يرى الدولي السابق رضا ماتام، أن الوقت قد حان لتبني حوار رياضي شامل تحت إشراف وزارة الشبيبة والرياضية، من أجل مراجعة عديد القضايا والمسائل التي تسببت في عدم مشاكل للكرة الجزائرية، مضيفا في حديثه للنصر، أن الدولة مطالبة برفع يدها عن النوادي والاكتفاء بمرافقتها فقط، كما تحدث “ابن عين الفوارة” عن فريقه الوفاق والمشاكل التي يتخبط فيها، مبديا تفاؤله بتجاوز كل شيء، في وجود خزان من المواهب سيكون وراء انتعاش خزينة الفريق مجددا.
حاوره: مروان. ب
• بصفتك لاعبا سابقا في وفاق سطيف، بماذا تعلق على الوضعية الحالية لهذا الفريق الذي يتخبط منذ عدة أشهر في جملة من المشاكل الإدارية والمالية ؟
أعتقد بأن ما يعاني منه الوفاق الآن يخص جُل الأندية الجزائرية التي وعلى الرغم من مرور عدة سنوات على دخولها عالم الاحتراف، إلا أنها لا تزال تُسير بطريقة هاوية، وحتى هذه الفرق هي ضحية الممارسات غير القانونية، فرغم أنها عبارة عن مؤسسات رياضية تجارية بناء على دفتر شروطها، إلا أن جميعها مفلس وغير قادر على توفير أي مداخيل، وتنتظر فقط إعانات الدولة سواء المقدمة من طرف السلطات المحلية أو الممنوحة عن طريق شركات راعية، وهنا أقدم لكم مثالا بسيطا يتعلق بالألبسة الرياضية الخاصة بنوادينا المحلية، فهناك عجز لدى الجميع، وبات من الضروري على الدولة التدخل من أجل وضع حد للسلع المغشوشة التي أغرقت الأسواق وجعلت الفرق لا تستفيد من علاماتها.
• هل يمكن اعتبار الوفاق ضحية لعدم منحه شركة وطنية كباقي الفرق الكبرى في الجزائر ؟
لن أضم صوتي لأولئك الذين يطالبون بمنح الوفاق شركة وطنية حتى وإن كان فريق القلب الأحق بها، جراء ما قدمه للجزائر في آخر السنوات، حيث يعد الفريق الوحيد المتحصل على رابطة الأبطال في نسختها الجديدة، ولكن إن طالبت بذلك سأكون قد وقعت في المحظور، على اعتبار أنه لا يمكن الحديث عن الاحتراف في وجود مثل هذه الأشياء، التي ستعيدنا إلى سنوات السبعينيات، أين كانت جل الفرق تابعة لمؤسسات وطنية، وحتى إن وافقنا على ذلك كيف نقبل أن يتلقى مدير الشركة الاحترافية لفريق معين راتبا شهريا في حدود 50 مليون سنتيم، في وقت تجد لاعبا (عاملا) في ذات النادي يتقاضى 200 مليون سنتيم، والمشكل الحقيقي تسبب فيه ست أشخاص في بداية الاحتراف من خلال الإبقاء على نفس النظام القديم، وهنا أنصح الدولة برفع يدها عن النوادي والاكتفاء بالمرافقة فقط وهنا لدينا أمثلة كثيرة عن فرق عربية نجحت بفضل سياساتها الرشيدة في كسب الأموال دون العودة إلى الشركات والمؤسسات الوطنية.
• كيف ترى مستقبل الوفاق في ظل كافة المعطيات الحالية ؟
أحب من أحب وكره من كره وفاق سطيف يزعج الأندية العاصمية كثيرا، كونه منافسها الوحيد على الألقاب المحلية، كما أنه خزان حقيقي للمواهب، وأحد أبرز الفرق الجزائرية المُصدرة للاعبين نحو الخارج، وإن لاحظتم مؤخرا فالجميع نسي وجود مدرسة نادي بارادو والكل يتحدث عن لاعبي الوفاق وإمكانية تحويلهم بمبالغ ضخمة، وهنا سأكون صريحا معكم هناك من المسؤولين من لا يريد من الفرق المحلية أن تتطور حتى يظل المهيمن الوحيد على بيع اللاعبين للفرق الأوروبية والخليجية، وكلنا يعلم بأن الوفاق يمتلك مدرسة أنجبت عدة أسماء متميزة، لعل آخرها النجم إسحاق بوصوف المنتقل إلى أوروبا بصفقة معتبرة.
• نفهم من كلامكم بأن هناك أسبابا خفية وراء حرمان الوفاق من حقه في المشاركة في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية المقبل والاكتفاء بمنافسة كأس الكونفدرالية ؟
لا يوجد تفسير آخر بخلاف ما قلته، ويكفي الوفاق فخرا أنه لعب مسابقة رابطة الأبطال عدة مرات وتُوّج بها حتى في نسختها الجديدة، ولكن ما يزعجني أكثر هو أن فرقنا لن تتطور ولن يكون بمقدورها المنافسة على المستوى القاري إذ ظلت الأوضاع على ما هي عليه، وهنا أقصد بقاء ذات الأشخاص على رأس الهيئات الكروية، فالوقت أثبت لنا بأن هؤلاء لديهم عقلية هاوية، وحان الوقت للاستنجاد بمن يمتلكون فكر احترافي حقيقي، وحتى تتويج المنتخب الوطني كان الفضل فيه للناخب الوطني جمال بلماضي إلى جانب الكتيبة التي انتقلت معه إلى مصر.
