الخبير في القانون الرياضي والوسيط المعتمد فلاحي للنصر: أتوقع ركودا في الميركاتو وتراجع «أسعار» انتقالات اللاعبين

كشف الخبير الدولي في القانون الرياضي، والوسيط المعتمد لدى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلياس فلاحي، عن تقدمهم بطلب رخصة من الفاف لإنشاء جمعية وطنية للوسطاء الرياضيين المعتمدين تكون مهمتها الأولى تقنين وتنظيم عمل وكلاء اللاعبين في الجزائر، بعد تحديد دفتر شروط لممارسة المهمنة، كما أبدى محدثنا في حواره للنصر، رأيه بخصوص العديد من القضايا المهمة بالساحة الرياضية، أبرزها التسجيل الصوتي المسرب بين رئيس الوفاق وأحد الوسطاء وما أسفر عنه من اتهامات طالت جميع الفاعلين في المحيط الرياضي.
- طفت إلى السطح مؤخرا قضية التسجيل الصوتي بين رئيس الوفاق السطايفي فهد حلفاية وأحد زملائك في مهنة وكلاء اللاعبين سعداوي، ما رأيكم كخبير في القانون الرياضي، فيما حدث ؟
بخصوص هذه القضية التي أحدثت مؤخرا ضجة كبيرة بالجزائر، فقد علمت بها مثل كل المتابعين للأحداث الرياضية في بلادنا، وأقول أن هذه القضية حاليا على مستوى الجهات القضائية والهيئات الرياضية المخولة للنظر في الاتهامات التي طالت بعض الأطراف، وإلى حين صدور قرار نهائي،لا يمكنني سوى التعليق والقول فقط،بأنني كفاعل في المنظومة الكروية والرياضية، أندد بأي نوع من أنواع هذه الممارسات والتي تمس بسمعة كرة القدم الجزائرية.
- كيف تتوقعون سير التحقيقات، في ظل تبادل التهم بين عدة أطراف؟
بالنسبة للتحقيقات، فإنه وكما يعلم الجميع أن الجزائر كدولة أصبحت رائدة في مجال محاربة الجريمة بشتى وأنواعها، وكما ذكرت سابقا أن القضية أصبحت لدى السلطات القضائية، والتي ستنظر وتفصل في هذا الموضوع، ونتمنى أن يكون مخرجها بردا وسلاما على سمعة الكرة الجزائرية.
- بعض وسائل الإعلام وحتى الثقيلة منها،إضافة إلى صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تهجمت على وكلاء اللاعبين واتهمتهم بالبزنسة، ما تعليقكم؟
للأسف الشديد، أن ذكر وسيط اللاعبين في القضية التي أثارت الرأي العام، فتحت المجال لبعض الناعقين للرمي بسمومهم على وكلاء اللاعبين في الجزائر، ففي كل مجال كما تعلمون، نجد المنضبط وغير ذلك والنظيف والمرتشي، ولكن كل ما حدث لا يسمح لهم بذكر الوسيط بسوء،والإدعاء على أنه هو سبب تدهور الكرة الجزائرية، وسبب مشاكل الأندية المحلية، والمؤسف أكثر أن الأغلبية التي تكلمت على الوسطاء بالسلب، هم أنفسهم مارسوا هذه الصفة وكانت لهم شبهات سابقة.
- بصفتك وسيطا معتمدا حاليا لدى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ما تعليقك؟
بصفتي وسيطا معتمدا من طرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وقبل هذا وكيل أعمال لدى الاتحادية الدولية لكرة القدم (الفيفا) سابقا وخبير دولي في القانون الرياضي، فإني أندد بهذه الحملة المغرضة والشرسة، والتي لم نفهم سببها الحقيقي والدوافع وراء شنها على الوسطاء، ونعلمهم أننا قررنا كوكلاء لاعبين معتمدين، طلب رخصة من الاتحاد الجزائري لكرة القدم، لطلب إنشاء جمعية وطنية للوسطاء المعتمدين الرياضيين.
