تتجه أنظار المتتبعين لبطولة الرابطة المحترفة الأولى زوال اليوم صوب ملعب الشهيد خليفي بعين مليلة، الذي سيكون مسرحا لقمة واعدة، ينزل من خلاله البطل شباب بلوزداد في ضيافة الجمعية المحلية، في مباراة تبقى القاسم المشترك فيها سعي كل طرف لتأكيد دخوله الموفق هذا الموسم، ولو أن أبناء «العقيبة» كانوا قد دخلوا مباشرة في صلب الموضوع بريتم أعلى من ذلك الذي كانوا قد رفضوه الموسم المنصرم.
هذه القمة تعد بالكثير من الإثارة والتنافس، لأن تشكيلة «لاصام» تراهن على عامل الأرض لانتزاع النقاط الثلاث، وهذا الإنجاز سيمكنها من ضرب عصفورين بحجر واحد، لأن الفوز سيمكنها من اعتلاء كرسي الريادة بعقد شراكة، على الأقل مع القائد الحالي للقافلة وفاق سطيف، فضلا عن نيل شرف إذاقة البطل شباب بلوزداد مرارة الهزيمة، بعدما استهل مشواره بسلسلة من الانتصارات المتتالية، انطلاقا من التتويج بكأس «السوبر»، مرورا بالفوز على النصر الليبي ذهابا وإيابا في دوري أبطال إفريقيا، وصولا إلى اصطياد «كناري» جرجرة بالقوة الثالثة في عشه بتيزي وزو، وهي سلسلة تؤكد على «الفورمة» العالية التي تتواجد عليها تشكيلة الشباب، والتي ستعمل على الخروج من عين مليلة بنتيجة إيجابية، لأن تفادي الهزيمة يفتح أمامها الأبواب للارتقاء إلى الصدارة، في انتظار تسوية الرزنامة.
قمة عين مليلة، وإن تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات في ظل سقوط ورقة الجمهور من الحسابات التي ترجح كفة أصحاب الأرض بسبب جائحة كورونا، فإنها تضع «لاصام» أمام واحد من أصعب الاختبارات، خاصة وأنها كانت قد نجحت في تدارك التذبذب المسجل في تحضيراتها بانتزاع 4 نقاط في مقابلتين، لكن المأمورية ستكون جد معقدة أمام ضيف من العيار الثقيل، احتكت عناصره بأجواء المنافسة الرسمية على عدة جبهات، و»سيناريو» تيزي وزو كان بمثابة المؤشر الميداني الذي دفع بالمتتبعين إلى الاعتراف بقوة البطل في رحلة الدفاع عن تاجه، وأبناء «قريون» سيواجهون البطل بعين على النقاط الثلاث لمواصلة سلسلة نتائجهم الإيجابية في بداية هذا الموسم وأخرى على عرش الصدارة.
بالموازاة مع ذلك فإن فريق مولودية الجزائر يتواجد في رواق مفتوح لتدعيم الرصيد بثلاث نقاط إضافية، يكون وزنها إبرام عقد شراكة مع الرائد الحالي وفاق سطيف، لأن «الشناوة» سيستقبلون أولمبي المدية «الجريح» في مقابلة غير متكافئة على الورق، على اعتبار أن الزوار يتخبطون في دوامة من المشاكل الداخلية، بسبب طفو قضية مستحقات اللاعبين مبكرا، بصرف النظر عن عدم قدرة تشكيلة «التيطري» على التأقلم بسرعة مع أجواء حضيرة «الكبار»، بدليل تواجدها في الصف الأخير، بعد الاكتفاء بحصد نقطتين من لقائين داخل الديار، على العكس من المولودية العاصمية التي كانت قد نجحت في انتزاع 4 نقاط من سفريتين، وبنفس «السيناريو»، ببصمة هداف الوقت القاتل فريوي، وأول ظهور لها داخل القواعد قد يسمح لها باعتلاء الصدارة، قبل التفرغ للمنافسة الإفريقية واستضافة نادي بافلز البنيني في المقابلة «الاشكالية» التي أخلطت حسابات المدرب نغيز.
ص/ فرطــاس