خصنا نجم الخضر الأسبق والوافد الجديد على بيت النادي الرياضي القسنطيني مراد مغني بحوار حصري عقب مراسيم توقيع العقد مع السنافر صبيحة الخميس الماضي بفندق الحسين، حيث أجاب على كافة أسئلتنا بصدر رحب، كاشفا عن عديد الطموحات خلال تجربته الجديدة، ومشيرا بأنه عازم على بعث مشواره من جديد، خاصة و أنه لا يزال يشعر بأنه قادر على مداعبة «محبوبته» كرة القدم، كما تحدث «مايسترو» لازيو الأسبق عن عديد الأمور الأخرى التي ستكتشفونها في هذا الحوار.
الجميع أحسن استقبالي في مدينة قسنطينة، ولم أتوقع للحظة واحدة بأن أحظى بكل هذا الكرم، أنا سعيد للغاية لتواجدي للمرة الثانية بمدينة قسنطينة، لقد زرتها في المرة الأولى حينما وجه لي رئيس الشباب الدعوة للحضور من أجل التفاوض، وأعجبت كثيرا بجمالها وسحرها، خاصة عند زيارتي لبعض جسورها ومعالمها، هي مدينة رائعة، وأنا سعيد للغاية بأنني سأقيم بها خلال تجربتي مع الشباب.
أنا أقضي شهر رمضان بفرنسا رفقة عائلتي الصغيرة، واستغل أيام هذا الشهر الفضيل في العبادة والطاعة، شأني في ذلك شأن كافة المسلمين عبر كل بقاع العالم، أنا أحب هذا الشهر كثيرا، وأحاول فيه التقرب أكثر من المولى عز وجل، كما أريد أن أضيف أمر آخر وهو أنني سعيد بصيامي بعض الأيام في الجزائر، خاصة وأن الأجواء هنا مختلفة كثيرا عن فرنسا، وتشعر بأن الجميع يشكلون عائلة واحدة، بالنظر إلى التآخي بين الناس، والمحبة الكبيرة بينهم، وهو ما وقفت عليه في وهران و قسنطينة.
لقد تلقيت اتصالين هذه الصائفة الأول كان من مسيري مولودية الجزائر الذين عبروا لي عن رغبتهم في استقدامي، والثاني كان من مسيري شباب قسنطينة الذين كانوا أكثر جدية في انتدابي، ما جعلني أدخل معهم في الأمور الجدية، وها أنا الآن أحمل ألوان فريقهم بعد توقيعي عقدا لمدة سنتين معهم.
أنا سعيد للغاية بعد إمضائي في شباب قسنطينة، لقد كانوا متحمسين للغاية للتعاقد معي، وهو ما سهل من عملية المفاوضات، لم أشترط الكثير من الأمور بقدر ما كنت مركزا على عودتي من جديد إلى الميادين.
أجل هذا ما جعلني أختار الشباب، لقد وصلني عرضان، الأول من مولودية الجزائر والثاني من شباب قسنطينة، ولكن عرض الرئيس حداد كان أكثر جدية، ما جعلني أكلف مناجيري حميد لطرش بإنهاء كافة الأمور معه، خاصة وأنني كنت أصر على العودة بأي شكل من الأشكال إلى المنافسة التي اشتقت إليها كثيرا بعد أن أجبرتني الإصابة اللعينة على البقاء بعيدا عن الكرة.
يصمت...هذا الأمر أسعدني كثيرا، لم أفكر للحظة واحدة في خيانة ثقة مسيري شباب قسنطينة، لقد قبلت الخضوع إلى الفحوصات الطبية المعمقة، خاصة وأنني كنت متأكدا من أن إصابتي على مستوى الركبة أصبحت من الماضي.
لقد لعبت بشكل عادي في بطولة داخل القاعات الموسم الفارط، ولم أشعر للحظة واحدة بالآلام التي كانت تلاحقني في كل مرة، صدقوني ليس من السهل الابتعاد لسنتين عن الملاعب، ولكن كان أملي كبير في العودة، وهاهي أمنيتي تتحقق الآن بعد انضمامي إلى شباب قسنطينة الذي سيكون بوابتي نحو استعادة ولو البعض من إمكاناتي.
اعتقد بأن عودتي لمزاولة كرة القدم من جديد يعد تحد بالنسبة لي، خاصة وأن الكثيرين كانوا يعتقدون بأن الإصابة قد أجبرتي على الاعتزال المبكر، لا أخفي عليكم بأنني لم أكن سعيدا في السنتين الماضيتين بعيدا عن عالم كرة القدم، سيما وأنني منذ صغري أتنفس وأعشق هذه اللعبة التي تسير في دمي.
صدقوني الآن بعد انضمامي إلى الشباب سأحاول أن أبعث مشواري من جديد، ولما لا أنجح في تقديم الإضافة لهذا الفريق الذي وضع مسؤولوه الثقة في، وهو ما يجعلني مطالبا برد جميلهم بالتألق.
لعبت في كثير من الفرق وتعاملت مع الكثير من المسؤولين والرؤساء، ولكن الرئيس حداد شخص متواضع للغاية، ولن أنسى بأنه استقبلني بشكل رائع للغاية، أتمنى أن أكون عند حسن ظنه، وأنجح في رد جميله من خلال تقديم موسم متميز يمكننا من الظفر بأحد الألقاب مع نهاية السنة، خاصة وأنهم أخبروني بأنه مطمع الأنصار.
