رفض المدرب الفرنسي برنارد سيموندي، وصف اختيار عوار الاستمرار مع المنتخب الفرنسي، بالخسارة الكبيرة للمنتخب الوطني، رغم اعترافه أن خريج مدرسة أولمبيك ليون إحدى أفضل المواهب الصاعدة في أوروبا، وقال برنارد سيموندي المدرب الحالي لمنتخب المغرب لأقل من 23 عاما، أن الخضر يمتلكون جيلا مميزا وأسماء كبيرة تسمح للمدرب بلماضي بمواصلة السيطرة على الكرة الإفريقية، كما فضل ذات التقني في حواره مع النصر، استعادة ذكرياته في البطولة الجزائرية التي عمل فيها مع 4 نوادي، وأمور أخرى اختار الخوض فيها والغوص في بعض تفاصيلها.
حاوره: مروان. ب
• مرحبا معك صحفي من الجزائر نوّد التشرف بإجراء حوار معك إن أمكن..
مرحبا بكم وبكل الجزائريين، وأنا تحت تصرفكم في أي لحظة، خاصة وأنني أكن لكم محبة من نوع خاص، بعد تجاربي في الجزائر، والمعاملة الرائعة التي حظيت بها من قبل الجميع، أنا الآن أتأهب لمغادرة الملعب، بعد أن تابعت مباراة في إطار الدوري المغربي، جمعت بين فريقي الجديدة والمغرب التيطواني.
• حدثنا قليلا عن المحطة الجديدة في مشوارك التدريبي ؟
متواجد بالمغرب منذ عدة أشهر أي منذ تعاقدي مع الاتحادية المغربية لكرة القدم، أين تم تعييني كمدرب لأسود الأطلس لفئة أقل من 23 سنة، وأنا أحاول جاهدا تشكيل منتخب قوي قادر على تزويد المنتخب الأول، بأسماء بإمكانها تقديم الإضافة المرجوة، أنا في تواصل مستمر مع الناخب وحيد حليلوزيتش، وهو راض بما أقوم به، سيما وأننا بصدد ترقية بعض العناصر تحسبا للمواعيد المقبلة.
• كيف وجدت العمل مع الناخب المغربي وحيد حليلوزيتش، الذي صنع الاستثناء مع الخضر في مونديال البرازيل 2014؟
هذا المدرب غني عن كل تعريف، والاتحادية المغربية لكرة القدم أصابت بتعيينه كمدرب لأسود الأطلس، كونه قادر على جلب الكثير لهذا المنتخب الذي شارك في نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا، وقدم مردودا مشرفا، رغم توديع البطولة من الدور الأول، أنا سعيد بالعمل مع التقني البوسني وتجمعني به علاقة رائعة، وهو يتابع باهتمام كبير المنتخب الأولمبي، وكان لي لقاء معه مؤخرا، وتحدثنا عن ضرورة متابعة بعض اللاعبين الشبان في أوروبا، واتفقنا على ضرورة ترقية أحد الموهوبين للمنتخب الأول، ولعلمك فإن المنتخب الاولمبي المغربي يتشكل في مجمله من المغتربين.
• ما رأيك في عملك الجديد وأنت الذي كانت لك تجارب مع بعض المنتخبات الإفريقية ؟
مسيرتي التدريبية طويلة وحافلة، سواء مع الأندية أو حتى المنتخبات، وأقصد هنا بعض المنتخبات الإفريقية التي تشرفت بالعمل معها، على غرار غينيا والبنين وبوركينافاسو، ولو أنني لم أكن راضيا بشكل كبير بهذه التجارب، في ظل غياب الإمكانيات التي حالت دون الوصول إلى الأهداف المنشودة، ولكنني تعلمت الكثير من عملي كناخب وطني، وهو ما سهل من مأموريتي لحد الآن مع المنتخب الأولمبي المغربي، أين لم أصادف أي مشاكل، في ظل توفر كافة ظروف العمل، ناهيك عن امتلاك المغرب لشبان متميزين، سواء بالبطولة المحلية أو مختلف الدوريات الأوروبية، أنا متحمس كثيرا لعملي الجديد، وعازم على مد يد العون للتقني البوسني وحيد حليلوزيتش، ولو أننا تأثرنا بعض الشيء، بعد توقف المنافسات لعدة أشهر، بسبب وباء كورونا، ولكن الأمور بدأت تعود لسابق عهدها، وينتظرنا عمل جبار من أجل الوصول إلى الأهداف المسطرة مع الهيئات المسؤولة.
