الأحد 22 سبتمبر 2024 الموافق لـ 18 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

التغييرات لم تؤثر على المنظومة: «تدوير» التشكيلة لم يفقد الخضر التوازن والديناميكية

جسد المنتخب الوطني بفوزه سهرة أول أمس، على نيجيريا التطوّر الكبير الذي ما فتئ يعيش على وقعه، منذ تواجد جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية، لأن الخضر قدموا مردودا برهنوا به على أن المشروع الرياضي، الذي سطره بلماضي قابل للتجديد ميدانيا، في وجود المادة الخام الكفيلة بتشكيل اللبنة الأساسية، كما أن «شخصية» المجموعة لم تتغير، بالمقارنة مع ما كانت عليه عند صنع الملحمة الكروية التاريخية في الأراضي المصرية قبل 15 شهرا، رغم التغييرات الكثيرة التي طرأت على التشكيلة الأساسية.
ولم يكن الطابع «الودي» للمقابلة، كافيا لتجريد النخبة الوطنية من الروح الجماعية التي زرعها بلماضي في اللاعبين، ولو أن اللافت للانتباه أن الناخب الوطني، فضل المراهنة على 3 عناصر فقط من نواة التشكيلة الأساسية، التي كانت قد توجت باللقب القاري، ويتعلق الأمر بكل من محرز، ماندي وبن سبعيني، مقابل وضع الثقة في بعض العناصر كانت تلازم دكة البدلاء، في صورة الحارس أوكيدجة، عبيد، محمد فارس وديلور، أو دخلت ضمن الخيارات بعد دورة «كان 2019»، على شاكلة حلايمية وبولاية والعائد بلقبلة، لكن هذا التغيير الكبير لم يكن له تأثير كبير على الأداء الجماعي للتشكيلة، لأن العناصر التي تمت المراهنة عليها لم تترك الفراغ، الذي يظهر «فقدان التوازن»، رغم بعض النقائص المسجلة من ناحية المردود الفردي، وهذا الأمر منطقي، لأن بعض العناصر بصمت على ظهورها الأول في التشكيلة الأساسية للمنتخب، ومع ذلك فقد نجحت في كسب الرهان، وتقديم مردود قطع الطريق أمام المحللين والنقاد، لإجراء مقارنة بين العناصر، التي كانت أساسية في «الكان»، وتلك التي عوضتها في هذه الموقعة.
ولئن كان المنتخب الوطني قد جدد الفوز على نيجيريا، بعد ذلك الذي كان في نصف نهائي الطبعة الأخيرة من العرس الكروي القاري، فإن هذه النتيجة  جاءت لتؤكد على أن النخبة الوطنية، بلغت أعلى درجات «النضج» الكروي، سواء في شقه الجماعي أو التكتيكي، لأن تغيير التشكيلة بنسبة كبيرة جدا لم يكن له انعكاس كبير على الأداء المقدم، مادامت المجموعة قد كسبت «هوية»، تتضح معالمها فوق أرضية الميدان، وهذا المكسب مكن الخضر من تأدية مشوار استثنائي، ببلوغ المباراة رقم 19 تواليا دون تذوق مرارة الهزيمة، لأن آخر انهزام للمنتخب الوطني كان ضد البنين بتاريخ 16 أكتوبر 2018، في إطار تصفيات «الكان»، مما سمح لكتيبة بلماضي بتفادي الهزيمة على مدار 722 يوما، والرقم سيرتفع آليا إلى غاية موقعة هذا الثلاثاء ضد المكسيك، حيث سيكون المسعى مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، وتجنب الهزيمة لسنتين متتاليتين.
إقدام الناخب الوطني على القيام بتغييرات جذرية على التشكيلة الأساسية، ولجوئه إلى خيارات جديدة، كان فرصة للمتتبعين من أجل الوقوف على البصمة الواضحة لبلماضي على المنتخب، خاصة من ناحية الروح الجماعية، والتي كانت السلاح الوحيد الذي مكن من تغطية النقائص المسجلة، لأن الطابع الودي للقاء لم يدفع بمحرز إلى التنازل عن الدور الذي اعتاد عليه منذ دورة «كان 2019»، وذلك بصنع اللعب والتحول اضطراريا إلى الدفاع لشل هجمات المنافس، بينما كانت مساهمة حلايمية وبن سبعيني في العمل الهجومي واضحة على الرواقين، وهي معطيات تؤكد على أن إستراتيجية اللعب التي يعتمد عليها بلماضي مبنية بالأساس على «منظومة» متكاملة، والتغييرات التي كانت في هذا اللقاء كانت آثارها من حيث التنسيق والانسجام فقط، مقابل محافظة التشكيلة على توزانها، من خلال عدم المساس بالتوازن المعتاد، لأن العناصر التي تمت المراهنة عليها أدت في مجملها الأدوار المنوطة بها.
أداء النخبة الوطنية سهرة أول أمس، كان امتدادا لما تقدمه التشكيلة منذ اعتلاء بلماضي العارضة الفنية، لأن الروح الجماعية تظهر بصورة جلية، وتوازن المجموعة ساهم بشكل مباشر في بناء «منظومة» منسجمة ومتناسقة فيما بينها، مما يتيح الفرصة أمام أي وافد جديد على الاندماج مباشرة وبسهولة في التشكيلة، دون أن تظهر للعيان نقائص، باستثناء الهفوات الفردية الفادحة، ولو أنها تبقى شبه منعدمة بالنسبة للعناصر الوطنية، وعليه فإن هذا العامل أعطى للنخبة الجزائرية مقومات «الشخصية» القوية، التي أصبحت لا تأخذ في الحسبان قوة المنافسين كمعيار لضبط الخطة المنتهجة، بل أن المنتخب الوطني كسب طريقة لعب مميزة، مبنية بالأساس على المحافظة على عذرية الشباك، مقابل الوصول إلى مرمى المنافسين، مهما كانت درجة قوتهم، وهذا ما تجلى في ودية كولومبيا قبل نحو سنة، وتم تأكيده سهرة أول أمس أمام عملاق أفريقي بحجم نيجيريا.
من هذا المنطلق يمكن القول بأن المعالم الأساسية للمشروع الرياضي التي تحدث عنه بلماضي ارتسمت وبانت للعيان، من خلال المراهنة على وجوه جديدة، لم تواجه أي إشكال لاندماجها في المجموعة، ولم تترك أي مجال لظهور «عدم التوازن»، رغم رياح التغيير التي هبت على التركيبة البشرية، مما يطرح الكثير من الخيارات أمام بلماضي في المرحلة القادمة، لأن الحديث عن مونديال قطر انطلق، وتسيد القارة السمراء كان كافيا لرفع عارضة الطموحات عاليا، في ظل توفر المادة الخام التي تتيح للناخب الوطني، فرصة الاستثمار في إمكانياتها لتجسيد مشروع رياضي، كانت المشاركة المميزة في «الكان»، بمثابة حجر الأساس بالنسبة له.
صالح فرطاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com