خلفت الخسارة المرّة التي تكبدها شباب قسنطينة أمام مولودية الجزائر أمس الأول بملعب 5 جويلية، في اللقاء المتأخر عن الجولة الرابعة، ردود أفعال طبعها الاستياء لدى محبي اللونين الأخضر والأسود، فيما اشترك الكثير من الأنصار في جزئية تحميل التقني عبد القادر عمراني المسؤولية الأكبر، كونه أبان عن محدوديته في قراءة المباراة على عكس نظيره نبيل نغيز، الذي ظفر بالنقاط الثلاث رغم الورطة التي أوقعه فيها لاعبه حراق، المطرود بالبطاقة الحمراء بداية من الدقيقة 29.
والمتتبع لمباراة الكلاسيكو بين الشباب والمولودية يستغرب التعامل المحير للمدرب عمراني مع مجريات اللقاء، خاصة بعد النقص العددي الذي تعرض له المنافس، ففي الوقت الذي كان الجميع ينتظر إخراج أحد لاعبي الدفاع والزج بمهاجم ثان إلى جانب بن طاهر، فضل التقني التلمساني استكمال المواجهة بخمسة مدافعين، في خرجة صدمت الكثيرين، والبداية بمدرب المولودية الذي سارع لإجراء بعض التعديلات على تشكيلته، بإشراك حداد معاد كقلب دفاع ثالث، ظنا منه برمي السنافر بكامل ثقلهم نحو الهجوم، بغية افتكاك نقاط في المتناول، والسعي للرد على هزيمة الموسم الماضي بملعب الشهيد حملاوي، بعد أن خسر رفاق بن عيادة بنتيجة (3/2) في لقاء سجل فيه فريوي ضربتي جزاء.
ويوجد المدرب عمراني محل انتقادات واسعة سواء من قبل المتتبعين أو الأنصار، إلى درجة أن هناك من طالب برحيله، ولو أن الأمر سابق لأوانه، على اعتبار أن الفريق لا يزال في بداية الموسم، والمدرب قادر على تعويض ما فاته، خاصة إذا ما نجح في إيجاد حل لمشاكل الشباب داخل الديار.
ومن المقرر أن يتعرض عمراني لمساءلة الأنصار خلال حصة الاستئناف، على اعتبار أن الخسارة مع المولودية كانت عسيرة الهضم، في ظل المعطيات التي كانت تصب في صالح السنافر، قبل أن يصدمهم عمراني ببقائه في الخلف، وهو ما جعل نغيز وأشباله يطمعون في افتكاك النقاط الثلاث، قبل أن يكون لهم ذلك، بعد عمل فردي ممتاز من قبل اللاعب السابق للسنافر عبد النور بلخير، الذي راوغ وسدد كرة أرضية ردها الحارس رحماني بصعوبة، لتجد البديل الناجح براهيمي ليضعها في الشباك.
ويتساءل الجميع عن جدوى التغييرات المتأخرة لعمراني، الذي رمى بكل أوراقه الهجومية، ولكن مع الاحتفاظ على نفس الأسلوب التكتيكي الذي لم يأت أكله، حتى وإن كان وراء الفوز المسجل أمام اتحاد العاصمة قبل ذلك، ولكن ظروف ومعطيات مباراة المولودية، كانت تقتضي المجازفة بتشكيلة هجومية، على اعتبار أن المنافس لم يكن ليقاوم، في وجود حكم عادل وأرضية رائعة وافتقاد المحليين لمساندة أنصارهم وما يشكلونه عادة من ضغط على الفرق المنافسة.
مروان. ب