الأحد 22 سبتمبر 2024 الموافق لـ 18 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

المال قد يحوّل «نعمة» الصعود إلى «نقمة»: نجم القرارم يعود إلى السطوع في سماء الهواة بعد غياب 12 سنة

تمكن نجم القرارم من السطوع من جديد في سماء وطني الهواة بعد موسم استثنائي له في بطولة ما بين الجهات، ليجسد بذلك الحلم الذي انتظره الأنصار على مدار 12 سنة، لأن الفريق كانت له تجربة واحدة في الوطني الثالث، خلال سنة 2007 / 2008، ومنذ ذلك الحين ظل يلازم قسم ما بين الرابطات.

روبورتاج : صالح فرطاس
عودة النجم مجددا إلى حضيرة الهواة يمكن تصنيفها في خانة المفاجآت المدوية، لأن الفريق الذي يشتهر بالتكوين والعمل القاعدي، ويبقى من خيرة المدارس على الصعيد الوطني، والتي أنجبت بزاز وغيره، أصبح في السنوات ألأخيرة يتجنب السقوط إلى الجهوي بفضل «معجزة» تكرر في الجولة الأخيرة من كل موسم، لكن مع كشف الفاف عن مشروعها الجديد لنظام المنافسة شذ «القرارمية» عن المألوف، وأصروا على ضرورة عدم تفويت الفرصة، مادامت بطولة ما بين الرابطات هذا الموسم وضعت كل الأندية أمام خيارين لا ثالث لهما، وذلك إما بالاحتفال بالصعود أو تجرع مرارة السقوط إلى الجهوي، فكانت عودة محمد بوالنمر لرئاسة النادي الخطوة الأولى التي عبّدت طريق الصعود، سيما وأنها مكنت أسرة النادي من التخلص من الإشكال الإداري الذي كان يعيشه النجم كل صائفة.
 ورغم أن ترتيب البيت لم يكن سهلا، خاصة بعد المشاكل الداخلية التي طفت على السطح، إلا أن القطار «الأصفر» دخل مباشرة في صلب الموضوع بمجرد أن دقت ساعة الحسم، وهذا تحت قيادة المدرب بوقرة الذي يبقى على دراية تامة بخبايا النجم، ولو أن اللجنة المسيرة ارتأت اعتماد استراتيجية عمل مبنية على استعادة أبناء المنطقة، في صورة نموشي، بولبريمة، غطوط وبلعطار، وهي عناصر لها خبرة طويلة في أقسام عليا، وعملت على تأطير المجموعة الشابة، ليكون حصاد الفريق في مرحلة الذهاب غير بعيد عن ذلك الذي اعتاد الفريق على جمعه طيلة موسم كامل، وهو مؤشر ميداني كان كافيا لرسم المعالم الأولية للرواق المؤدي إلى وطني الهواة.
مسيرة «القرارمية» هذا الموسم تخللتها بعض الاضطرابات، خاصة وأن إنهاء مرحلة الذهاب كان بهزيمة تاريخية بسيف على يد «القرونة»، مما عجل باستقالة بوقرة، ليكون بوريدان خليفته، ولو أن الإدارة سارعت إلى احتواء الأزمة وطي تلك الصفحة، ليهتدي القطار من جديد إلى السكة الصحيحة باستعادة نشوة الانتصارات، مع استعادة  ثقة «المارد الأصفر»، الذي عاد بقوة إلى المدرجات، وأصبح تواجده في مدرجات ملعب بكير حمدان بقوة، بعدما كان الأنصار قد هجروا الملعب لسنوات طويلة بسبب تراجع النتائج.
النجاح في تجسيد حلم الصعود إلى الهواة وإن جعل الأنصار يعبرون عن فرحتهم الكبير بعودة فريقهم تدريجيا إلى الواجهة فإن هذا الإنجاز قد يتحول من «نعمة» إلى «نقمة»، مادام الرئيس بوالنمر قد ذهب إلى حد الجزم بعدم مواصلته المهام، بعدما صرف قرابة 3 ملايير سنتيم من ماله الخاص، وإشكالية الرصيد البنكي المجمد تبقى أكبر عقبة تعترض مستقبل النجم، فضلا عن عودة «أسطوانة» الأزمة الإدارية إلى الدوران من جديد.

