يرى العداء الجزائري بلال طابتي المختص في سباقات 3000 متر موانع، بأنه مُهمش بطريقة غريبة، خاصة وأن لا أحد تحدث عنه وعن إنجازه الأخير، رغم أنه كان أول من اقتطع تأشيرة التأهل إلى أولمبياد طوكيو، مشيرا في حواره مع النصر، بأن رياضي النخبة يعانون في صمت، بالنظر لغياب الدعم المطلوب من الهيئات المسؤولة، كما تحدث ابن ولاية جيجل عن طموحاته وأهدافه المستقبلية وأمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار.
مكانتي مع الكبار ولو أحظى بالدعم لن أبرح منصات التتويج
*بداية قدم نفسك للجمهور الرياضي ومتتبعي رياضة ألعاب القوى ؟
بلال طابتي عداء جزائري يبلغ من العمر 27 سنة، يدافع عن ألوان المنتخبين الوطني والعسكري، في اختصاص 3000 متر موانع، ولدي عديد المشاركات الدولية، وحققت إنجازات شرفتني وشرفت بلدي الجزائر، في انتظار حصد المزيد من الميداليات في كبرى التظاهرات العالمية.
*لماذا اخترت اختصاص 3000 موانع ومن ساعدك في تطوير مؤهلاتك؟
اكتشفت منذ صغري، بأن لدي مقدرة خارقة على تخطي الحواجز، إذ كنت أتمتع بلياقة بدنية جيدة وسرعة في إنهاء السباقات، وهو ما حفزني على اختيار اختصاص 3000 موانع، كونه يجمع بين قوة التحمل ومشقة القفز، وساعدني في تطوير إمكاناتي ومؤهلاتي المدرب حكيم صابا المشرف حاليا على المنتخب القطري.
نتوّسم خيرا في سواكري لأنها تذّوقت من كأس معاناة رياضي النخبة
*متى آمنتك بمقدرتك على التحول إلى بطل بإمكانه المنافسة على المستوى العالي؟
لم ألج عالم ألعاب القوى من أجل الاستمتاع وممارسة الرياضة فحسب، بل كنت أخطط منذ صغري، للتحول إلى بطل عالمي يقوم برفع راية بلده عاليا في كبرى التظاهرات العالمية، والحمد لله أنا في الطريق الصحيح، وبصمت على عدة إنجازات جيدة لحد الآن، في انتظار التأكيد في قادم الاستحقاقات التي تنتظرني.
رقمي القياسي في برشلونة لا يزال صامدا ولا أحد استطاع تحطيمه
*حدثنا عن أهم وأفضل إنجازاتك ؟
أفضل إنجازاتي بدأت في صنف الأشبال، بعد أن شاركت في الألعاب الأولمبية بسنغافورة في 2010، وأنهيت المنافسة في المرتبة الرابعة، وحققت رقما قياسيا جزائريا لم يحطم منذ 17 سنة، كما كان لي مرور مشرف في برشلونة في 2012، خلال بطولة العالم للشباب، عقب إنهاء الدورة في المرتبة الخامسة، مع تحطيمي رقم قياسي جديد (8 دقائق و32 ثانية) هو بحوزتي لحد الآن، ولم ينجح أحد في كسره، رغم مرور ثمان سنوات كاملة، كما حققت الرقم الأدنى المطلوب للتأهل إلى الأولمبياد، غير أنهم حرموني من حقي في المشاركة، وأنا لا أجد أي تفسيرات لاستبعادي لحد الآن، ولو أنني مقتنع بأنني هُمشت بطريقة غريبة إلى غاية سنة 2015، ليكون بعدها التحاقي بالمنتخب العسكري، كما كانت لي الفرصة في سن 21 للتأهل إلى نهائي الألعاب العالمية ببكين في 2015، حيث احتليت المرتبة 15 في وجود عدة أبطال عالميين، وفي 2016 اقتطعت تأشيرة التأهل للألعاب الأولمبية برقم قوي، والحمد لله كنت مع الأوائل، وأتذكر بأنني كنت ضمن أصغر الرياضيين في البعثة الجزائرية إلى لندن، ولن أنسى مشاركتي سنة 2017 في الألعاب العالمية، حيث أضعت على نفسي فرصة التتويج بسب نقص التحضيرات وغياب الإمكانيات، قبل أن أتعرض إلى إصابة قوية في 2018 أبعدتني عن المضامير لفترة، وجعلتني مجبرا على الخضوع للعلاج بأموالي الخاصة واكتفيت بدعم أطباء المنتخب العسكري، وفي 2019 تأهلت لبطولة العالم في الدوحة، وحققت رقما جيدا، واقتطعت تأشيرة العبور للألعاب الأولمبية بطوكيو لأكون أول عداء جزائري يضمن مشاركته باليابان، متقدما حتى على البطل العالمي وصديقي توفيق مخلوفي، ولكن لا أحد تحدث عني ولا أدري السبب في ذلك، ولو أن الجميع على علم بأن عدائي المسافات المتوسطة والطويلة بعيدون عن الأضواء، وكل الاهتمام منصب للاختصاصات الأخرى، التي جلبت من قبل ميداليات أولمبية للجزائر.