• تعد من المدربين الأجانب الذي عملوا مع عدة أندية جزائرية، في صورة وفاق سطيف وشباب قسنطينة وشبيبة الساورة واتحاد العاصمة، حدثنا عن كل تجربة بالتفصيل ؟
قدومي الأول إلى الجزائر كان سنة 2007، عند تعاقدي مع فريق وفاق سطيف الذي توّجت معه مباشرة بالكأس العربية، وقدمنا آنذاك موسما استثنائيا على كافة الأصعدة والمستويات، في وجود أرمادة من النجوم لا يمكنني أن أميّز أحدا عن الآخر، لقد كانت تجربة فريدة من نوعها، مكنتني من اكتشاف البطولة الجزائرية المليئة بالمواهب، لقد عشت أياما لا تنسى مع الوفاق، وكسبت محبة واحترام الجميع، وفي مقدمتهم الأنصار الذين كانوا يخصونني بمعاملة رائعة جراء كرة القدم الممتعة التي كنا نُقدمها، ولو أن بقائي لم يدم طويلة، واضطررت للرحيل، بعد أن حدثت معي بعض المشاكل، غير أن هذا لم يجعلني نادما على تلك المحطة التي أثرت سيرتي كثيرا، وجعلتني أتلقى فيما بعد اتصالا من فريق جزائري آخر، ويتعلق الأمر بشباب قسنطينة الذي تشرفت أيضا بالعمل معه، وهو الذي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، كما أنه عميد الأندية في الدوري الجزائري.
• ماذا حدث معك في شباب قسنطينة ولماذا لم تُكلل تلك التجربة بالنجاح ؟
بعد مغادرتي وفاق سطيف صوب قطر، أين أشرفت على كل من الخريطيات والأهلي والمنتخب الأولمبي القطري، عُدت من جديد إلى الجزائر عبر بوابة شباب قسنطينة، الذي رسمت انضمامي إليه سنة 2014، ولكن للأسف بقائي على رأس هذا الفريق لم يدم سوى موسم واحد، حيث غادرت عقب مشاكلي مع بعض المسيرين، وهنا أؤكد لكم بأن فريقا بحجم الشباب بحاجة إلى مسؤولين ذوي كفاءة، قادرين على قيادته نحو الأهداف المرجوة، فهذا الفريق يمتلك كافة مقومات النجاح بداية بالشركة المالكة التي تقوم بتوفير كل شيء، مرورا بالملعب الرائع الذي يحتضن مبارياته، وصولا إلى الجمهور الفريد من نوعه الذي هو دوما خلف الشباب، أنا عملت بتفان مع هذا الفريق، وكنت حريصا على قيادته للتتويج بأحد الألقاب، ولكن هناك من عرقل عملي، ولذلك من الضروري أن يحظى هذا النادي بمتابعة خاصة من أجل اعتلاء منصات التتويج، فقد كان لي حديث سابق مع المدرب العالمي روجي لومير عن شباب قسنطينة كونه دربه هو الآخر، واتفقنا على أن محيط الشباب وراء أزماته ومشاكله ويجب تنقيته، إذا ما أراد الأنصار الاستمتاع بالتتويجات التي يفتقدها هذا الفريق، الذي كنت سعيدا بفوزه بلقب البطولة مؤخرا تحت إشراف المدرب عمراني الذي سمعت عنه الكثير.
كما لا يمكنني أن أنسى أمورا أخرى، أعاقت عملي في الشباب، على غرار إجبارنا على خوض مباراتين في يوم واحد، وهنا قمنا بتقسيم الفريق إلى تشكيلتين، الأولى قدتها أنا وكانت معنية بالمسابقة القارية، فيما لعبت الثانية لقاء البطولة، تحت إشراف مساعدي نبيل مجاهد الذي لازلت أتواصل معه لحد الآن.
• حطّ بك القدر بعدها في بشار، بعد أن استلمت زمام العارضة الفنية لنسور الجنوب، ولو أن هذه التجربة لم تتعد هي الأخرى الموسم الواحد، لماذا ؟
تعوّدت على ظروف العمل في الجزائر، وكانت تحدوني رغبة جامحة للنجاح مع شبيبة الساورة، من أجل الرد على ما حصل لي في شباب قسنطينة، ولكن للأسف ظروف العمل في بشار كانت أكثر سوءا، في وجد رئيس على شاكلة زرواطي الذي لا يكتفي بمهامه الإدارية، بل يحاول التدخل في كل شيء، بما في ذلك الأمور الفنية، وهو ما رفضته، لأسارع للرحيل، ولكن صوب فريق جزائري آخر، ويتعلق الأمر باتحاد العاصمة الذي عُينت فيه كمدير رياضي، وحققت معه إنجازا رائعا في مسابقة رابطة الأبطال، بالوصول لأول مرة في تاريخ هذا الفريق إلى نهائي المسابقة الأغلى في القارة، حتى ولو أننا عجزنا عن التتويج أمام تي بي مازيمبي، لأغادر نحو تجربة مغايرة، حيث تم تعييني بعدها كمدرب لنادي أولمبيك الخريبكة بالدوري المغربي، وهو الفريق الذي أوصلني فيما بعد إلى المنتخب الأولمبي المغربي، خاصة وأنني حققت مع خريبكة نتائج رائعة أكدت مؤهلاتي التدريبية، أنا سعيد بمسيرتي وراض عن كافة المحطات بحلوها ومرها.