أكبر شيء فاجأني في شباب قسنطينة هو القاعدة الجماهيرية العريضة لهذا الفريق، لقد حدثني عنها مناجيري حميد لطرش، ولكن لما قدمت إلى مدينة قسنطينة اكتشفت ذلك بنفسي، لن أنسى خلال زيارتي الأولى بأنني وجدت في استقبالي عدد كبير من الجماهير في المطار، وهذا أمر أسعدني وزاد من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي.
أجل أنا أعرف بأنهم يريدون رؤية مغني الذي تألق قبل سنوات من الآن في الدوري الإيطالي، سأحاول أن أكون عند حسن ظنهم، وأنجح في تقديم الإضافة لفريقهم، أنا أنتظر على أحر من الجمر موعد استئنافي التدريبات، ولحظة خوضي أول مباراة بقميص شباب قسنطينة، خاصة وأنهم حدثوني كثيرا عن الأجواء الخرافية التي يصنعها الأنصار في المدرجات، والتي شاهدت البعض منها عبر مقاطع الفيديو في «اليوتوب».
أنا الآن على موعد المغادرة نحو فرنسا ( الحوار أجري يوم الخميس)، لقد اتفقت مع المسؤولين في الشباب على العودة بعد عيد الفطر، لقد أخبرتهم بأن لدي بعض الانشغالات في فرنسا سأحاول معالجتها في الأيام القادم، وبعدها سأكون تحت تصرف الفريق، خاصة وأن لدي رغبة كبيرة في اكتشاف الأجواء في فريقي الجديد، والشروع في العمل والتحضيرات تحسبا للموسم الكروي الجديد الذي أريده أن يكون مميزا بالنسبة لي، خاصة وأنه سيكون الأول لي بعد سنتين من الغياب.
أتمنى أن أكون حاضرا في المباراة الاستعراضية، أعلم بأن شباب قسنطينة سيخوض مباراة مع أحد الأندية الأوروبية بتاريخ 25 جويلية الجاري، وهذا شيء جميل بالنسبة لفريقي الجديد، خاصة وأن الاحتكاك بالنوادي الأوربية مفيد للغاية.
لا يمكنني أن أخبركم بشيء حول مشاركتي من عدمها، خاصة وأن الأمر سيكون متوقف على قرار المدرب إيبارت فيلود الذي سيحاول الوقوف على مدى جاهزيتي خلال التحضيرات، وإن رأى بأنني قادر على المشاركة في نهاية شهر جويلية فأنا تحت تصرفه، وسيكون هذا الأمر مفرح بالنسبة لي، خاصة وأنني أنتظر لحظة تواجدي بملعب حملاوي على أحر من الجمر.
أنا لا أعرفه تمام المعرفة، ولكني أملك فكرة عنه، هو مدرب طموح والجميع يحترمه في فرنسا، بالنظر إلى تجاربه الناجحة، حيث سبق له العمل في الجزائر مع كل من وفاق سطيف وإتحاد العاصمة، هو الآن مدربي في الشباب، و أتمنى أن أوفق معه، وأمنحه الحلول اللازمة في وسط الميدان الهجومي.
لا أملك فكرة عن تعداد شباب قسنطينة وأنتظر موعد استئنافي للتدريبات من أجل التعرف على الجميع، ولكن أعلم بأن فريقي الجديد يضم في صفوفه زميلي السابق في المنتخب الوطني ياسين بزاز، أنا استغل الفرصة من أجل توجيه التحية له، وأضرب له موعدا بعد عيد الفطر، سأحاول أن أستغل فرصة تواجده إلى جانبي من أجل الاندماج سريعا في فريقي الجديد.
اعتقد بأن المنتخب الوطني يحقق نتائج ممتازة مؤخرا، حيث نجح في التألق خلال مونديال البرازيل رفقة المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش من خلال كسر حاجز الدور الأول، كما أن نتائج الخضر لم تتوقف عند ذلك الحد، بل نجحوا في الحفاظ على بريقهم مع الناخب الوطني الجديد كريستيان غوركوف رغم خيبة «كان» غينيا الاستوائية.
أنا من أشد المعجبين بفلسفة هذا المدرب، واعتقد بأنه سيحقق نجاحات كبيرة في القريب العاجل مع المنتخب الوطني، هو مدرب كفء، والجميع يشهد له في فرنسا بالتميز في انتظار أن يجسد ذلك على أرض الواقع مع الخضر، خاصة وأن عديد الرهانات تنتظره رفقة لاعبيه، والبداية بتصفيات الكان القادمة، والتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بروسيا.
أجل لقد أخبرتكم بأنني أريد تمرير رسالة لإخواننا وأشقائنا في غرداية، صدقوني قلبي يتألم لما يحدث هناك، ولم أتمكن من هضم ذلك، خاصة وأن الأمر يتعلق بأبناء الوطن الواحد، على الجميع التعقل، وتغليب المصلحة العامة والوطنية لأنه لا يعقل أن نرى أموات، وإصابات في هذا الشهر الفضيل، والذي يجب أن يكون شهرا للتسامح والتصالح.
أجدد شكري لمسؤولي شباب قسنطينة الذين منحوني الثقة من خلال الإمضاء معي، كما أضرب موعدا للأنصار بعد عيد الفطر، خاصة وأنني متشوق كثيرا لرؤيتهم عن قرب بعد ما أخبروني عنهم، أتمنى أن تكون تجربتي الجديدة ناجحة، وأتمكن من بعث مشواري من جديد، سيما وأنني لا أزال أشعر بأني قادر على اللعب.