التعداد الكامل للفريق لموسم 2019/ 2020:
حراس المرمى:  رامي بزاز – فارس عشوب –  نبيل مراد.
الدفاع: نصر الدين بن ساسي – مصعب بوغرارة – سفيان مغزيلي – زكرياء نموشي – رياض مقيمح– يوسف ميموني ـ  أيمن بوبة.
وسط الميدان: عبد الرشيد بشيش – أيمن زعيتر – عبد المؤمن بوبكري – عبد الرحيم بوعلي ـ خير الدين بن لوصيف ـ سيف الإسلام العابد ـ عبد الحفيظ مسوس ـ سفيان بولفيلة ـ نذير نموشي.
الهجوم: غانم بلعطار – حسام بولبريمة ـ ياسر غطوط – منصف بومنجل – زين الدين كرفاز – ناجي رملي ـ يوسف بولعيون.
رئيس النادي: محمد بوالنمر
المدرب الرئيسي: زهر الدين بوريدان.
المدرب المساعد: سيد علي بولعسل.
مدرب الحراس: خالد بن شريف.
الكاتب العام: مراد بوراس.
طبيب الفريق: عبد المجيد دفوس
المسيرون: سامي مغزيلي ـ منصف نموشي ـ قابيل بوغرارة ـ علاء الدين بوسمينة ـ سمير حمودي ـ أحسن هقهوق.

رئيس النادي محمد بوالنمر: قــــررت الاستقالـــــة بعد تحقيـــــق حلـــم الأنصــــــــار


