اضطرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، إلى إرسال ملحق إضافي إلى أعضاء الجمعية العامة، بخصوص المقترح الثاني الذي تم وضعه ضمن الحلول المطروحة، للفصل في مستقبل الموسم الكروي العالق عن طريق استشارة كتابية، وذلك سعيا لتوضيح الرؤية حول مخلفات الاقتراح القاضي باعتماد الصعود والسقوط، بعدما كانت الفاف قد سارعت إلى الاكتفاء في أولى خطواتها بانعكاسات اقتراح اعتماد صعود دون سقوط على الهرم الكروي المعتمد وطنيا، الأمر الذي كان قد فتح باب التأويلات على مصراعيها، لأن تلك الخطوة جعلت المتتبعين يجزمون بأن الأمور محسومة، وأن الاتحادية ترجح كفة المقترح الثالث في الخيارات، التي وضعتها للخروج من الأزمة الراهنة.
إقدام الفاف على تدارك هفوتها جاء في الوقت بدل الضائع، لأن رؤساء أغلب الرابطات الولائية والجهوية، كانوا قد أرسلوا ردودهم على الاستشارة يوم الأربعاء الفارط، قبل تلقى توضيحات من الفيدرالية بشأن مخلفات اقتراح توقيف البطولة، مع التمسك بخياري الصعود والسقوط، رغم أن المعطيات الأولية، تؤكد بأن نسبة كبيرة جدا من الردود التي تلقتها الاتحادية من رؤساء الرابطات، أيدت الاقتراح الذي ينهي الموسم، مع إلغاء السقوط، وكتلة رؤساء الرابطات تبقى «الأهم» في هذه المعادلة، بالنظر إلى عدد المقاعد التي تحوزها في تركيبة الجمعية العامة، لأنها تمثل نحو 70 بالمئة من الأعضاء، وذلك بوجود 62 رابطة على الصعيد الوطني، مقابل حيازة كتلة النوادي المحترفة على نحو 30 بالمئة من تركيبة الجمعية العامة.
إرسالية الاتحادية إلى أعضاء الجمعية العامة، كانت عبر البريد الإلكتروني دون نشرها في الموقع الرسمي، على العكس من الملحق الأول، الخاص بانعكاسات مقترح اعتماد الصعود دون سقوط، لأن الاتحادية كانت قد قدمت توضيحات مفصلة، وكان من الأجدر نشر الملحقين دفعة واحدة، وإرسالية الفاف التي كانت في الوقت بدل الضائع، تضمنت توضيحات مفصلة، كانت عبارة عن كيفيات الصعود والسقوط المضبوطة آنفا، لأن هذا الاقتراح يجعل بطولة الرابطة المحترفة الأولى للموسم القادم، وفق هذا الطرح ستكون بفوج من 18 فريقا، مقابل اعتماد الرابطة الثانية بصيغة «الهواة» بمجموعتين، تتشكل كل واحدة من 16 ناديا، مع الرفع من عدد منشطي بطولة الهواة إلى 96 فريقا موزعين على 6 أفواج، منها مجموعتان لمنطقة الجنوب، الأفواج الأربعة الأخرى ستخصص للشمال، ولو أن هذا الاقتراح سيبقى السقوط ساري المفعول في كل المستويات، مع التمسك بقرار شطب قسم ما بين الجهات من الهرم الكروي الوطني، فضلا عن إلزامية المحافظة على نفس الصيغة في البطولة الجهوية.
إلى ذلك، فإن الاتحادية اكتفت بتوضيح الرؤية بشأن مخلفات مقترح توقيف البطولة، دون التعريج إطلاقا على الاقتراح القاضي باللجوء إلى اعتماد موسم ابيض، أو حتى إكمال المنافسة، لأن الاستشارة التي وضعتها الاتحادية على طاولة التشريح تتضمن 4 مقترحات، لكن هذه الخرجة تم إدراجها في خانة التوجيه غير المباشر نحو مقترح تزكيه الفاف، ولو أن الأمر تسبب في فتح الطريق، للحديث عن وجود انقسام بين أعضاء الجمعية العامة، لأن كتلة رؤساء الرابطات الولائية زكوا - حسب الأصداء الأولية - اقتراح اعتماد الصعود دون نزول عند توقيف البطولة، بينما تموقع رؤساء أندية الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني في «جناح»، مازال يتحفظ على شرعية هذه الخطوة، على غرار ما ذهبت إليه إدارة شبيبة الساورة برئاسة محمد زرواطي، مع رفض الرد على الاستشارة الكتابية للفاف، مما قد يؤدي إلى مقاطعة بعض النوادي لعملية التصويت، والمشاركة الكتابية في الفصل في مصير الموسم العالق.
ص / فرطاس
