التسجيل الصوتي أبرزهما، فكانت التوجيهات المقدمة من طرف مسؤولي القسم الدولي للنزاهة مبنية على 4 نقاط، تمر كلها عبر ضرورة تنصيب المسؤول الفعلي لقسم النزاهة على مستوى الاتحاد الجزائري، لأن هذا القسم لا بد أن يستمع إلى أقوال الطرفين، خاصة «المناجير» نسيم سعداوي، الذي تبيّن بأنه حائز فعلا على اعتماد رسمي من الفاف، بعد إدراجه ضمن قائمة وكلاء اللاعبين التي صدرت في ديسمبر 2019، وكان فيها سعداوي تحت رقم 126، وهي خطوة تقنّن علاقة هذا «المناجير» مع الفاف، لأنه حائز على اعتماد، وملفه الإداري موجود على مستوى الاتحادية الجزائرية.
وألح أعضاء القسم الدولي للنزاهة على ضرورة عقد جلسة عمل أخرى، تندرج في نفس الإطار مع المسؤول الرسمي لقسم النزاهة التابع للفاف، وذلك في غضون الأسبوع القادم، وهذا لتبادل الآراء معه، والكشف له عن مخطط تسيير هذه الهيئة المستحدثة، قبل الشروع في مهامه الرسمية، لأن الخطوة الأولى في نشاطه مقررة يوم السابع جوان القادم، بعد استدعاء وكيل اللاعبين سعداوي للمثول أمام هذا القسم، من أجل الاستماع إلى أقواله بخصوص قضية التسجيل الصوتي.
على هذا الأساس، فإن النقطة الأولى في جدول أعمال هذه الجلسة تمحورت حول وضعية قسم النزاهة على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خاصة وأن رئيس الفاف خير الدين زطشي، كان قد أعلن لمسؤولي الاتحاد الدولي عن رغبته الكبير في إنشاء قسم للنزاهة الكروية بالجزائر، وذلك منذ مشاركته في ملتقى بالعاصمة البرتغالية لشبونة في جوان 2019، عندما عمد إلى التنسيق مع الفيفا في قضية المراهنات، التي تم اكتشافها في مباريات غالبيتها لفريق دفاع تاجنانت في البطولة الوطنية لموسم 2017 / 2018، عقب توقيف 7 أشخاص من جنسية فرنسية تورطوا في هذه القضية، كما أن الاتحادية الجزائرية كانت قد بادرت إلى تنظيم ملتقى تحت إشراف ممثل عن القسم الدولي النزاهة، وهذا في أوت 2019، ومنذ ذلك الحين والفيفا بصدد متابعة الخطوات المتبعة من طرف الفاف، لاستحداث قسم النزاهة بصفة رسمية، فكانت قضية التسجيل الصوتي الدافع الذي أجبر الاتحادية على ضرورة المرور مباشرة إلى «الرسميات»، بالإعلان عن التنصيب الفعلي لمسؤول هذا القسم في غضون الأسبوع المقبل، وهي الخطوة التي قابلها المسؤول الجديد للقسم الدولي للنزاهة إينيو بوفولانتا، بالكشف عن التزام الفيفا بضمان المتابعة لهذا القسم عبر عدة جوانب، من بينها تحمّل اجراءات التكوين للمسؤول عن القسم الفيدرالي للنزاهة، وكذا إعطائه التوجيهات اللازمة لضمان تسيير شؤون هذا القسم، خاصة ما يتعلق بالمراحل الواجب مراعاتها عن التحري والتحقيق في أي قضية.
ص/ فرطــاس
