لاعب منتخب كرة اليد رضا عريب للنصر

احتراف المواهب مفيد للمنتخب وأنصح بهذا النهج
نصح لاعب المنتخب الوطني لكرة اليد رضا عريب، نفسه وبقية المواهب الصاعدة في هذه الرياضة، بالإسراع في مغادرة البطولة المحلية لتطوير مهاراتهم، من خلال البحث عن مناخ جيد يسمح بصقل المهارات، وقال لاعب المجمع البترولي، الذي يحضر مع النخبة الوطنية لمونديال مصر في حوار مع النصر، إن واقع اليد الجزائرية يثبت بأنها تحتاج لما يشبه الثورة، التي تبدأ بإعادة الاعتبار للاعبين وتوفير الإمكانات لاسترجاع بريق الخضر، كما تطرق عريب إلى تحضيرات المنتخب والمشاكل والمعوقات، التي تصاف الناخب الوطني آلان بورت في تحضير المونديال، خاصة بعد توقيف التربص الثالث، وعدم إيجاد حل لمشكل الوديات، فيما خص من جانب آخر زميليه بركوس وعابدي بوصف مميز بالنظر لما يقدمه هذا الثنائي.
لا نعلم موعد التربص الجديد وكورونا أخلط برنامج بورت
* تم إلغاء تربصكم الأخير بعد أيام قليلة عن انطلاقه، ماذا حدث معكم بالضبط ؟
أجل كنت حاضرا رفقة المجموعة، خلال التربص الأخير الذي تم توقيفه، بسبب تعرض خمسة أفراد للإصابة بفيروس كورونا، وكما هو معروف تقوم الاتحادية قبل الشروع في أي معسكر إعدادي، بإجراء التحاليل الخاصة بالكشف عن كوفيد 19 تفاديا لانتقال العدوى، وبعد ظهور النتائج، كان لزاما على المسؤولين تسريح الجميع بناء على البروتوكول الصحي المتفق عليه، قبل السماح بالعودة للتدريبات.
* هل لديكم علم بخصوص موعد التربص الجديد ؟
كما تعلمون الناخب الوطني آلان بورت، كان قد ضبط برنامجه التحضيري، بمجرد ضمان المشاركة في مونديال مصر، حيث اختار بعض البلدان خارج الجزائر للاستعداد، ولكن بسبب الجائحة وتوقيف كل الرحلات من وإلى الجزائر وجد نفسه مضطرا لتعديل برنامجه والاكتفاء بالتحضير داخل أرض الوطن، على أن ننتظر منه إشارة من أجل الدخول في معسكر جديد، خاصة وأن الوقت لم يعد في صالحنا.
* يبدو من حديثك أنكم قلقون بخصوص تأخر التحضير للمونديال المقبل؟
لا نستطيع القول أننا متأخرين، كما لا يجب أن ننكر ذلك، بعد آخر المستجدات، ولعل أهمها إلغاء التربص الأخير، ولو أن أكثر ما يقلقنا هو غياب الوديات، التي تسمح لنا بالوقوف على مدى استعداداتنا، على عكس الجاهزية البدنية، التي أرى بأنها في المستوى نظير المعسكرين اللذين أقمناهما بسيرايدي في أعالي مدينة عنابة.
كرة اليد تعيش مشاكل جمة وتحتاج لوقفة المسؤولين
* في ظل كل ما يحدث، ما هو خطاب الناخب الوطني لكم للحفاظ على التركيز؟
كلنا يعلم بأن الفترة ليست سهلة بسبب وباء كورونا، والعمل هو سبيلنا الوحيد لتجاوز كافة المطبات، كما أن آلان بورت لا يبخل علينا بالنصائح للإبقاء على المجموعة جاهزة للتحديات التي تنتظرنا، ولعّل أبرزها بطولة كأس العالم، التي ستكون فرصتنا لرد الاعتبار لكرة اليد الجزائرية، الغائبة عن هذا المحفل في آخر نسختين.
* هل شاركت في البطولة الإفريقية الأخيرة بتونس ؟
أجل كنت ضمن المجموعة التي شاركت في البطولة الإفريقية الأخيرة، والحمد لله حظيت بفرصة المشاركة، وحاولت تقديم كل ما أملك في سبيل مساعدة الفريق على الوصول إلى الهدف المسطر.
* بصراحة، هل أنتم راضون بالمرتبة الثالثة في تلك البطولة ؟
بالنظر إلى الوضعية التي كانت تمر بها كرة اليد الجزائرية، أعتقد بأن إنهاء البطولة في الصف الثالث كان إنجازا، كما لا يجب أن تنسوا بأننا قد حققنا الهدف، الذي انتقلنا من أجله إلى تونس، والمتمثل في التأهل إلى المونديال، وهو المحفل الذي غبنا عنه مؤخرا، بسبب نتائجنا السيئة في آخر نسخ من البطولات الإفريقية.
* ما رأيك في مجموعتكم خلال المونديال، والتي ضمت كلا من أيسلندا والبرتغال والمغرب ؟
المجموعة صعبة للغاية عكس ما يعتقده الكثيرون، ويكفي أن أيسلندا والبرتغال، من خيرة المنتخبات في أوروبا والعالم، ونتائجهما في كبرى التظاهرات خير دليل على ما أقول، وحتى المنتخب المغربي الشقيق قوي جدا، ولم نتخطاه في البطولة الإفريقية سوى بصعوبة كبيرة، ولكن إن كنا نرغب في العبور للدور الثاني، في بطولة العالم المقبلة ليس لنا بديل عن الانتصار على الأشقاء، وهذا متاح كوننا أفضل منهم على كافة المستويات، حتى وإن كان الحديث سابقا لأوانه.
