جسّد رئيس الفاف خير الدين زطشي، استيائه الكبير من الوضعية الراهنة لواقع كرة القدم النسوية في الجزائر، بتهجمه على رئيس الرابطة جمال قاسحي خلال اجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد أول أمس، واعتبر الجلسة التي كانت للمسؤول الأول في الاتحادية مع ممثلي الأندية منتصف هذا الأسبوع، بمثابة المرآة التي مكنته من الوقوف على حقيقة الوضع، الأمر الذي جعله يلح على ضرورة إحداث تغيير جذري وشامل، سعيا لتطوير الممارسة الكروية في أوساط الجنس اللطيف، وبالتالي الاستثمار بعقلانية في الأموال، التي تخصصها الفاف لكرة القدم النسوية.
هذا ما كشف عنه للنصر مصدر من داخل المكتب الفيدرالي، والذي أوضح في سياق متصل، أن غضب زطشي بشأن هذا الموضوع جعله يوافق بسرعة البرق على المقترحات، التي كان ممثلو الأندية قد قدموها خلال اجتماعهم به يوم الإثنين الماضي، خاصة منها ما يتعلق بقضية إعادة النظر في الهرم الكروي المعتمد، وإلغاء البطولة الجهوية التي كانت تشرف عليها رابطات قسنطينة، ورقلة، الجزائر الوسطى ووهران، مع إلحاق هذه الأندية بالرابطة التي تحمل الطابع «الوطني»، لأن قانونها الأساسي واضح، ويجعل منها الهيئة المخولة قانونا بمتابعة ملف الممارسة الكروية لدى السيدات، عبر كامل التراب الوطني، دون مراعاة المستوى أو القسم.
وحسب ذات المصدر، فإن رئيس الفاف قرر إنشاء القسم الثاني في بطولة السيدات، لتشرف بذلك الرابطة الوطنية على تسيير بطولة بمستويين، وذلك بعد إلحاق الأندية التي كانت تنشط في الجهوي بهذا القسم «المستحدث»، وبالتالي إعفاء الرابطات الجهوية من مهمة تنظيم بطولة للسيدات، على أن تكون المنافسة في أفواج حسب التوزيع الجغرافي، وهو التعديل الذي ستكون له انعكاسات أخرى على بطولة الأصناف الشبانية، لأن فرق الجهوي كانت تملك حرية الاختيار للانخراط بصنف واحد فقط، في بطولة الفئات الشبانية، لكن إلحاقها بالرابطة الوطنية يضعها أمام حتمية الانخراط بالأصناف الثلاثة، على أن تلعب الوسطيات بنفس نظام الكبريات، بينما تكتفي الشبليات بخوض بطولة بطابع جهوي، تحت إشراف وتنظيم الرابطة الوطنية، سيما وأن زطشي كشف عن استعداده لتوسيع دائرة «الامتيازات» المادية للأندية، وذلك بالتكفل بإجمالي مصاريف الإيواء والنقل والإطعام، مع تكفل الاتحادية بإبرام الصفقات مع جميع المتعاملين.
توسيع تركيبة الجمعية العامة تمهيدا للتغيير
إلى ذلك، فقد أعرب رئيس الإتحادية عن استيائه الكبير، من قضية تركيبة الجمعية العامة لرابطة كرة القدم النسوية، والتي اعتبرها بمثابة مخطط لتثبيت الأشخاص في نفس المناصب لأطول فترة ممكنة، مادامت التركيبة الحالية تضم 10 أندية فقط، على جانب خبراء الفاف، وعليه فقد ألح على ضرورة أخذ مطلب انخراط الاندية الجهوية تحت لواء هذه الهيئة من الأولويات الإستعجالية، حتى يتسنى مراجعة نصوص القانون الأساسي، تحسبا للدورة الانتخابية المزمع تنظيمها قبل نهاية السنة الجارية، لأن قرار ضم الفرق التي تلعب في الجهوي إلى تركيبة الجمعية العامة سيدخل حيز التطبيق، مما يعني منح «العضوية» لأزيد من 40 رئيس ناد، الأمر الذي من شأنه أن يعبد الطريق أمام التغيير الذي ما فتئ رئيس الاتحادية يلح عليه، في ظل تحفظه الكبير على الطريقة التي كانت معتمدة في تسيير ملف كرة القدم النسوية.
ص/ فرطاس