تلقت الأسرة الرياضية الجزائرية صبيحة أمس، خبرا مفجعا بوفاة المدرب القدير رشيد بلحوت، بعدما ذهب ضحية لحادث مرور خطير بمدينة نانسي الفرنسية. التقني المغترب لقي حتفه، بعدما تعرض لإصابات خطيرة، وهو الذي كان يستعد رفقة شقيقيه لحضور حفل زفاف ابنة أخيه التي أصرت على تواجده بجانبها في هذا اليوم، علما وأن أحد شقيقيه قد توفي بعين المكان متأثرا بالجروح الخطيرة التي تعرض لها، في وقت تم نقل شقيقه الثاني إلى إحدى المستشفيات وهو في حالة جد حرجة.
وسبق للمدرب رشيد بلحوت الذي وافته المنية عن عمر يناهز 76 عاما، تدريب العديد من الفرق الجزائرية أبرزها وفاق سطيف وشبيبة القبائل وشباب قسنطينة.
وكانت أول محطة لهذا المدرب بالبطولة المحلية سنة 2005 من بوابة وفاق سطيف، قبل أن يخوض بعدها عديد التجارب الناجحة مع عديد الفرق، على غرار جمعية الشلف ومولودية العلمة وشبيبة القبائل واتحاد العاصمة وشباب قسنطينة، فضلا عن تجاربه بتونس مع كل من أولمبي باجة ونادي المنستير، ليختتم مشواره التدريبي مع نادي بنغازي الليبي الذي أشرف عليه الموسم الماضي، وحقق معه نتائج باهرة.
للإشارة، استهل التقني المغترب مشواره التدريبي الحافل من بلجيكا(فيرتون)، كما كانت له تجارب أخرى في كل من لوكسمبورغ وبعض البلدان الأوروبية.
وكانت النصر، آخر وسيلة إعلامية تتحدث مع الفقيد، حيث خصنا بحوار مطول قبل قرابة أسبوع، عاد فيه إلى مشواره التدريبي الثري، مؤكدا بأن الوقت قد حان لمحاسبة كافة من هضموا حقوقه، في إشارة إلى الفرق التي لم تسو مستحقاته العالقة، غير أن بلحوت لم يكن يدرك بأن أجله قد اقترب ولن يكون بمقدوره أن يشتكي أي فريق.
هذا، وتحدث المناجير بوكبوش عن علاقته ببلحوت وما دار بينهما مؤخرا، حيث قال للنصر في هذا الصدد:" أنا مصدوم جدا من هول الخبر، فالمرحوم صديق وأخ وأب بالنسبة لي، وأنا أتحدث معه بشكل يومي تقريبا، حيث أخبرني في آخر اتصال جمعني به بأنه يستعد للمغادرة صوب فرنسا من أجل حضور حفل زفاف ابنة أخيه، على أن يعود لتونس من أجل الشروع في التحضير للقضايا التي سيرفعها في حق الفرق التي هضمت حقه ولم تمنحه ما يدين به من أموال، أنا حزين لخسارة مدرب بمواصفات رشيد بلحوت، وهو الذي سخر كل وقته وجهده لخدمة الكرة الجزائرية، رغم التهميش الذي عانى منه من قبل المسؤولين عن كرتنا، لقد اشتكى في مناسبات عديدة من المعاملة السيئة للفاف التي لم تستجب لآخر أمانيه والمتمثلة في تدريب المنتخب المحلي أو قيادة المديرية الفنية الوطنية، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه و لا يسعنا إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون".
أما زين الدين مكاوي مدافع مولودية وهران، وعدة فرق بالبطولة المحلية فحرص على تمرير رسالة مفادها، أنه سيظل يتذكر موقف المدرب بلحوت اتجاهه لما كان لاعبا لا يتعدى 20 ربيعا، أين قال بأنه من منحه الفرصة في اتحاد العاصمة، رغم وجود أرمادة من النجوم في تلك الحقبة، مضيفا في هذا الصدد": أنا جد متأثر لوفاة المدرب القدير رشيد بلحوت، خاصة وأنني أكن له محبة من نوع خاص، بعد ما قام به اتجاهي قبل عدة سنوات، حيث كان وراء منحي الفرصة في فريق اتحاد العاصمة، ولم يكتف بذلك بل توقع لي مستقبلا كبيرا، وأنا الآن دافعت عن ألوان عدة فرق محترمة في الجزائر بفضل دعم هذا المدرب الذي سأظل أتذكره ما حييت، أنا أتمنى أن يرقد بسلام ولا أملك له سوى الدعاء في هذا الشهر المبارك".
مروان. ب
