عمد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، إلى تمديد «السوسبانس» بخصوص مستقبله على رأس الفاف، ولو أن الرجل الثاني في هذه الهيئة عمار بهلول لمح في الندوة الصحفية التي نشطها إلى نوايا زطشي في مواصلة مهامه، بحثا عن عهدة ثانية، بتأكيده على عبارة «الاستقرار لضمان الاستمرار»، مما يعني بأن انتخابات تجديد المكتب الفيدرالي ستكون ساخنة، في وجود بعض الوجوه الكروية التي كانت قد أشهرت أوراقها مبكرا لخوض هذا المعترك، في صورة وليد صادي، محفوظ قرباج، محمد المورو، جمال مسعودان ومراد لحلو، مقابل تراجع أمين عبدي آليا عن فكرة الترشح، كونه يحمل نفس قبعة زطشي، ولا يمكن أن يكون منافسا له.
تفادي الحديث عن مستقبل المكتب الفيدرالي خلال اجتماع أول أمس، يحمل أكثر من دلالة، لكن هذا الاجراء وضع الهيئة التنفيذية للفاف أمام الأمر الواقع، وذلك بالدخول في سباق مع الزمن، لاحترام الآجال التي كانت وزارة الشباب والرياضة قد حددتها بخصوص الجمعيات العامة العادية والانتخابية لمختلف الفيدراليات، واتحادية كرة القدم مجبرة بتنظيم الدورة العادية قبل نهاية شهر مارس الجاري، على أن تجرى الجمعية الانتخابية قبل منتصف أفريل القادم، مما يعني بأن عهدة المكتب الفيدرالي الحالي تنتهي أوتوماتيكيا يوم 21 مارس، وهو التاريخ الذي يجب أن ترسل فيه الأمانة العامة للفاف، استدعاءات رسمية لكافة أعضاء الجمعية بخصوص أشغال الجمعية العامة العادية، تزامنا مع نهاية العهدة، لأن المادة 28 من القانون الأساسي، تحدد مهلة 10 أيام لإرسال الاستدعاءات الكتابية لجميع الأعضاء، شريطة أن ترفق بكل الوثائق الخاصة بالحصيلتين المالية والأدبية، وعليه فإن زطشي أصبح مجبرا على عرض التقريرين على المكتب الفيدرالي قبل نهاية العهدة، واستدعاء طاقمه لجلسة الوداع يبقى أمرا لا مفر منه، وهذا قبل الثلث الأخير من الشهر الجاري.
وبين الاجراءات التي تتضمنها النصوص القانونية، وما دار في اجتماع المكتب الفيدرالي أول أمس، تبقى فكرة ترشح زطشي لعهدة ثانية الطرح الذي أصبح قريبا إلى المنطق، لأن عدم الخوض في قضية مستقبله على رأس الفاف كفيل بتمديد «السوسبانس»، كونه كلف نائبه عمار بهلول بتنشيط الندوة الصحفية، فكانت خرجة الرجل الثاني في الاتحادية بالحديث عن الاستقرار، وربط ذلك بالاستمرارية، واتخاذ مشاريع مراكز التكوين وكذا الأكاديميات كنموذج ميداني للدفاع عن هذا المبدأ، وذلك بالبحث عن التجسيد الميداني للمشاريع، التي انطلقت أشغال إنجازها على مستوى بعض المراكز، بينما يبقى البعض الآخر مجرد حبر على ورق، والمخاوف من تكرار «السيناريو» الذي حدث لروراوة مع خليفته زطشي، بشأن قضية «مشروع فندق الفاف» أصبحت بمثابة الهاجس الذي يلاحق زطشي في نهاية عهدته الأولى على رأس الاتحادية، وعليه فإنه أصبح يتحجج بضرورة التجسيد الميداني للمشاريع المسجلة خلال العهدة الثانية.
وأوضح بهلول في اتصال مع النصر ظهيرة أمس، بأن حديثه عن الاستقرار والاستمرارية في العمل، كان عبارة عن رسالة من المكتب الفيدرالي الحالي بالنية في مواصلة العمل إلى غاية تجسيد الشق المتعلق بالتكوين والمنشآت القاعدية على أرض الواقع، كما أشار إلى أن الانجاز الذي حققه المنتخب الوطني عند تتويجه باللقب القاري في صائفة 2019 يبقى كافيا ـ حسبه ـ « للرد على كل الانتقادات التي طالت الرئيس الحالي للفاف، وبالتالي فإن الترشح لعهدة ثانية يبقى الاحتمال الأقرب إلى المنطق، مادامت السلطات العليا للبلاد ما فتئت تلح على ضرورة ضمان الاستقرار في كل المجالات التي تعرف النجاح، وما حققه «الخضر» بالأراضي المصرية يحتسب كانجاز للكرة الجزائرية بفضل المكتب الفيدرالي الحالي».
ص / فرطاس