• بصراحة، لم تندم على تجاربك بالجزائر بعد كل ما عانيته ؟
كيف لي أن أندم، وأنا الذي حصدت مع الوفاق أغلى الألقاب في موسمي الأول بالجزائر، كما اعتبر تجربتي مع السنافر مفيدة، كونها أثرت سيرتي وعلمتني المزيد من الأشياء، دون أن أنسى كل ما مررت به مع شبيبة الساورة واتحاد العاصمة، أنا فخور بعملي في الجزائر، كونه أفادني كثيرا، وجعلني في أريحية الآن في المغرب، على اعتبار أنه لا توجد اختلافات كبيرة بين البلدين.
• بماذا تعلق على مستوى البطولة الجزائرية، مقارنة بما وجدته بالمغرب وتونس وباقي الدوريات العربية؟
مقتنع بشيء واحد، وهو أن بلدان شمال إفريقيا تعج بالمواهب، غير أنها تفتقد للإمكانيات والمرافق التي تسمح لها بتطوير مؤهلات هؤلاء اللاعبين المتميزين، حتى ولو أن هذا الأمر يختلف من بطولة لأخرى، ففي الجزائر مثلا هناك عدة أمور إيجابية لاحظتها خلال تجاربي الأربعة، ولكن الفرق بحاجة حسب وجهة اعتقادي للمزيد من العمل والاجتهاد، من أجل مقارعة فرق في شاكلة الرجاء والوداد في المغرب والترجي الرياضي والنجم الساحلي في تونس، إضافة إلى الأهلي والزمالك في مصر، فالمتتبع لنتائج هذه النوادي العريقة، يجد بأنها مهيمنة على بطولتي رابطة الأبطال وكأس الكونفدرالية، على عكس الفرق الجزائرية، التي اكتفت بتاج قاري وحيد خلال السنوات الأخيرة كان من نصيب وفاق سطيف، فيما فشلت سوسطارة في معانقة اللقب رغم وصولها للمحطة النهائية، على العموم الدوري الجزائري يمتاز بكثرة المواهب، والدليل احتراف عدة لاعبين في السنوات الأخيرة، كما أتذكر بأن الشبان في بروز مستمر، وأنا عن نفسي قدمت للاتحاد سبعة لاعبين من الرديف، تحولوا فيما بعد إلى نجوم الصف الأول، حتى وإن كانت سوسطارة معروفة بخزانها، ويكفي العودة للعناصر التي احترفت لحد الآن، في شاكلة أيوب عبد اللاوي الناشط مع المنتخب ونادي سيون السويسري، فهذا اللاعب يعجبني كثيرا، وأراه قادرا على الوصول لمستويات أكبر.
• إذن كثـرة المواهب أكثـر ما شدك خلال تقييمك لمستوى الكرة الجزائرية ؟
عند الحديث عن كرة القدم الجزائرية، يجب أن نقوم بتقسيم الأمور إلى جزأين، الأول يتعلق بالمنتخب الوطني، وهو الذي يقدم في صورة رائعة مع المدرب جمال بلماضي خلال الأشهر الأخيرة، بدليل تتويجه بنهائيات كأس الأمم الإفريقية بمصر، والجزء الثاني يخص الكرة المحلية التي لا تزال بحاجة لتحسين الكثير من الأشياء، من أجل اللحاق بنظيرتها في تونس والمغرب وحتى مصر، أنا أرى بأن نقص الإمكانيات وغياب المرافق الرياضية الكبرى، وراء المستوى الحالي للفرق الجزائرية، فضلا عن سوء التسيير لدى عديد الفرق، التي تمتلك رؤساء بعيدين كل البعد عن المستوى المطلوب، بحكم عملي مع البعض منهم.
