البطولة المحلية - رائدة عربيا - في تصدير لاعبين نحو أوروبا !
تتفوق البطولة المحلية في العشرية الأخيرة على دوريات بلدان الجوار، من حيث النجاح في تصدير اللاعبين نحو مختلف الدوريات الأوروبية، حيث أكدت أرقام وإحصائيات عمل استقصائي قامت به النصر، أن البطولة الوطنية تعد أكثر الدوريات العربية «تسويقا» للاعبيها، رغم كل ما يقال عن الدوري الجزائري، خاصة فيما يتعلق بانعدام التكوين، وافتقاد الأندية للاحترافية المطلوبة بعد أزيد من عقد من ولوج هذا العالم، فضلا عن تراجع تصنيف البطولة حسب آخر التصنيفات الدولية، مقارنة بدوريات أخرى عربية، على غرار الدوري المصري والتونسي والمغربي والسعودي والقطري، ممن يحتلون المقدمة، بفضل نتائج أنديتهم على المستوى الخارجي.
إعداد : سمير. ك
وشهدت السنوات الأخيرة وحتى العقود الماضية، بروز عدد كبير من اللاعبين الجزائريين، الذين تحدوا المصاعب التي صادفتهم في بداية المشوار، وشقوا طريقهم نحو النجومية بعدد من الدوريات الأوروبية، انطلاقا من فرقهم المحلية التي كانت وراء تكوينهم، الذي ورغم عدم ارتقائه للمستوى المطلوب، إلا أنه لم يكن مانعا لمعانقة أحلام اللعب في الضفة الأخرى، سيما وأن ذلك كفيل بتعبيد الطريق نحو المنتخب الوطني، الذي يبقى الهدف الأسمى للجميع، وهنا نستذكر عدة أسماء تحدت الظروف على غرار ما فعله بزاز ودزيري وقبلهما صايب وتاسفاووت.
ورغم أن الدوريات العربية والخليجية على وجه الخصوص، أضحت قبلة للاعبي شمال إفريقيا، إلا أن بعض البطولات ما فتئت تُصدر المواهب إلى أوروبا، على غرار الجزائرية، التي قدمت عدة أسماء بارزة، لتحافظ على «مكاسبها» القديمة، وإن كانت المعطيات قد تغيرت، إذ لم تعد المواهب الصاعدة ترضى بأي تجربة احترافية بالقارة العجوز، بل تحاول الانتقال إلى نواد محترمة بإمكانها تلبية مطالبها، كما حدث مع إسلام سليماني الذي اختار العملاق البرتغالي سبورتينغ لشبونة بوابة له، كما سار على منواله هشام بوداوي وكريم عريبي وأسماء أخرى.
أوروبا ..البحث عن النجومية وطرق أبواب الخضر
عكس عرب آسيا، ممن يجدون مصاعب بالجملة في الظفر بعقود احترافية أوروبية، لعديد الأسباب أبرزها صعوبة التأقلم مع أجواء القارة العجوز، فضلا عن افتقادهم للموهبة الكافية بنقيض «عرب» إفريقيا، يبدو أن هناك عديدا من النقاط، التي شجعت لاعبي البطولة المحلية للتحول إلى أوروبا، أهمها سهولة الانصهار في المجتمعات الأوروبية، ضف إلى ذلك البحث عن المكاسب المادية، مقارنة بنوادينا المحلية العاجزة عن منح رواتب كبيرة، خاصة مع الضائقة المالية التي عصفت بالجميع.
ولا يأبه لاعبو شمال إفريقيا بالعوامل المذكورة سلفا، بل يسارعون للانضمام إلى أي فريق أوروبي، وجعله بوابة اللعب لأكبر الأندية وأقواها، بسبب تواضع المستوى العام للبطولة المحلية التي نشؤوا فيها.
واختارت عديد المواهب الجزائرية، البحث عن النجومية في دوريات أوروبا، كونها مدركة بأن ذلك كفيل بنيل فرصتها مع المنتخب الوطني، الذي بات لا يعتمد سوى على الأسماء المحترفة في القارة العجوز، كونها أكثر تنافسية وأقوى جاهزية من نظيرتها المحلية التي منحت لاعبا واحدا في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، ويتعلق الأمر بهشام بوداوي الذي انتقل بعدها مباشرة صوب الدوري الفرنسي.
