كشف صانع ألعاب نادي بارادو والمنتخب الوطني آدم زرقان، أن أزمة كورونا وما خلفته من متاعب اقتصادية لجُل الفرق الأوروبية لن «تُؤخر» احترافه، مشيرا بأنه سيختار وجهته المقبلة وفق معايير محددة، خاصة وأن مكانته مع المنتخب الوطني -على حد تعبيره- مرتبطة بنجاحه في مشواره الاحترافي، كما تحدث صاحب الـ 20 ربيعا عن التربص الذي شارك فيه مع الخضر، والحديث الذي دار بينه وبين بلماضي، وعدة أمور أخرى تخصه وتخص الكرة الجزائرية تكتشفونها ضمن هذا الحوار.
حاوره: مروان. ب
• مرحبا آدم كيف هي الأحوال ؟
مرحبا بكم أنا في صحة جيدة، وكل أموري تسير على أحسن ما يرام، ولو أنني بدأت أشعر بالضجر، في ظل الابتعاد عن أجواء المنافسة لأكثر من خمسة أشهر كاملة، أنا الآن عائد للتو من التدريبات(الحوار أجري زوال أمس)، حيث أسعى للحفاظ على لياقتي البدنية.
• إذا أنت تتدرب على انفراد منذ فترة ؟
بعد تعليق كافة النشاطات الرياضية في الجزائر، عقب تفشي فيروس كورونا لم أظل كثيرا بالمنزل، حيث شرعت في التدرب رفقة والدي بمسقط رأسي في سطيف، قبل أن أقرر قبل حلول شهر رمضان الانتقال إلى العاصمة، من أجل الانضمام إلى بعض زملائي من نادي بارادو، حيث نتدرب تحت إشراف المحضر البدني لشبيبة بجاية، والذي سطر لنا برنامجا مكثفا نحن بصدد تطبيقه منذ أزيد من ثلاثة أشهر.
• بصراحة، هل التحضيرات التي تقومون بها كافية للحفاظ على «الفورمة» ؟
من الناحية البدنية نحن في أفضل أحوالنا، جراء عدم التوقف عن التحضيرات، ولكن من الناحية التقنية جميعنا يعاني، ولاعب كرة القدم كما تعلمون بحاجة لخوض المباريات، من أجل الحفاظ على «الفورمة»، وهو ما أجبرني رفقة العديد من الأسماء الناشطة في مختلف الأقسام على اللعب في الأحياء والملاعب الجوارية، وحتى لاعب بحجم يوسف بلايلي الذي أمضى بمبلغ خيالي في نادي أهلي جدة السعودي اضطر للعب هذا النوع من اللقاءات، نحن مللنا من هذا الوضع، ونأمل أن تعود المنافسة في أقرب وقت، حتى ولو أننا ندرك بأن ذلك لن يكون عن قريب، خاصة وأن الاتحادية لم تضبط لحد الآن موعد انطلاق الموسم الجديد، واتخذت قرارها بإلغاء الموسم منذ أيام قليلة فقط، ليس لدينا أي حل، وما علينا سوى أن نواصل الاستعدادات بنفس الجدية، إذا ما أردنا أن نكون في أتم الجاهزية مع عودة البطولة.
• تفكر في البقاء مع نادي بارادو لموسم إضافي أم حسمت أمرك بالرحيل نحو أوروبا والسير على خطى زملائك السابقين لوصيف وبوداوي ؟
الحديث عن هذا الأمر سابق لأوانه، في ظل الأوضاع التي نعيشها، وعدم اتضاح الرؤى لدى الكثير من الأندية، بسبب أزمة كورونا وما خلفته من مشاكل اقتصادية، ولو أن الانتقال إلى أحد الأندية الأوروبية هذه الصائفة بالتحديد لن يكون سهلا، خاصة إذا علمنا بأن كافة الفرق تقريبا باشرت الاستعدادات للموسم الكروي الجديد، في وقت نتواجد في الجزائر في راحة غير محددة، على العموم، تركت كافة الأمور بين يدي مسؤولي نادي بارادو، وسيتخذون القرار الأنسب بخصوص مستقبلي، لا سيما وأنهم أثبتوا نجاحهم في هذه المسائل مسبقا، بعد تحويل عديد الأسماء، لعل آخرها الثنائي الذي لعب معي سابقا هيثم لوصيف وهشام بوداوي.
• متى ينتهي عقدك مع الباك، وماذا عن العروض التي وصلتك ؟
كما تعلمون لاعبو نادي بارادو مرتبطون بعقود طويلة المدى، من أجل السماح للفريق بالاستفادة من عائدات التحويل، وبالتالي أنا لا أزال مرتبطا مع نادي بارادو إلى غاية صيف 2013، ولكن هذا لا يعني أنني سأستمر في البطولة الجزائرية، بل أنا حريص على الاحتراف بداية من هذه الصائفة، والعروض لا تنقصني الحمد لله، غير أنني أحاول أن أختار الأنسب بالنسب لي، من أجل النجاح في تجربتي الاحترافية، والتي ستضمن لي تواجدي الدائم مع المنتخب الوطني.
