تضع الجولة التاسعة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى، والتي ستجرى كل مبارياتها استثنائيا هذا الجمعة، كرسي الريادة في المزاد، ومحل صراع عن بعد بين القائد الحالي للقافلة وفاق سطيف وصاحب الوصافة مولودية الجزائر، بالنظر إلى الوضعية التي يتواجد فيها كل فريق، خاصة «السطايفية» الذين سيكونون على موعد مع «ديربي» آخر بالخروب، عند النزول في ضيافة شباب قسنطينة، بينما يسعى «الشناوة» لاستغلال فرصة اللعب داخل الديار لتحقيق فوز، قد يكون بوزن عرش الصدارة، حتى قبل تسوية الرزنامة.
من هذا المنطلق، فإن أنظار المتتبعين ستتجه صوب ملعب عابد حمداني بالخروب، الذي سيكون مسرحا لقمة تقليدية للقاعدة الشرقية، ويلتقي فيها شباب قسنطينة ووفاق سطيف بقاسم مشترك، يتمثل في شعار «السعي للتدارك»، لأن «النسر الأسود» كان قد انقاد إلى هزيمة بملعبه في الجولة الماضية، هي الأولى له منذ بداية الموسم، مما يجعل تشكيلة المدرب الكوكي، تبحث عن نتيجة إيجابية تشفع لها بتمرير الإسفنجة على هذا التعثر، وبالتالي النجاح في المحافظة على كرسي الريادة، ولو بعقد شراكة، سيما وأن الوفاق كان قد نجح في جميع الاختبارات، التي خاضها خارج قواعده منذ انطلاق المنافسة، بدليل أنه عاد بالفوز في سفرياته الأربعة السابقة، إلا أن مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية» أمر صعب التجسيد ميدانيا، على اعتبار أن شباب قسنطينة، يبقى بدوره مطالبا بالخروج بالنقاط الثلاث، لطي صفحة «النكسات، مادامت الانطلاقة المتعثرة كانت قد عجلت برحيل المدرب عمراني، والسنافر لم يتذوقوا نشوة الفوز سوى مرة واحدة منذ انطلاق الموسم، وهي معطيات كفيلة بالرفع من قيمة الرهان في هذا «الكلاسيكو»، في ظل بحث كل طرف عن النقاط الثلاث.
تواجد «السطايفية» على المحك بالخروب، من شأنه أن يفتح الطريق أمام مولودية الجزائر لاعتلاء عرش الصدارة، خاصة وأن تشكيلة المدرب نغيز ستستفيد من فرصة اللعب داخل الديار، وتخوض بالتالي اختبار تأكيد »الفورمة» العالية التي تتواجد فيها، رغم أن المهمة تبدو «مفخخة»، لأن جمعية عين مليلة تراهن من جهتها على العودة بنتيجة إيجابية، من أجل استعادة التوازن، بعد انهيارها داخل القواعد في الجولة الفارطة، ولو أن الأفضلية تبقى ترجح كفة «الشناوة»، للخروج من هذه المواجهة بانتصار.
هذه الجولة، يبقى يميزها طابع «الديربي» الذي تكتسيه عديد المباريات، لكن بعض الأندية ستعمل على تأكيد نواياها الجادة، بعد الاستفاقة الملحوظة، في صورة أولمبي المدية، مولودية وهران، شبيبة الساورة، اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل، بينما تسعى فرق أخرى لتدارك ما ضاع منها، وعليه فإن القاعدة الغربية ستكون تحت ضغط عال، باحتضانها قمتين واعدتين، الأولى بوهران، في «كلاسيكو» تقليدي بخلفيات الماضي بين «الحمراوة» وجمعية الشلف، والثانية ببلعباس، ويستضيف فيه الإتحاد المحلي الجار وداد تلمسان، في مباراة تعد بمثابة قمة المؤخرة، بينما تتقاسم شبيبة الساورة طموح التأكيد مع شبيبة القبائل، في رحلة بحث «الكناري» عن فك العقدة التي تلاحقه في عقر الديار.
على صعيد آخر، سيحط نجم مقرة رحاله بالجزائر لملاقاة نصر حسين داي، في مقابلة يبحث فيها الضيوف عن أول نقطة لهم خارج الديار، في حين تبدو مهمة شبيبة سكيكدة معقدة أمام نادي بارادو، وكذلك الحال بالنسبة لإتحاد بسكرة الذي سينزل ضيفا على أولمبي المدية «المتمرد»، ليبقى أهلي البرج يواصل رحلة النجاة، بعد ارتداء المدرب عزيز عباس ثوب رجل الإنقاذ، ومباراة الغد أمام اتحاد الجزائر ستكون محطة، للوقوف على مدى نجاعة مخطط الإنقاذ الذي تم تسطيره.
ص / فرطــاس