ماجر «أبرز» من فتح الباب أمام العرب
يبقى أسطورة الخضر رابح ماجر، أبرز اللاعبين الذين تلقوا تكوينهم ببلدانهم العربية، قبل خوض تجارب احترافية ناجحة بأوروبا، ويعد النجم الأسبق لنادي بورتو البرتغالي من الأوائل الذين فتحوا باب الاحتراف أمام العرب، حيث احتكر لقب العربي الوحيد الذي تُوج بلقب كأس أوروبا لأندية الأبطال لعقود، قبل أن يلتحق به المغربي أشرف حكيمي مع ريال مدريد والمصري محمد صلاح مع ليفربول.
ولا يعد ماجر أول جزائري انتقل إلى إحدى الدوريات الأوروبية، حيث خاضت عديد الأسماء تجارب مُماثلة، كما سلك لاعبون آخرون نفس الدرب، حيث كُتب للبعض النجاح، فيما باءت تجارب البعض الآخر بالفشل، ولئن كانت البطولة المحلية لا تزال قادرة على التصدير، رغم تراجع مستواها من سنة لأخرى، فضلا عن عجز أنديتها عن مجاراة النسق العالي، في مختلف البطولات الإفريقية.
الدوري الجزائري يتفوق بأكثر من 15 تحويلا !
أصبحت البطولة المحلية في آخر 3 سنوات، أكثر الدوريات نجاحا في الوطن العربي من حيث انتقالات اللاعبين إلى أوروبا، والتي قاربت 15، وتصدر ناديي بارادو واتحاد العاصمة المشهد، بعد أن قامت إدارة «الباك» بتسويق بوداوي، المنضم إلى زميله السابق عطال في نادي نيس، وزميليهما السابقين الملالي ولوصيف الملتحقين بنادي أونجي، قبل أن يعود الأخير إلى البطولة المحلية من بوابة اتحاد العاصمة، فضلا عن تحويل نعيجي إلى الدوري البرتغالي، ولئن كان الأخير لم يعمر به طويلا وتحول إلى تونس، في انتظاره عودته للجزائر (أمضى في سوسطارة)، بينما تمكن لاعب اتحاد العاصمة السابق بن خماسة من الاحتراف في نادي مالاقا الإسباني، ليسير على منوال زملائه السابقين فرحات النجم الحالي لنادي نيم، بعد أن خاض تجربة موفقة مع نادي لوهافر، وعبد اللاوي المتألق مع نادي سيون السويسري ودرفلو هداف نادي فيتيس أرنهايم الهولندي، فيما انتقل لاعب وفاق سطيف عيسى بودشيشة إلى نادي بوردو، ولاعب مولودية وهران السابق حلايمية إلى نادي بيرشوت البلجيكي، وظهير النصرية خاسف إلى بوردو، قبل التحول إلى تونديلا البرتغالي، وقبلهم جميعا سليماني الذي لعب في دوريات البرتغال وإنجلترا وتركيا وفرنسا، وسوداني صاحب التجارب الموفقة في البرتغال وكرواتيا وانجلترا واليونان، وبن سبعيني الذي احترف في بلجيكا وفرنسا وأخيرا ألمانيا.
سليماني وبن سبعيني «نماذج» وصفقة بوداوي الأغلى
يعتبر سليماني أبرز الأسماء المحلية، التي نجحت في عالم الاحتراف الأوروبي في آخر السنوات، نظير تجاربه الموفقة في دوريات البرتغال وفرنسا وانجلترا بنسبة أقل، واحترف سليماني في سبورتينغ لشبونة مقابل مبلغ زهيد، قبل أن يتحول إلى هدافه، وينتقل إلى ليستر سيتي الإنجليزي في 2016 مقابل 30 مليون جنيه أسترليني، حيث وصفحت الصحافة تحويله بأغلى صفقة انتقال في تاريخ نادي «الثعالب» وقتها، كما صنع بن سبعيني الحدث خلال تجربته الاحترافية، حيث نصب نفسه نجما في «البوندسليغا»، وهو الذي لم يتوقع أحد أن يتحول إلى نجم كبير، خاصة عندما كان ينتمي إلى أكاديمية بارادو، التي قامت بتسويقه إلى بلجيكا، التي كانت جسر انتقال إلى فرنسا، ومن ثم صوب الدوري الألماني، الذي قد يكون بوابته نحو كبار أوروبا، كما تشير آخر التقارير الإعلامية، فضلا عن زميله في بارادو عطال صانع الحدث في الدوري الفرنسي مع نادي نيس، الذي التحق به عبر بوابة نادي كورتري البلجيكي.
