شكل قرار لاعب أولمبيك ليون حسام عوار، بمواصلة حمل ألوان القميص الفرنسي، مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام سواء المحلية أو الأوروبية، فيما اختلفت طريقة معالجة خبر «خيار» اللاعب الشاب، ومعها ردود الفعل سواء هنا في الجزائر أو في فرنسا، ما بين فئة تأسفت لضياع «موهبة» تضاف إلى قائمة طويلة، تضم أسماء اختارت المشروع الرياضي للبلد الذي تكونت في مدارسه، وبين معسكر آخر أول اعتبار الأمر باللاحدث، رافضا إعادة سيناريو اللاعب فقير، ومتبنيا رؤية الناخب الوطني جمال بلماضي، الذي كانت له كلمة الفصل فيما يخص طريقة التعامل مع مزدوجي الجنسية»، عندما ربط استدعاء أي لاعب من أبناء العائلات المغتربة بجملة من الشروط، في مقدمتها الإمكانات الفنية وتحمس أي لاعب للدفاع عن القميص الوطني.
إدراج اسم عوار ضمن قائمة المنتخب الفرنسي، المعني بالتربص المقبل ومباراتي السويد وكرواتيا، صحيح أنه وضع حدا للجدل الذي كان مثارا بخصوص الجنسية الرياضية المستقبلية لنجم أولمبيك ليون، حتى وإن أجل فيروس كورونا، ترسيم ابتعاده النهائي عن المنتخب الوطني، كون اسم اللاعب شطب من قائمة المعنيين بذات المعسكر، بعد ثبوت إصابته بالفيروس، غير أنه بالمقابل منح مدرب الخضر «الحق» في طريقة تسييره لملف ذات الفئة من اللاعبين، ومنع أيضا تكرر واقعة اللاعب فقير التي أساءت للفاف ورئيسها السابق محمد روراوة، رغم كون الأخير من مهندسي قانون البهاماس، الذي سمح للمنتخب الوطني بالاستفادة من عديد اللاعبين، ممن تقمصوا في صغرهم ألوان منتخب الديوك.
حسن تسيير ملف المغتربين وجني ثمار قانون البهاماس، ارتبط في وقت سابق باسم الرئيس السابق محمد روراوة، بحكم نجاحه في إدارة الكثير من الملفات (عدا ملف فقير)، حتى أنه وصف مطلع العشرية في فرنسا، رفقة المدرب وحيد حاليلوزيتش ب»ناهبي منتوجات المراكز التكوينية الفرنسية»، ودفعت خطواتها لوغريت إلى حد التفكير في مشروع «عنصري»، يقضي بتقليص عدد حصص الأفارقة والمغاربة في ذات المراكز، ومنها تقليص عدد حالات هروب النجوم من منتخب فرنسا، غير أن ما يحدث مع نجوم «الصف الأول» على غرار بن زيمة وناصري وقبلهما زيدان، يدفعنا إلى وقف انتقاد المسؤولين والكف عن مواصلة انتظار ما تجود به مراكز تكوين الفرق الأوروبية، وتحويل كل وعود النهضة بالتكوين إلى حقيقة، لأن مواصلة تمثيل المنتخب الفرنسي في فئة الأكابر، لم يعد بمثابة الطابو» بالنسبة للجيل الجديد لأبناء المغتربين، الذين حتى وإن بقوا متعلقين بوطن الآباء والأجداد، لكن بعضهم في ذات الوقت لا يتحرج عن الحديث صراحة وعلانية، عن اختيار المشروع الرياضي المناسب! كريم كريد