• يبدو أنك تُلمح إلى عدم مساهمة الفاف والمكتب الفيدرالي في التتويج بالكان؟
المنتخب الوطني بعيد كل البعد عن الفاف ومشاكلها وبلماضي كان محقا بالاعتماد على نفسه فقط في تسيير الخضر، بدليل أنه قطع الطريق على كافة من كانوا يؤثرون على المنتخب الوطني، وهذا ما مكنه من قيادتنا نحو التتويج بنهائيات كأس أمم إفريقيا، والحمد لله جمال لعب للمنتخب، ويدرك كل كبيرة وصغيرة، فقد قضى على بعض العادات السيئة على غرار التدفق على فندق المنتخب لالتقاء الصور وحتى إن كان الأمر يبدو بسيطا لكم إلا أن تأثيراته على تركيز المجموعة كبير جدا، وهنا أؤكد لكم بأن مدة صلاحية هؤلاء المسؤولين انتهت، ولا بديل على مغادرتهم.
• إذن أنت مع مكتب فيدرالي جديد بنهاية عهدة الرئيس زطشي ومكتبه المسير ؟
بطبيعة الحال، أنا مع التجديد كون المكتب الحالي لم يعد لديه أي إضافة يقدمها، وحتى أنه لا يمتلك أي نظرة مستقبلية لتطوير الكرة الجزائرية، فكافة الفرق تتخبط في المشاكل دون أن تنجح الفاف في إيجاد الحلول الناجعة، وهنا أود أن أنبهكم لقضية خطيرة هو أن المحكمة الرياضية الدولية “التاس” لا تعمل سوى مع البطولة الجزائرية، وهو ما أخبرني به الأمين العام لنادي سيون السويسري والذي يعد صديقا مقربا لي، فحتى الفرق الإفريقية المغمورة تجاوزت مثل هذه القضايا التي كلفتنا خسائر مادية ضخمة خاصة في نزاعاتنا مع اللاعبين الأجانب.
• لو نطلب رأيك بخصوص النظام الجديد للمنافسة والذي اعتمده المكتب الفيدرالي بداية من الموسم المقبل ؟
النظام الجديد يمكن تسميته بنظام إرضاء الجميع، فالفاف حاولت من خلال قراراتها بعدم اعتماد السقوط وصعود أكثر من ستة فرق إلى القسم الثاني إسكات الجميع، ولكن لا أعتقد بأنها قامت بدراسة هذه المسألة بجدية، خاصة إذا ما علمنا بأن هذا النظام قد اعتمدناه من قبل وأثبت فشليه الذريع، كما أن رفع عدد أندية الرابطة الأولى إلى 20 فريقا سيضعنا في مأزق، فأنديتنا كانت تواجه عدة صعوبات بخوض 32 لقاء في الموسم فما بالك الآن ب40 مواجهة، آمل أن يكون حدسي خاطئا، وينجح هذا الفكر الجديد الذي سيجعل المنافسة محتدمة في القسم الثاني، في ظل الديربيات المنتظرة والتي قد تتسبب في تجاوزات كما تعودنا دوما، على العموم أتمنى أن يكون هناك حوار رياضي وطني شامل تحت إشراف وزارة الشبيبة والرياضة، خاصة وأن الوقت قد حان للاستفادة من تكوين المسيرين الأكفاء والتخلي عن الرئيس ذو الفكر الهاوي وهو المسؤول الذي يقوم بمفرده بكل شيء فهو الرئيس والمناجير والسكرتير وحتى المدرب في الكثير من الأحيان.
• قبل ختم الحوار ما رأيك في تحويل صانع ألعاب الوفاق الشاب إسحاق بوصوف لأوروبا وهل هو قادر على فرض نفسه والوصول إلى ناد بحجم مانشستر سيتي ؟
تقنيات التحويل تغيرت مقارنة بالسنوات الماضية، بعد إنشاء شركات ومؤسسات تتكفل بالتنقيب على المواهب في إفريقيا والبطولات الصغرى، وهو ما حدث مع النجم الواعد إسحاق بوصوف الذي تعاقد مع مجمع “السيتي” بصفقة أنعشت خزينة الوفاق بقرابة عشرة ملايير سنتيم، لقد كان الاختيار صائب، خاصة إذا ما علمنا بأن بدايته ستكون من بوابة نادي كورتري البلجيكي، وهو ما سار على منواله كل من بن سبعيني وعطال، قبل أن يتحولا إلى نجمين متميزين في أفضل الفرق الأوروبية، أنا واثق في مؤهلات إسحاق كثيرا، خاصة وأنه مهاري إلى أبعد الحدود، ولكن أنصحه بالعمل على تحسين لياقته البدنية فالأمور مختلفة في أوروبا، إذا ما أراد الوصول لنادي إيندهوفن الهولندي وبعدها العملاق مانشستر سيتي الانجليزي.
• هناك أحاديث عن قرب التحاق نجم نادي ليون حسام عوار بالمنتخب الوطني، هل سيكون الإضافة التي يبحث عنها جمال بلماضي في وسط الميدان ؟
حتى وإن كان هذا اللاعب موهوبا جدا، فأنا لا أعتقد بأن بلماضي سيعطي الأمر أهمية كبيرة، على اعتبار أنه يعتمد منذ إشرافه على المنتخب على العمل الجماعي ولا يولي الجانب الفني اهتماما كبيرا، أنا أتمناه بقميص المنتخب الوطني بطبيعة الحال، ولكن عدم قدومه لن يكون خسارة لنا، في ظل امتلاكنا مجموعة حديدية أثبتت علو كعبها خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر قبل سنة.
م. ب