ويعد صخرة الدفاع بلعمري، أحد أبرز الأسماء المتخرجة من البطولة المحلية، والمنضمة إلى فرق النخبة في أوروبا، بعد أن التحق بنادي ليون المعروف بتكوينه للاعبين وقلة انتداباته، ولئن كان تحويل بلعمري، قد تم من البطولة السعودية، أين كان ينشط مع نادي الشباب، غير أنه لا يختلف اثنان في كون الأخير، قد تلقى تكوينه بالنصرية.
تجدر الإشارة، أن صفقة بوداوي، قد صنعت الحدث، نظير القيمة المالية، التي دفعتها إدارة نادي نيس لنظيرتها من نادي بارادو، والمقدرة ب4 ملايين أورو، إذ يعتبر هذا المبلغ مكسبا كبيرا لإحدى فرقنا المحلية العاجزة ماديا.
انتقالات محتشمة من البطولتين المغربية والتونسية
على النقيض من البطولة المحلية، التي لا تزال قادرة على تحويل اللاعبين إلى أوروبا، لم تواكب البطولتين المغربية والتونسية الحدث، وظلت عاجزة عن الاستثمار في مواهبها، رغم نجاحاتها القارية، واحترف بعض اللاعبين، ممن تلقوا تكوينهم في الدوري التونسي في أوروبا مؤخرا، ولكن تجاربهم لم ترق إلى المستوى المطلوب، على غرار بسام الصرارفي، الذي انتقل قبل 3 سنوات إلى نيس الفرنسي، قبل أن يوقع في نادي زولت واريغم البلجيكي، وأيمن بن محمد الذي غادر الترجي التونسي نحو لوهافر الفرنسي، ومحمد اليعقوبي الذي لم يُوفق في تجربتيه بالدوريين التركي والفرنسي، فيما نجح آخرون سبقوهم للاحتراف أبرزهم أيمن عبد النور لاعب فالنسيا الأسبق وياسين الشيخاوي وأمين الشرميطي.
وصدّر الدوري المغربي بعض اللاعبين في آخر 3 مواسم، أبرزه مجواد الياميق الذي انضم إلى نادي جنوى الإيطالي في 2018، ثم انتقل إلى بيروزي، ليسير على خطا مواطنه محمد أبرهون الذي غادر فريقه المغرب التطواني في 2017 إلى نادي موريرينسي البرتغالي، قبل أن ينتقل إلى نادي ريزا سبور التركي.
البطولة المصرية تزاحم، ولكن...
يرى أهل الاختصاص أن البطولة المصرية، تعد أبرز منافس لنظيرتها الجزائرية، من حيث تحويل اللاعبين إلى أوروبا، ويكفي أن النجم الحالي لنادي ليفربول الانجليزي محمد صلاح قد تكوّن في مصر، كما كان النوادي المصرية، بوابة لعديد الأسماء نحو أوروبا و»البريمرليغ» بالتحديد، ومن أبرز صفقاتها رمضان صبحي الذي لعب لفريقي ستوك سيتي وهودرسفيلد الإنجليزيين، قبل أن يعود إلى مصر، وأحمد حجازي الذي يلعب لنادي ويست بروميتش الإنجليزي، بعد أن احترف في إيطاليا، إضافة إلى علي جبر، الذي لعب لفترة قصيرة لنادي ويست بروميتش، قبل أن يعود للدوري المصري، ومحمود حسن «تريزيغي» الذي احترف ببلجيكا وتركيا، قبل أن يحط الرحال في «البريميرليغ»، ومحمود عبد الرزاق شيكابالا، الذي احترف سابقا في الدوريين اليوناني والبرتغالي.
علما، وأن الاختلاف الوحيد بين اللاعبين المصريين والجزائريين، يكمن في صعوبة تأقلم أحفاد الفراعنة مع الأجواء الأوروبية، حيث سرعان ما يعودون إلى دوري بلدهم، سيما مع الرواتب العالية التي تمنحها فرق الأهلي والزمالك وحاليا بيراميدز.