• هل لك أن تحدثنا عن هوية النوادي التي طلبت خدماتك ؟
الأمور في بدايتها فقط، ولا يمكنني أن أحدثكم عن هوية أي نادي، ولكن العروض وصلتني من مختلف البطولات والبداية من بلجيكا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، وكلها فرق محترمة ومعروفة بأنها خزان للنوادي الأوروبية الكبيرة، وبالتالي سأدرس رفقة والدي ومسؤولي بارادو الأمر بكل جدية، لأنني لا أود ارتكاب أي أخطاء قد أندم عليها مستقبلا.
• ماذا تقصد بمحاولة الابتعاد عن ارتكاب الأخطاء ؟
أنا حريص على الرحيل صوب أوروبا هذه الصائفة، لأن الوقت مناسب لشق طريقي نحو النجاح، وأي تأخر قد ينعكس بالسلب على مشواري، ولكن هذا لا يعني بأنني سأتسرع في اختيار النادي، وستكون لدي معايير محددة خلال وجهتي المقبلة، أي بمعنى أنني سأمضي في الفريق الذي ستتاح لي فيه فرص أكبر للعب، لأن حرق المراحل قد يجعلك تعود إلى نقطة الصفر، وهنا أنا سعيد لما حصل للاعب الوفاق والمنتخب الوطني إسحاق بوصوف الذي أمضى في بلجيكا، على أن يحول بعدها إلى إيندهوفن الهولندي وبعدها إلى «السيتي» إن كان في المستوى بطبيعة الحال، أنا أؤمن بمؤهلات هذا اللاعب ومتأكد من مقدرته على النجاح في تجربته القادمة، ولم لا السير على خطى بن سبعيني وعطال وبوداوي وكلها أسماء نجحت في فرض نفسها مع فرقها الأوروبية وباتت من أهم ركائز المنتخب الوطني.
• بالحديث عن المنتخب الوطني، كيف وجدت الأجواء داخل المجموعة بعد تواجدك في التربص الأخير
بداية أشكر الناخب الوطني جمال بلماضي مجددا على الثقة التي وضعها في شخصي، حيث اختارني ضمن المجموعة التي شاركت في آخر تربص تحضيري، وهذا في حد ذاته إنجاز بالنسبة لي، في ظل المنافسة الشرسة داخل الخضر، في وجود عديد الأسماء المتألقة في منصبي، وعن أجواء التربص فقد كانت رائعة للغاية، والحمد لله حققنا انتصارين مهمين في سباق التصفيات المؤهلة للكان، وقطعنا شوطا كبيرا نحو الكاميرون، في انتظار استكمال التصفيات والشروع في التحضير لتصفيات كأس العالم التي ستكون هامة بالنسبة لنا، من أجل العودة مجددا إلى المونديال، أنا فخور لتواجدي مع هذه المجموعة التي تضم نجوما كبيرة، في شاكلة القائد رياض محرز والمتألق سفيان فغولي والموهبة الصاعدة إسماعيل بن ناصر، ولن أدخر أي جهد في سبيل الحفاظ على مكانتي لأطول فترة ممكنة، ولم لا أكتب التاريخ رفقة المنتخب الوطني.
• تبدو مقتنعا بمؤهلاتك ومصرا على الحفاظ على مكانتك مع الخضر ؟
بطبيعة الحال لو لم أكن واثقا من مؤهلاتي لما فكرت أصلا في الاحتراف، كما أن دعوة بلماضي تعد عاملا محفزا بالنسبة لي من أجل بذل مجهودات أكبر، أنا في انتظار الانتقال إلى أوروبا، وبعدها أعدكم بأن آدم زرقان سيكون له شأن كبير، ولم لا أحقق مشوارا أفضل من ذلك الذي حققه الوالد حفظ الله، أنا معنوياتي مرتفعة جدا، خاصة بعد الحديث الذي جمعني بالناخب الوطني خلال آخر تربص، حيث عبر عن إعجابه بمؤهلاتي، وطالبني بالعمل بجد من أجل تطوير مؤهلاتي، كون ذلك هو السبيل الوحيد للحفاظ على مكانتي مع الخضر.
• ماذا يعني لك التواجد في هذا السن بجانب نجوم كبار في شاكلة محرز وفغولي؟
اللعب في هذا السن إلى جانب نجوم من حجم رياض محرز وسفيان فغولي ورايس مبولحي وياسين براهيمي ويوسف بلايلي وبغداد بونجاح والبقية حلم، وبالتالي سأتمسك بهذا الحبل جيدا، حتى أظل في ذات السفينة التي تحمل هؤلاء اللاعبين، ولا أعتقد بأنني سأجد فرصة أفضل من هذه من أجل الاحتكاك بلاعبين من هذا المستوى ومحاولة الاستفادة منهم قدر المستطاع، وأنا الذي أتطلع لمشوار جيد.
• بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
شكرا لكم على منحي الفرصة وآمل أن يزيل عنا المولى عز وجل هذا الوباء عن قريب من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية والاستمتاع بكرة القدم، كما آمل أن يجدد الناخب الوطني ثقته في خدماتي مجددا، وأعده بأنني لن أخذله على الإطلاق، وسأكون عند مستوى تطلعاته في الوقت الذي يقرر الاعتماد عليّ.
م. ب