القرار يعود بالبطولة الوطنية من الاحتراف إلى الهواة
أكد رئيس دفاع تاجنانت الطاهر قرعيش بأن قرار منع جلب اللاعبين الأجانب لا يتماشى و الخطوة التي قطعتها الأندية الجزائرية نحو عالم الاحتراف، لأن اعتماد البطولة المحترفة يمر عبر دفتر شروط، نموذجه الأساسي مستنبط من القوانين المعمول بها في الفيفا، والتي ترخص في جميع بلدان العالم بضم لاعبين أجانب، مع ترك سلطة القرار للاتحادات الوطنية من أجل ضبط العدد المرخص به.قرعيش أوضح في هذا الصدد في دردشة مع «النصر» بأن القرار يدحرج آليا البطولة الجزائرية من درجة الاحتراف إلى منافسات الهواة، لأن المنع النهائي لتواجد اللاعبين الأجانب يقلل من قيمة البطولة على الصعيد العالمي، كما أنه يعتبر تقييدا لتسيير النوادي، رغم أن قانون الاحتراف يجعل الفرق مسيرة من طرف شركات رياضية، واللاعبون الأجانب هم عبارة ـ كما قال ـ « عن موظفين على غرار الكفاءات الأجنبية التي يتم جلبها في باقي القطاعات، ومشكل تسديد الرواتب ليس حجة كافية لتبرير المنع الكلي، لأن هناك إجراءات قانونية يتم إتباعها و تسمح لكل فريق بتسديد مستحقات لاعبيه الأجانب بطرق قانونية بالعملة الصعبة».رئيس «الدياربيتي» أشار في معرض حديثه بأنه يحترم قرار المكتب الفيدرالي بصفته الهيئة المخول لها قانونا السهر على تسيير المنظومة الكروية الوطنية، لكنه أكد بالموازاة مع ذلك بأن مثل هذه القرارات كان من الأحسن أن تكون بعد استشارة كل الأطراف المعنية، لأن رؤساء الأندية طرف مباشر في القضية، و لم يكونوا على دراية بهذا الأمر إلا بعد الإطلاع على بيان اجتماع المكتب الفيدرالي، و هنا فتح محدثنا قوسا ليستطرد قائلا: « تواجد اللاعبين الأجانب أمر ضروري، في ظل دخولنا عالم الاحتراف، كما أنهم يساهمون في رفع المستوى الفني، لأن العديد منهم برز في الجزائر، و كان من الأجدر أن يتم تقليص العدد المسموح به على مراحل، مع تشديد شروط التأهيل».
من هذا المنطلق خلص قرعيش إلى القول بأنه يساند مقترح تقليص عدد الأجانب في كل فريق محترف إلى عنصرين فقط، شريطة حيازة كل واحد منهما على إجازة دولية سارية المفعول، من أجل ضمان جلب لاعبين دوليين فعليين، وبالتالي العمل على رفع المستوى الفني للبطولة الجزائرية، معتبرا التحجج بتهميش اللاعب المحلي غير منطقي، حيث أشار في هذا الإطار إلى أن فريقه وبعد صعوده التاريخي إلى الرابطة المحترفة الأولى سارع إلى ضم عناصر شابة من فرق أخرى على غرار أمقران و مؤذن، مع المراهنة على 3 أفارقة لتأطير المجموعة، ليكون معدل العمر دون عتبة 24 سنة، وهو ما اعتبره دليلا على تشجيع العناصر المحلية، رغم أنه أوضح بالمقابل بأن اللاعب المحلي يبقى خارج نطاق الخدمة في المنتخب الوطني، ولا يمكنه تحسين و تطوير إمكانياته في حال عدم الاحتكاك بالمستوى العالي.
حــاوره: صالح فرطــاس
