يضع الشطر الأول للجولة 12 لبطولة الرابطة المحترفة، متصدر الترتيب وفاق سطيف أمام واحد من أصعب الاختبارات، وذلك بتنشيطه قمة تقليدية يستضيف من خلالها مولودية وهران، في مباراة تعد بالكثير من الإثارة والتنافس، وتكتسي نتيجتها أهمية بالغة في حسابات قمة الهرم، في الوقت الذي تسعى فيه بعض النوادي لتأكيد الصحوة والانتفاضة، كما هو الحال بالنسبة لشباب قسنطينة، نصر حسين داي ووداد تلمسان، بينما تبحث جمعية عين مليلة عن فك العقدة، التي أصبحت تلازمها داخل الديار، وكذلك الشأن بالنسبة لإتحاد بسكرة.
وإذا كان الوفاق السطايفي، مطمئن على عرش الصدارة لجولة أخرى على الأقل، بالنظر إلى الفارق الذي يفصله عن أقرب الملاحقين، فإن استضافته لمولودية وهران تضعه أمام العديد من الرهانات، انطلاقا من رحلة البحث عن فوز داخل القواعد، بعد تسجيل تعثرين متتاليين بسطيف، لأن «النسر الأسود» ضيّع 7 نقاط بملعبه في الجولات الفارطة، ووضع حد لنزيف النقاط في عقر الديار، يمر عبر تخطي عقبة «الحمراوة»، وهو ما من شأنه أن يمكن الوفاق من تعزيز مركزه الريادي، وتعميق الفارق عن أقرب المنافسين، ولو بصفة مؤقتة إلى معدل تنقيط مقابلتين، ولو أن مأمورية «السطايفية» تبدو جد معقدة، لأنه وفضلا عن عقدة ملعب 8 ماي التي أصبحت تلاحقهم، فإن ضيف هذه الأمسية من نوع «خاص»، بحكم أن أبناء «الباهية» يجيدون التفاوض في تنقلاتهم، وقد سبق لهم إحراز 5 تعادلات خارج وهران.
من جهة أخرى، سيكون مركب العالية ببسكرة مسرحا لقمة واعدة، ينزل فيها شباب قسنطينة في ضيافة الإتحاد المحلي، في مواجهة تبقى مفتوحة على كل الإحتمالات، لأن أصحاب الأرض، كانوا قد عادوا بتعادل ثمين من العاصمة، لكنهم لم يتذوقوا أي فوز على مدار 10 جولات متتالية، وانتصارهم الوحيد كان في محطة التدشين، واستقبال «السنافر» يتزامن مع أول خرجة رسمية للمدرب الجديد آيت جودي، في الوقت الذي ستخوض فيه تشكيلة الشباب هذه المواجهة، بنية تأكيد الصحوة المحققة في الجولة الماضية، وهذا تحت أنظار المدرب ميلود حمدي، وقد اعتادت على العودة من عاصمة الزيبان بنتائج إيجابية، وإثبات علو كعبها في قمة اللونين الأسود والأخضر.
وعلى نفس الموجة، تتواجد جمعية عين مليلة، التي لم تتذوق نشوة الفوز في آخر 4 مباريات، وتسعى لفك عقدة مركب الشهيد خليفي، من خلال الاستثمار في أزمة الضيف إتحاد بلعباس، في حين يعمل نجم مقرة على توظيف ورقة الأرض، لتخطي عقبة سريع غليزان، والخروج نسبيا من منطقة الجاذبية، والفرصة مواتية أمام «المقراوية» لتحقيق المبتغى، في ظل مرور «الرابيد» بفترة فراغ، رغم أنه اعتاد على تفادي الهزيمة في دورياته نحو الشرق، بدليل عودته بالتعادل من سطيف وعين مليلة، وكذا فوزه في البرج.
بالموازاة مع ذلك، يبحث نصر حسين داي عن تأكيد «الانتفاضة» التي حملت بصمة المدرب العائد دزيري، والمهمة جد صعبة أمام شبيبة القبائل، وكذلك الحال بالنسبة لوداد تلمسان، الذي تحسنت نتائجه منذ عودة بن شاذلي للعارضة الفنية، لكن استقبال نادي بارادو يضع «الزيانيين» أمام واحد من أعسر الاختبارات الميدانية.
ص / فرطــاس