* ماذا عن الدورة المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو ؟
لكل مقام مقال، ولكننا ندرك صعوبة ما ينتظرنا خلال الدورة المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية المقبلة، أين سنكون على موعد لمواجهة كبار منتخبات العالم، ولكننا لن ندخل في ثوب الضحية، بل سنحاول تقديم كل ما نملك، وكلنا ثقة في مقدرتنا على تحقيق المفاجأة.
* حدثنا عن فريقك (المجمع البترولي)، وكيف تقيم موسمك حتى وإن لم يكتمل بسبب وباء كورونا؟
موسمي كان رائعا حتى وإن لم يكتمل، حيث بدأناه بالكأس العربية التي وصلنا إلى محطتها النهائية وكانت التجربة مفيدة للاعبينا، كون غالبيتهم لم يلعبوا نهائي مثل هذه المنافسة، وبالتالي استفادوا كثيرا من الاحتكاك بالمستوى العالي.
وجود بركوس مؤثر وعابدي أفضل لاعب صاعد
* ألا تفكر في مغادرة المجمع البترولي لخوض تجربة احترافية ؟
قررت البقاء لموسم إضافي في الجزائر، بسبب الجائحة التي جمدت كل شيء، وجعلت العروض تقل، ولكن طموحي في اللعب في أوروبا لا يزال قائما، وسأحقق حلمي عاجلا أم آجلا.
* هل من رسالة تقدمها لزملائك في المنتخب الوطني ؟
لدي نصيحة للشبان، بعدم التفريط في الفرص إن أتيحت لهم، وعدم البقاء في البطولة المحلية التي تتخبط في مشاكل بالجملة، أنا أدعم كل من يرغب في الاحتراف بأوروبا، لأن ذلك سيفيده على الصعيد الشخصي، كما سيجعل المنتخب الوطني أكثر قوة، نظير امتلاكه عديد العناصر التي تنشط في المستوى العالي.
* كيف وجدت العمل مع آلان بورت ومساعده الطاهر لعبان ؟
من خلال عملي مع التقني الفرنسي، وقفت على نقطة مهمة تتمثل في منحه الفرصة للجميع، كما أنه يركز كثيرا على العامل البسيكولوجي، كونه يدرك مدى أهميته، في إعداد اللاعبين لكبرى البطولات، أنا أتشرف بالتواجد مع آلان بورت، كما أن مساعده لعبان لا يبخل علينا بشيء، ويعد حلقة الوصل بيننا وبين المسؤولين، وحتى الرجل الأول على مستوى العارضة الفنية للمنتخب الوطني.
* من هو قدوتك في كرة اليد العالمية ؟
الدولي الفرنسي لوكا أبالو مثلي الأعلى، كونه من خيرة الأجنحة في السنوات الأخيرة.
تداركنا النقص البدني والوديات ما ينقصنا
* من تراه أحسن لاعب جزائري في الوقت الحالي ؟
دون أدنى شك، مسعود بركوس أفضل لاعب جزائري، نظير ما يقدمه مع المنتخب الوطني على مدار السنوات الأخيرة، حيث لطالما كان تواجده مؤثرا.
* وإن طلبنا رأيك بخصوص أفضل لاعب صاعد، ماذا تقول ؟
هناك عدة مواهب صاعدة، ولكنني أرى لاعب تولوز الفرنسي أيوب عابدي أفضل لاعب صاعد، لعديد الاعتبارات أبرزها تواجده بالمستوى العالي، الذي سمح له بتطوير مؤهلاته أكثر، كما سيجعله أفضل بكثير مما عرفناه من قبل.
* حدثنا عن المنافسة على المناصب في المنتخب الوطني ؟
المنافسة تصب في صالحنا وتزيد من الخيارات لدى الطاقم الفني، كما تجعل الجميع جاهز لأخذ الفرصة، خاصة وأن المدرب آلان بورت سيكون بحاجة لكافة العناصر، في ظل التحديات التي تنتظرنا، وفي مقدمتها المونديال والدورة المؤهلة للأولمبياد.
* ما تعليقك على الوضع الراهن لكرة اليد الجزائرية ؟
كرة اليد الجزائرية تحتاج أشياء كثيرة، منها رد الاعتبار للاعب لأنه يمر بظروف جد صعبة، كما يتوجب على السلطات المعنية الوقوف إلى جانب هذه الرياضة، من خلال توفير الدعم المطلوب، ومنح الفرصة للكفاءات القادرة على تقديم الإضافة، خاصة للمنتخب الوطني الذي هو الصورة الأولى لكرة اليد الجزائرية.
* بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
تابعت حواراتكم مع كافة الأبطال وخاصة رياضيي كرة اليد، وأنتم مشكورون على العمل الجبار الذي تقومون به، كما آمل أن نلتقي في فرص أفضل، ويكون الوباء قد زال كونه أفسد كل شيء، وجعلنا في حيرة من أمرنا منذ عدة أشهر.
حاوره: مروان. ب