عدة مواهب جزائرية مرشحة للاحتراف
من المقرر أن تنجح البطولة المحلية بتصدير الكثير من المواهب مستقبلا إلى أوروبا، خاصة مع بزوغ نجم عديد الشبان، يتقدمهم هداف وفاق سطيف محمد الأمين عمورة، الذي خطف كل الأضواء بمستوياته الباهرة، رغم أنه لم يتجاوز 20 ربيعا، إذ يتواجد على «رادر» عدة فرق أوروبية، كما تحظى نجوم سطايفية أخرى باهتمامات أوروبية أيضا، في شاكلة دغموم الذي هو من مواليد 1998 وزميله قندوسي 1999، فضلا عن نجل الأسطورة لخضر بلومي ولاعب الحمراوة الحالي محمد البشير، الذي لا يود أن يسلك درب أبيه، الذي ورغم موهبته الفريدة، إلا أنه لم يحترف بأوروبا، وضيع فرصة اللعب لجوفنتوس.
ويعتبر نادي بارادو أهم الفرق المتابعة من كشافي فرق أوروبا، ليجني ثمار سياسة التكوين، وذلك منذ إطلاق الأكاديمية عام 2007، حيث استفاد النادي من أموال طائلة مقابل تحويل لاعبيه، وتحوّل نادي بارادو إلى «مصنع» حقيقي لإنتاج المواهب الصاعدة، بعدما تمكن من تقديم أكثر من نجم، حيث احترف عدد منهم، ويستعد النادي لتصدير مواهب جديدة، أبرزهم آدم زرقان نجل الدولي السابق مليك زرقان، الذي سطع نجمه بقوة مع وفاق سطيف والمنتخب الوطني في تسعينيات القرن الماضي.
أهم الأسماء المنتقلة إلى أوروبا من الجزائر
موسى صايب انتقل إلى أوكسير قادما من شبيبة القبائل
نور الدين دهام تألق مع مولودية الجزائر ثم انتقل إلى كايزر سلاوتن
أمين عودية من وفاق سطيف الى نادي دريسدن الألماني
هلال سوداني نال لقب البطولة مع جمعية الشلف ثم غادر إلى غيماراش
رفيق صايفي فاز بالبطولة مع مولودية الجزائر ثم انتقل إلى تروا
ياسين بزاز ظفربكأس «الكاف» مع شبيبة القبائل ثم انتقل إلى أجاكسيو
شريف الوزاني تُوج بالكان ثم انتقل إلى نادي آيدن التركي.
حسين آشيو انتقل من إتحاد العاصمة إلى نادي آرو في سويسرا.
يحيى شريف انتقل من شبيبة القبائل إلى إيستر الفرنسي.
رفيق حليش من نصر حسين داي إلى بنفيكا البرتغالي.
عبد الرؤوف زرابي من نصر حسين داي إلى نادي أجاكسيو الفرنسي.
إبراهيم بدبودة من مولودية الجزائر إلى لومان الفرنسي.
غازي فريد من شبيبة القبائل إلى تروا الفرنسي.
دزيري بلال من إتحاد العاصمة إلى سيدان الفرنسي
حكيم مدان من شبيبة القبائل إلى نادي فاميليكاو البرتغالي
عبد الحفيظ تاسفاوات من مولودية وهران إلى أوكسير الفرنسي.
فريد بلكالام من شبيبة القبائل إلى نادي واتفورد الانجليزي.
أبرز الأسماء الحالية الناشطة بأوروبا
زين الدين فرحات وكريم عريبي (نيم الفرنسي)
إسلام سليماني وجمال بلعمري ( ليون الفرنسي)
رامي بن سبعيني (بورسيان مونشغلادباخ الألماني)
يوسف عطال وهشام بوداوي (نيس الفرنسي)
فريد الملالي (أونجي الفرنسي)
رضا حلايمية (بيرشوت البلجيكي)
نوفل خاسف (تونديلا البرتغالي)
إسحاق بوصوف (لومال البلجيكي)
محمد بن خماسة (مالاقا الإسباني)
أسامة درفلو (فيتيس أرنهيم الهولندي)
عيسى بودشيشة (بوردو الفرنسي)
أيوب عبد اللاوي (سيون السويسري )
زكريا نعيجي (تجربته مع جيل فيسنتي البرتغالي لم تدم سوى موسم واحد )
هيثم لوصيف (أونجي الفرنسي عاد إلى اتحاد العاصمة )
يوسف بلايلي (أونجي الفرنسي تجربة قصيرة قبل التحول إلى الترجي التونسي).