• تزامنت عودتك لرئاسة النادي مع نجاح النجم في تحقيق الصعود، فهل كان هذا الهدف مسطرا؟
موافقتي على العودة لرئاسة النجم كانت نزولا عند رغبة الأنصار الأوفياء، لأنني وجدت نفسي في الموسمين السابقين مجبرا على ارتداء ثوب رجل الإنقاذ، والتدخل في المنعرج الأخير من السابق للمساهمة في نجدة الفريق من السقوط إلى الجهوي، وكانت النجاة في الجولة الأخيرة مرتين متتاليتين، لكن المعطيات الجديدة لنمط المنافسة جعلت الأنصار يرفعون عارضة الطموحات عاليا، سيما بعد اعتماد الفاف نمطا جديدا يقضي بصعود 8 فرق على أقل تقدير من كل مجموعة من قسم ما بين الرابطات، وعلى ضوء ذلك فقد وافقت على تولي رئاسة النادي في فترة جد حرجة، وهذا كله من أجل الاستثمار في هذه الوضعية الاستثنائية، والنجاح في قيادة النجم إلى تحقيق الصعود إلى وطني الهواة، بدل تكبد نكسة السقوط إلى الجهوي، وعليه يمكن القول بأن تواجدي على رأس نجم القرارم هذا الموسم كان بنية تجسيد الحلم الذي راود الأنصار الأوفياء، وتفادي التحسر كثيرا بعد فوات الأوان، إنني قبل أن أكون رئيسا للفريق فإنني من المناصرين «الشوفينيين»، وعلاقتي باللونين الأصفر والأسود تعود إلى الطفولة، لما كان النجم ينشط في البطولة الولائية لرابطة قسنطينة.
• نلمس في هذا الكلام الكثير من التأثر، وكأنك وجدت نفسك مجبرا على تحمل مسؤولية رئاسة النادي؟
ما يعيشه نجم القرارم منذ 4 سنوات يضع مستقبل الفريق على كف عفريت، والحديث عن تدخلي دوما في المنعرج الأخير لتفادي السقوط لا يدرج في خانة المدح، بل تأكيد على أنني لا أستطيع التخلي عن النجم في اللحظات الحرجة، وهذا الدافع الذي أرغمني على تحمّل مسؤولية الرئاسة خلال الصائفة الماضية، لأن النادي كان على عتبة الانسحاب النهائي من المنافسة بسبب المشاكل الإدارية التي ظل يتخبط فيها، وقد وافقت على حمل المشعل، رغم عدم تقديم أي حصيلة مالية للمكتب المسير السابق، لأن حلم الظفر بإحدى التذاكر ضمن «كوطة» الصعود كان هدفنا، ولو أننا اصطدمنا في البداية بالكثير من العراقيل التي كادت أن تتسبب في «قبر» المشروع الذي خططنا له، لأنني كنت قد رسمت خارطة طريق، لكنها معطياتها تغيرت جراء المشاكل الكبيرة التي طفت على السطح، فما كان علينا سوى إشهار سلاح الإرادة، والإصرار على رفع التحدي لتجسيد الهدف الذي سطرناه.  
• لكن مسيرة الفريق عرفت بعض التذبذبات خاصة بعد الهزيمة التاريخية على يد اتحاد سطيف؟
سياسة العمل التي انتهجناها هذا الموسم، كانت مبنية بالأساس على المراهنة على أكبر عدد ممكن من أبناء المنطقة، كما أن معرفة المدرب عبد الحق بوقرة بخبايا الفريق كانت من أبرز الأوراق التي تمسكت بها، لأن هذا الخيار سمح لنا بتجاوز العقبات التي واجهتنا، بعد إعادة النظر في عملية الاستقدامات، لتكون ثمار هذه الاستراتيجية نجاح النجم في تحقيق انطلاقة جد موفقة، خاصة وأن التربص الذي أجريناه بتبسة مكن اللاعبين من تدارك التأخر في التحضيرات، سيما من الناحية البدنية، وعليه فإن المشوار في النصف الأول من الموسم كان جد موفق، بدليل أننا لم نخرج من رباعي الصدارة طيلة مرحلة الذهاب، وما حدث في جولة إسدال الستار على مرحلة الذهاب يبقى بمثابة نقطة سوداء، كانت وراءها عدة أطراف اعتادت على الصيد في المياه العكرة، والتي استغلت الأزمة المالية التي يتخبط فيها النادي لتنفيذ مخطط كان يهدف إلى ضرب استقرار الفريق، وافتعال مشاكل من شأنها أن تنعكس بالسلب على النتائج في النصف الثاني من الموسم، وبالتالي الخروج من حسابات الصعود، فكانت الهزيمة الثقيلة بثمانية أهداف دون رد «تاريخية» فعلا، ودفعت بالمدرب بوقرة إلى رمي المنشفة على مضض، ولو أن الحقيقة أن هذه النكسة كانت عبارة عن مخطط مدروس، وقد تصدينا له بجملة من الإجراءات الصارمة، والتي مكنتنا من استعادة توازن المجموعة .   
• في ظل هذه الظروف كيف تنظرون إلى مستقبل الفريق في قسم الهواة؟
أبسط ما يمكن أن أقوله في هذا الشأن أن نجم القرارم ليس ملكية شخصية لي، ومساهمتي في تحقيق العودة إلى الهواة جاءت لتجسيد حلم انتظره الأنصار لمدة 12 سنة، رغم أن الظروف لم تكن سهلة، في غياب أدنى الدعم، مادام الحساب البنكي للنادي يبقى تحت رحمة التجميد تنفيذا لأحكام قضائية سابقة، لأن ديون المواسم الفارطة تتجاوز 3,2 مليار سنتيم، والوضعية الاستثنائية التي عشناها هذا الموسم أجبرتني على تحمل إجمالي مصاريف التسيير من مالي الخاص، وقد عملت على توفير كافة الظروف الكفيلة بتحفيز اللاعبين على تحقيق نتائج تتماشى وطموحاتنا، خاصة قضية العلاوات وكذا العتاد وظروف التنقل، لتكون الحصيلة مصاريف من المال الخاص بقيمة 2,8 مليار سنتيم، بعد تسديد مستحقات اللاعبين، باستثناء منحة الفوز الأخير بعزازقة، مقابل تسوية وضعية النقل، الإيواء والإطعام عن آخرها، وهذا الصعود هو الثاني لي كرئيس للنجم، لكن وبعد نجاحي في تحقيق أمنية الأنصار فإنني قررت الإستقالة، وقراري رسمي ولا رجعة فيه، مهما كانت الظروف، لأن مستقبل النادي يكتنفه الكثير من الغموض وإشكالية الديون السابقة لن تجد طريقها على الحل، وأنا على دراية بأنني لن استطيع الحصول على ديوني الشخصية،  وهذا ليس السبب الذي دفع بي إلى رمي المنشفة، بل أن كل المؤشرات توحي بأن النجم قد ينسحب من المنافسة.