قدرتي على تخطي الحواجز في الصغر وراء اختياري هذا الاختصاص
*توجت بالميدالية الفضية في الألعاب العالمية العسكرية بيوهان الصينية، هل كنت راضيا بما حققته أم ضيعت حصد الذهب ؟
سنة 2019، اختتمتها بميدالية فضية في الألعاب العالمية العسكرية بيوهان الصينية، وأنا فخورا جدا بهذا الإنجاز، كوني خسرت الميدالية الذهبية لصالح نائب بطل العالم، وهو ما يؤكد بأن مكانتي مع الكبار، ولو نحظى بالدعم المطلوب، سنهدي الجزائر عديد الألقاب ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي ورياضيو النخبة يعانون جميعا.
*تأجيل الألعاب الأولمبية المقبلة إلى العام المقبل 2021 صب في صالحك أم العكس؟
لكي نكون صرحاء تأجيل الألعاب الأولمبية صب في صالحنا، حيث سيمنحنا الوقت الكافي للتحضير لهذا البطولة الكبيرة، ولكن نأمل أن يكون لنا نصيب من الدعم حتى تكون استعداداتنا عند مستوى التطلعات، خاصة وأن المنافسة لن تكون سهلة في وجود أفضل وأمهر الرياضيين في العالم، ولا أعتقد بأن الوقوف إلى جانبنا سيكون مكلفا، كون رياضيي النخبة لا يتعدى عددهم أصابع اليدين.
*تأثرت بوباء كورونا الذي جمد كافة النشطات لستة أشهر كاملة أم أنك واصلت التحضيرات دون الاكتراث بخطوة الوضع ؟
لا نعترض على قضاء الله والوباء أصاب الجميع وفي كافة المجالات، وعن نفسي لم أتأثر به كثيرا، كوني واصلت التحضيرات دون انقطاع بمسقط رأسي بجيجل، حتى ولو أنني أعاني من نقص المنافسة بعد تجميد كافة المسابقات.
حرمت من أولمبياد لندن واعتبر نفسي الأكثر تهميشا
*معاناة رياضي النخبة متواصلة ونداءات مخلوفي وبورعدة صنعت الحدث مؤخرا، ما تعليقك وهل تضم صوتك لصوتهما ؟
رياضيو النخبة في معاناة متواصلة، وأنا مهمش منذ 2010، وما صرح به البطلان توفيق مخلوفي والعربي بورعدة أؤيده مائة بالمائة، ولو أنهما يحظيان ببعض المساندة، مقارنة بأبطال آخرين وصدقني كلمة “محقورين” قليلة علينا، وإلا كيف تفسرون عدم الاتصال برياضي متأهل للأولمبياد من أجل معرفة حاجياته، وأنا حزين للغاية لعدم معرفة الجمهور الجزائري بأبطاله رغم ما تضحياتهم، أنا أتمنى الالتفاتة من الاتحادية واللجنة الأولمبية، ولا ننتظر سوى حقنا ولسنا نتسوّل.
كلمة «محقورين» لا تُوفينا حقنا ومخلوفي وبورعدة لم يكشفا سوى القليل
*ما رأيك في تعيين البطلة السابقة في رياضة الكاراتي سليمة سواكري وزيرة منتدبة مكلفة بالاهتمام والعناية برياضي النخبة ؟
سليمة سواكري بطلة سابقة، وتذوقت من نفس كأس معاناة الأبطال الجزائريين، عندما كانت تمارس رياضة الجيدو، وأنا متفائل بتعيينها في الوزارة، وكلي أمل أن تقف إلى جانب رياضيي النخبة، من أجل تمكينهم من تحقيق كافة طموحاتهم.
*ماذا ينقص الرياضيين الجزائريين لاعتلاء منصة التتويج في طوكيو ؟
ليس سهلا أن تحصد ميدالية أولمبية، ويكفي أن الدولة المتقدمة تحضر لمثل هذه الدورات الكبرى، على مدار أربع سنوات كاملة ولا تنجح غالبيتها في اعتلاء منصة التتويج، فما بالك بنا نعاني التهميش ونقص التحضيرات ولا نكثف من الاستعدادات، سوى مع اقتراب موعد انطلاق البطولة، وبالتالي أنا آمل أن يتلفتوا إلينا، لأن الاكتفاء ببرمجة تربصات متواضعة غير كاف، وأنا الذي أحلم بالتتويج في طوكيو، وهنا أستذكر ما حدث لي مع البطل المغربي سفيان البقالي، الذي فزت عليه في 2015 و2016، ولكن بعد الاهتمام الكبير الذي ناله بات الأخير بطلا عالميا يحسب له ألف حساب، وخلاصة القول من أجل تجهيز بطل أولمبي، يستوجب تأطيره بطاقم موسع من أطباء أكفاء ومدربين من مستوى عال، ناهيك عن وضعيته العائلية، ومدى حاجته لدخل يغنيه عن الحاجة والتفكير في أشياء أخرى غير الرياضة.
فخور بإنجازي في يوهان بعد خسارتي الذهب أمام نائب بطل العالم
*بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
أعدكم ببذل قصارى مجهوداتي في الألعاب الأولمبية بطوكيو، ولست خائفا من أي رياضي، وجميع الأبطال يحسبون لنا ألف حساب، رغم افتقارنا لكافة الإمكانيات، وسني يسمح لي بنيل ميداليات في قادم الاستحقاقات، وأجدد ندائي للسلطات المعنية للاهتمام برياضي النخبة، الذين يستعدون للمشاركة في أولمبياد طوكيو، ولا يمكن أن أختم حديثي دون التوجه لكم بتشكراتي، على منحي هذه الفرصة وآمل أن يزول عنا هذا الوباء عن قريب، كون الملل تسرب إلى نفسية الجميع.
حاوره: مروان. ب