باتت الإقالات والاستقالات المتكررة للمدربين السمة الأبرز للموسم الحالي، وجاءت آخر الفصول الدرامية لهذه الظاهرة من نادي أولمبي أقبو، الذي قرر التخلي عن خدمات الفرنسي دينيس لافان، ليكون بذلك ثالث مدرب يغادر العارضة الفنية للفريق الصاعد حديثا، بعد فسخ عقدي معز بوعكاز ومنير زغدود. ولم يكن قرار إقالة لافان سوى حلقة جديدة في مسلسل الإقالات المتواصلة هذا الموسم، حيث شهدت البطولة الوطنية فقدان 19 مدربا لمناصبهم، مقابل 3 استقالات فقط، من بينهم عبد الحق بن شيخة، عبد القادر عمراني (شباب بلوزداد) والفرنسي إيريك شال.
وتعكس هذه الأرقام بوضوح أزمة الاستقرار التي تعاني منها الأندية الجزائرية، في ظل غياب رؤية طويلة المدى من الإدارات، التي تفضل التغيير السريع بحثا عن نتائج فورية، ولو كان ذلك على حساب الاستقرار الفني.
ورغم أن أولمبي أقبو حديث العهد بدوري الأضواء، إلا أنه بات من أكثر الفرق اضطرابا على المستوى الفني، فمنذ بداية الموسم، لم يتمكن أي مدرب من الصمود طويلا على رأس العارضة الفنية، ما يعكس حالة التخبط التي تعاني منها إدارة الفريق، وعدم قدرتها على وضع إستراتيجية واضحة لتحقيق الأهداف. وأثار قرار التخلي عن لافان حفيظة الأوساط الكروية والجماهيرية، حيث اعتبرت العديد من الآراء أن كثرة التغييرات لا تخدم مسار الفرق، بل تُعمّق من أزمته، خاصة وأن الاستقرار الفني، يعد أحد أهم عوامل النجاح والتطور. ورغم محاولات الاتحاد الجزائري والرابطة المحترفة وضع حد لهذه الفوضى، عبر سن قوانين تمنع أي مدرب من الإشراف على أكثر من فريقين في موسم واحد، إلا أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لكبح نزيف الإقالات والاستقالات، بدليل الأرقام المرتفعة المسجلة هذا الموسم.
سمير. ك