مدرب الفريق زهر الدين بوريدان: كورونا حرمتني من الاحتفال بسادس صعود شخصي لي


• ما تعليقك على مشوار النجم هذا الموسم، خاصة وأنك توليت مهمة التدريب في مرحلة الإياب؟
الحقيقة لا يمكنني إنكارها أنني عندما باشرت مهامي على رأس العارضة الفنية لنجم القرارم وجدت فريقا جاهزا من الناحية البدنية وحتى الفنية والتكتيكية، وهذا بعد العمل الجبار الذي قام به زميلي عبد الحق بوقرة، كما أن إنهاء مرحلة الذهاب في الصف الثالث يبقى بمثابة المؤشر الميداني على جدية العمل المنجز منذ بداية المشوار، وعليه فإن لمستي في أولى المراحل كانت على الناحية البسيكولوجية، سيما وأنني استلمت المهام بعد الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الفريق بسطيف، ولم يكن من السهل تجاوز تلك الأزمة، لكن إلتفاف المسيرين حول الفريق ساهم بصورة مباشرة في طي تلك الصفحة، والتفكير بجدية في المستقبل، وقد ساعدنا في ذات تزامن هذه الفترة مع ركون المنافسة إلى الراحة خلال «الميركاتو» الشتوي.
• وكيف كانت الأمور بخصوص المنافسة، سيما وأنك متعوّد على تدريب أندية في المجموعة الشرقية؟
مستوى المنافسة مختلف تماما في مجموعة وسط شرق بالمقارنة مع ما تعودنا عليه في الجهة الشرقية، لكن حسابات الصعود التي وضعت 8 فرق ضمن القائمة الرسمية جعلت كل اللقاءات صعبة للغاية، مادامت بطولة ما بين الجهات هذا الموسم كانت استثنائية، ومصير كل فريق إما الصعود إلى الهواة أو السقوط إلى الجهوي، وعليه فقد حاولنا مسايرة الريتم الذي كان منتهجا في مرحلة الذهاب، وذلك بعدم التفريط في النقاط في القرارم، مع السعي لحصد نقاط إضافية في تنقلاتنا، وهذا ما سمح لنا بالمحافظة في أغلب الجولات على الصف الثالث، خاصة بعد انفصال جيل برج منايل وشبيبة بومرداس نسبيا عن باقي الكوكبة، ومع ذلك فإن الإنتصار الثمين الذي عدنا به من عزازقة كان كافيا لطمأنتنا على تأشيرة الصعود، إذ أصبحنا بحاجة إلى فوز وحيد داخل الديار في الجولات الأربع المتبقية لترسيم الصعود، وهدفنا كان انتزاع مركز الوصافة، بالنظر إلى رزنامة الجولات المتبقية.
• وماذا عن مستقبلك مع الفريق بعد تحقيق هذا الإنجاز؟
لا أخفي عليكم بأن تواجدي على رأس العارضة الفنية لنجم القرارم كان تلبية لرغبة الرئيس بوالنمر، الذي تربطني به علاقة وطيدة منذ فترة طويلة، وهذا ليس إنقاصا من قيمة هذه المدرسة الكروية العريقة، بل أن ظروف العمل في النادي لا تساعد، خاصة المحيط الخارجي، رغم أن المكتب المسير عمل هذا الموسم كل ما في وسعه لتوفير الأجواء التي مكنتنا من تحقيق حلم الصعود، لكن فيروس كورونا حرمنا من الاحتفال بهذا الإنجاز المحقق، بعد التوقف الاضطراري للمنافسة، كما أن أنصارنا كان يستحقون حفلا كبيرا يتماشى والمجهودات الكبيرة التي بذلوها، لأنهم رافقوا التشكيلة في جميع سفرياتها، وشخصيا كانت أمني النفس أن أعيش لحظات احتفال بسادس صعود لي في مسيرتي كمدرب، لأنني كنت الموسم الفارط قد حققت الصعود من نفس القسم مع مولودية باتنة، وقبلها بثلاث سنوات كان لي انجاز مماثل مع شباب قايس، فضلا عن الصعود مع شباب حي موسى وكذا ما حققته مع شباب جيجل، بالصعود في مناسبتين، وعليه فإن الحديث مع مستقبل نجم القرارم مرهون ببقاء بوالنمر على رأس النادي.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com