• ماذا عن المنتخب الجزائري ونظرتك له بعد كل ما قدمه في «كان» 2019 ؟
أجزم بأن لا أحد من المتتبعين، قد رشح الخضر للتتويج بنهائيات كأس أمم إفريقيا، قبيل انطلاق البطولة في مصر، وحتى في الجزائر الجميع شكك في مقدرة هذه المجموعة في التغلب على كبار القارة، ولكن المدرب جمال بلماضي، خالف كل التوقعات وقاد هذا الجيل المتميز للفوز باللقب الذي طال انتظاره في الجزائر، أنا لم أرشح منتخبكم، ولكن مع انطلاق البطولة والمستوى، الذي قدمه رفاق محرز كنت على يقين بأن من يلعب بهذه الروح، سيطيح بأي منتخب مهما كان اسمه.
• تبدو معجبا بالمستوى الذي قدمه رفاق محرز في مصر ؟
بطبيعة الحال، شد انتباهي كثيرا مستوى منتخبكم الرائع خلال تلك البطولة التي احتضنتها مصر، حيث قدموا كرة جد حديثة ترتكز على الحضور البدني والفوز بالصراعات الثنائية، مع الاحترام الدقيق لكافة التعليمات، فضلا عن وجود المهارة لدى عديد الأسماء وفي مقدمتها القائد رياض محرز، لقد وقفت على منتخب متعطش للانتصارات، مع وجود الروح التي تميز اللاعب الجزائري عن غيره.
• ألا تعتقد بأن الفضل في كل هذا يعود للناخب بلماضي ؟
دون أدنى شك، لمسة بلماضي كانت حاضرة ولولاه لما كان الخضر أبطال إفريقيا الآن، خاصة وأننا كنا نعلم الوضعية التي كنتم تمرون بها مع من سبقوه على رأس العارضة الفنية، هذا المدرب الشاب نجح في ظرف وجيز في تحديد مكمن الخلل، واستطاع بفضل دهائه وحسن تدبيره من انتشال المنتخب الجزائري من القاع ووضعه في رأس الهرم، أنا أتوقع له مزيدا من النجاحات، خاصة بعد أن اكتسب تجارب أكبر، ولكن شريطة عدم التدخل في مهامه، وتوفير كافة ظروف العمل له.
• تبدو على معرفة شخصية بمدرب الخضر الحالي ؟
أعرف بلماضي جيدا، حيث عملنا سوية في الدوري القطري، وكان يقطن بالقرب مني، ونتبادل أطراف الحديث أحيانا، هو مدرب حازم ومحترم، وأنا سعيد لما حققه مع منتخب بلده، وأتوقع له المزيد من الإنجازات في ظل امتلاكه لجيل رائع.
• إذن تتوقع نجاحات أكبر للجيل الحالي للمنتخب الوطني ؟
أجل من يمتلك مدربا بهذه المواصفات ولاعبين بهذا المستوى، قادر على البصم على نتائج أفضل مستقبلا، ولكن شريطة التعامل مع كافة المعطيات بشكل جيد، فالمتتبع للخضر يجد بأن تعدادهم لم يعد منقوصا من خدمات لاعبي الطراز الرفيع، وأنا أتحدث هنا عن لاعب مانشستر سيتي الانجليزي رياض محرز ومتوسط ميدان أي سي ميلان الإيطالي إسماعيل بن ناصر، فضلا عن مدافع ريال بيتيس عيسى ماندي، وعدة أسماء أخرى تنشط بكبرى الفرق الأوروبية، دون أن أنسى الأسماء المرشحة للالتحاق بكتيبة بلماضي، على غرار الوافد الجديد على نادي نيس الفرنسي أمين غويري، الذي بصم على ثنائية في افتتاح «الليغ 1 «، قبل أسبوع، صحيح هو لا يزال ضمن منتخب آمال الديوك، ولكن أتوقع انضمامه للخضر مستقبلا، كما لا يجب أن أغفل عن يوسف عطال الذي يعجبني كثيرا، وأتمنى رؤيته في نادي أكبر كونه يحوز على إمكانيات بدنية وفنية رهيبة.
• بالحديث عن اللاعبين، ما رأيك في القائد رياض محرز؟
تحدثت كثيرا عن هذا اللاعب، ولا أرى بأنه بحاجة لثنائي، فيكفيه أنه يلعب لأحد أكبر الفرق في العالم، ولا أعتقد بأن مسؤولي مانشستر سيتي ومدربهم بيب غوارديولا أغبياء لهذه الدرجة، حتى يضموه بذلك المبلغ الكبير( أكثر من 60 مليون جنيه استرليني)، أرى بأن وجود لاعبين من شاكلة محرز كفيل بمنح منتخبكم بُعد آخر.