- ألا تعتقد بأن مسارعة الفاف لتنظيم عمل وكلاء اللاعبين في الجزائر بات أولوية، في ظل الفوضى الحالية؟
العمل الكبير الذي تقوم به الإتحاديةلا ينكره إلا جاحد أو جاهل، فقد قامت عبر لجانها المختصة بنشر كل المعلومات التي نحن بحاجة لها، وفتحت المجال للجميع للإنخراط في نظام الوسطاء المعتمد، وتم دراسة كل الملفات وتقريبا قبولها كاملة دون إقصاء، وهي تسعى حاليا لتقنين وتنظيم مهنة «الوسيط الرياضي»، وفرض دفتر شروط مستقبلا لممارسة هذه المهنة.
كما سعت الفاف في وقت سابق لمواكبة هذا «الاختصاص»، من خلال فرض شروط معينة في بداية الأمر، وكل مرة تقوم بفرض دفتر شروط أكثر صرامة لمراقبة الوسطاء، فمثلا في شهر سبتمبر الماضي طلبت وضع عقود الوسطاء، وفي شهر ديسمبر طلبت التصريح السنوي بنشاط الوكيل.
- تمتلك رفقة عدد من وكلاء اللاعبين الجزائريين مؤسسة مصغرة متكفلة بتحويل اللاعبين داخل وخارج الوطن، وكنتم وراء انتقال عدة أسماء لتونس والخارج، حدثنا أكثـر عن هذا المشروع؟
الحمد لله بفضل الله وبعمل متضافر من كل العاملين بهذه الشركة، والتي هدفها إرساء قواعد متينة للتسويق الرياضي الجزائري، فقد تم عقد العديد من الصفقات الدولية ونطمح للمزيد إن شاء الله، ومن بين الانتقالات التي ساهمنا فيها نذكر صفقة تحويل مهاجم المنتخب الوطني كريم عريبي إلى نادي النجم الساحلي، إضافة لصفقات انتقال إلياس شتي وعبد القدران بدران ومحمد أمين توقاي إلى النجم الساحلي، فضلا عن تحويل سليم بوخنشوش إلى النجم الساحلي ولاعب تونسي إلى نادي أوروبي، وغيرها من التعاقدات الخاصة ببعض الأجانب.
- مقارنة بدول الجوار تونس والمغرب ومصر، كيف ترى عمل وكلاء اللاعبين في الجزائر، ومن المسؤول عما وصلنا إليه الآن، خاصة مع وجود عدة خبراء لا يفقهون القانون الرياضي، وساهموا في تدني المستوى وتفشي الأزمات ؟
أخي الفاضل، سأكون صريحا فمن الناحية العملية نجد أن الوسيط الجزائري يملك طريقة سلسة لتسويق وتحويل اللاعبين، ولكن من ناحية التكوين وجهله بالقوانين، فهذا عائق كبير للكثير، خاصة أن عملية إبرام العقود في البلدان الأجنبية تختلف، فهي عقود حرة غير مقيدة مثلما هو موجود عندنا في الجزائر، وهو ما اقترحناه على اللجنة المكلفة بهذا الشان على مستوى الفاف، من أجل رسكلة الوسيط وعمل دورات تكوينية، وهو ما تم الموافقة عليه وسيكون إن شاء الله في القريب العاجل.
- بصراحة، هل تقرون بوجود تلاعبات في نتائج المباريات المحلية، وما صحة الأخبار التي تتحدث عن توظيف بعض وكلاء اللاعبين للوصول إلى هذه الأطماع؟
علينا أن نعترف بأن الفساد الرياضي موجود عالميا والأمثلة كثيرة ومتعددة، ولكن أنا كوسيط أسمع فقط بهذه الممارسات السلبية، ولم أتأكد من أي شبهات، وأظن أن السلطات القضائية والأمنية في الجزائر بالمرصاد لمثل هذه الأمور، وأنا بصفتي خبيرا دوليا للقانون الرياضي، فإنه في حال علمي بأي شبهة أو ممارسة غير قانونية، سأتوجه مباشرة للتبليغ عليها.
- الدولي السابق والمسؤول الأول بفريق اتحاد العاصمة عنتر يحيى، قال في تصريح بأن مثل هذه الممارسات من شأنها أن تلطخ صورة كرة القدم الجزائرية، هل تضم صوتك إلى صوته، وبماذا تنصح رؤساء النوادي؟
أكيد أن أي فساد رياضي مهما كان نوعه سيضر بسمعة كرة القدم الجزائرية، ولن نقبله وسنحاربه وننبذه، ولكن كما ذكرت سابقا قضية التسجيل الصوتي، التي باتت حديث العام والخاص في الجزائر خلال آخر الأسابيع، بعد الاتهامات التي طالت رئيس الوفاق فهد حلفاية، لا يمكننا إبداء رأينا فيها أو تعليقنا على القضية، وحيثياتها إلا بعد صدور القرار العادل من الهيئات القضائية الجزائرية.
- كيف تتوقعون سوق الانتقالات الصيفية القادمة، في ظل تمديد الموسم بعد جائحة كورونا؟
كوسيط رياضي، فإن هذا الموسم سيشهد مشاكل كبيرة في سوق الانتقالات، فلحد الساعة لا نعلم هل دوريات مثل بطولتنا المحلية ودوريات أجنبية ستلعب أم لا، وكيف ستحدد فترة الانتقالات الصيفية، حيث مثلا في الجارة تونس، تم تأجيل فترة الانتقالات الصيفية إلى الفاتح أكتوبر القادم، والشيء الملاحظ أن أسعار اللاعبين العالمية عرفت تراجعا بنسبة 20 % إلى 40 % عن قيمتهم السابقة، وهو ما ينذر بتراجع عام لأسعار الانتقالات بسبب التوقف الطويل، لمختلف البطولات بسبب جائحة كورنا.
- ما تقييمكم للصفقات الأجنبية بالبطولة الوطنية ؟
علينا أن نقر بأن تعاقدات أنديتنا المحلية مع الأجانب لم ترق إلى مستوى التطلعات في آخر المواسم، وذلك لأسباب عديدة، أبرزها تراجع مستوى بطولتنا المحلية مقارنة بدوريات مجاورة، غير أن هذا لا يمنعني من توقع تحسن نوعية الأجانب، التي ستنشط مستقبلا  في بطولة بطل إفريقيا.
بالمقابل لا يجب إغفال نقطة مهمة، لأنه مع نجاح المنتخب الوطني في التتويج بنهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر اختلفت الأمور، وباتت عناصرنا أكثر طلبا، ويكفي عدد الصفقات التي أبرمتها الأندية التونسية مع لاعبينا، إلى درجة أن الترجي التونسي، بات يضم في صفوفه خمسة لاعبين جزائريين، وهذا كون لاعبي بطولتنا محل متابعة من قبل فرق أوروبية محترمة، ويكفي ذكر بعض التعاقدات المهمة كدليل على منطقية طرحي، على غرار انتقال بوداوي وعطال وبن سبعيني وبودشيشة، في انتظار الصفقة المحتملة للاعب الوفاق إسحاق بوصوف، صوب ناد أوروبي يلبي طموحاته وأهدافه المستقبلية.
- بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
في الأخير يجب أن ننوه بالعمل الجبار الذي تقوم به الاتحادية، حيث سهلت مهام الوسطاء وساهمت بذلك في عملية تسويق اللاعبين نحو الخارج، دون أن ننسى تنظيم الفاف لعمل الوكلاء على مستوى لجنة المنازعات، حيث أصبحت القضايا تُحل بطرق سلسة تضمن حقوق اللاعب والوكيل، وكلها أمور لم تكن في المتناول صراحة في عهد الاتحادية السابقة.       حاوره: مروان. ب