• هناك لاعب صنع الحدث عبر وسائل الإعلام مؤخرا، ويتعلق الأمر بمتوسط ميدان نادي ليون الفرانكو- جزائري حسام عوار الذي اختار مواصلة الدفاع عن ألوان منتخب فرنسا على اللعب لبلده الأصلي الجزائر، ما تعليقك ؟
تابعت كثيرا هذه القضية، كونها حظيت بمتابعة كبيرة، سواء في الجزائر أو فرنسا، خاصة وأن لا أحد كان يعلم بالمستقبل الدولي للاعب ليون حسام عوار، هو كان قادرا كما تعلمون على اللعب لفرنسا أو الجزائر، ولكن فضل الاستمرار في آخر المطاف مع الديوك، وعلى الجميع احترام قراره، فهو ولد بفرنسا وتكوّن بمدارسها، ومن حق الناخب ديديي ديشان عدم تضييع موهبة في شاكلة عوار، حتى وإن كانت مأموريته في خطف مكانة أساسية جد صعبة، في وجود أرمادة من النجوم في وسط الميدان في صورة بوغبا وكانتي وقندوزي وعدة نجوم أخرى، هو في سن 22 ربيعا، ولا يزال أمامه الكثير ليتعلمه، وقد تكون مواسمه القادمة حاسمة، خاصة وأنه يتأهب لخوض تجربة خارج فرنسا، وقد تكون الوجهة جوفنتوس أو السيتي، أنا أراه أحد أفضل المواهب في أوروبا حاليا والدليل ما قدمه في مسابقة رابطة الأبطال، وإن واصل بهذا الشكل سيكون نجما عالميا، كما أود أن أشير إلى نقطة أخرى..
• .. تفضل ما هي !
لم أكن لأتفاجأ لو اختار عوار اللعب لمنتخب الجزائر، كون أصوله جزائرية والمنتخب الحالي الذي يقوده بلماضي لا يرفض أيضا بعد أن توج بلقب «الكان» في نهائيات مصر، أقول للجمهور الجزائري الشغوف بكرة القدم لا تحزنوا، فأنتم تمتلكون لاعبين من طراز عال، كما أنهم شباب وأمامهم الكثير ليقدموه للكرة الجزائرية، القادرة على تحقيق عديد الإنجازات.
• ما رأيك في تألق الأندية الفرنسية، في مسابقة رابطة الأبطال هذا الموسم؟
كفرنسيين تمنينا تتويج باريس سان جيرمان بمسابقة رابطة الأبطال الأوروبية هذا الموسم، غير أن رفاق مبابي سقطوا في المباراة النهائية أمام نادي بايرن ميونيخ العريق، والذي يمتلك خبرة التعامل مع هذا النوع من اللقاءات، لقد أضاع «البياسجي» فرصة التتويج في الشوط الأول بإهداره عديد الفرص السهلة، وسيكون من الصعب إيجاد فرصة مماثلة مستقبلا، وبخصوص نادي ليون، فقد حقق ما هو مطلوب منه وزيادة، فلا أحد رشح هذا الفريق للإطاحة بجوفنتوس ومانشستر سيتي، كما أن أداء شبان هذه المدرسة، كان مشرفا ونال رضى الجميع، على العموم تبقى سنة جيدة بالنسبة للأندية الفرنسية، حتى وإن غابت عن التتويجات.
• في ختام الحوار، ما رأيك في تعيين الدولي السابق مجيد بوقرة مدربا للمنتخب المحلي ؟
مهتم بكل الأخبار، غير أن تعيين الدولي السابق مجيد بوقرة في هذا المنصب لم يصل مسامعي، غير أنني أراه صائبا في ظل المكانة التي يحظى بها هذا الأخير في الجزائر، عقب ما قدمه بألوان الخضر، هو شاب يتطلع لمشوار تدريبي رائع، وأراه مساعدا جيدا للناخب جمال بلماضي، خاصة بعد أن اكتسب بعض الخبرة من تجاربه في قطر والإمارات، أتمنى له حظا موفقا، ولم لا يحقق كل ما يصبو إليه.
• بماذا تريد أن تنهي الحوار ؟
شكرا لكم على منحي هذه الدقائق، وأبعث عبركم بتحية خالصة للشعب الجزائري، وأضرب له موعدا في التظاهرات الكروية، كما أستغل الفرصة لأتمنى الصحة والعافية للجميع، خاصة مع عدم زوال وباء كورونا لحد الآن.
م. ب