تضع مباريات الجولة السادسة لبطولة الرابطة الثانية، المبرمجة زوال اليوم، متصدر ترتيب المجموعة الشرقية اتحاد عنابة أمام اختبار عسير، قد يكلفه التنازل عن عرش الصدارة، لأن الرحلة إلى باتنة لملاقاة الشباب المحلي محفوفة بالمخاطر، والخروج من ملعب سفوحي بكامل الزاد أمر صعب التجسيد ميدانيا، مما يبقي إمكانية حدوث تغيير على مستوى قمة الهرم، من بين الاحتمالات الواردة في هذه المحطة.
وتخوض التشكيلة العنابية اختبار تأكيد النوايا، بعد نجاحها في إحراز ثلاثة انتصارات متتالية، بصرف النظر عن كونها الفريق الوحيد، الذي مازال لم يتجرع بعد مرارة الخسارة، لكن المحافظة على مشعل القيادة تمر عبر النجاح في مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، والعودة بكامل الزاد من هذه السفرية، إلا أن المأمورية ليست سهلة أمام مستضيف أصبح مطالبا بوضع حد لنزيف النقاط، سيما بعد إخفاقه في رحلتين متتاليتين إلى التلاغمة والخروب، الأمر الذي صعّد من موجة غضب الأنصار، وزاد من درجة الضغط المفروض على المدرب بوغرارة وتشكيلته، لأن حصاد «الكاب» إلى حد الآن لم يرق إلى مستوى تطلعات مسيريه وأنصاره، واحتواء الأزمة يستوجب الإطاحة بالرائد لتهدئة الأوضاع وتفادي الانفجار، وهي معطيات أولية توحي بأن المقابلة ستكون مثيرة على جميع الأصعدة.
تواجد الرائد في خطر تحت سفح جبال الأوراس، لا يعني بأن ثنائي المطاردة مرشح للخروج من هذه الجولة بكامل الزاد، بل أن الوصيفين اتحاد الشاوية ودفاع تاجنانت يتواجدان على نفس الموجة، لأن تشكيلة «الدياربيتي» ستكون على موعد مع «ديربي» واعد، تستقبل من خلاله الجار هلال شلغوم العيد، في قمة تعد بالكثير من الإثارة والتنافس، وتبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، على اعتبار أن «التاجنانتية» وإن حصدوا تقدير الامتياز في تنقلاتهم، إلا أن عقدة اللعب داخل القواعد تبقى تطاردهم، بدليل حصولهم على نقطة واحدة في لقائين بملعب لهوى، مما يضع أشبال المدرب لعرابي أمام مسعى فك هذه العقدة، في الوقت الذي يسعى فيه أبناء «الشاطو» من الجهة المقابلة لتفادي الهزيمة، لتمرير الاسفنجة على التعثر الأخير بملعبهم، والذي عجل باستقالة المدرب بوعراطة، بعدما كان الهلال قد كسب الرهان في «الديربي» الأول للولاية 43، في افتتاح هذا الموسم أمام نادي التلاغمة.
على صعيد آخر، سيجبر الوصيف الثاني اتحاد الشاوية على الدفاع عن حظوظه خارج الديار، وذلك بالتنقل إلى العلمة لمواجهة المولودية المحلية، في قمة تقليدية بمعطيات مغايرة، لأن أصحاب الضيافة مطالبون برد الاعتبار، بعد الانطلاقة «الكارثية»، والتي نصبتهم في مؤخرة الترتيب، وخروج «البابية» تدريجيا من عنق الزجاجة، يستوجب عدم التفريط في المزيد من النقاط داخل الديار، في حين يراهن الزوار على نجاحهم في تفادي الهزيمة، في سفريتين سابقتين لتكرار نفس «السيناريو»، وإحراز نتيجة إيجابية تسمح لهم بطي صفحة الهزيمة، التي كانوا قد تكبدوها بملعبهم في الجولة الفارطة.
إلى ذلك، فإن هذه المحطة ستضع بعض النوادي أمام فرصة تأكيد الاستفاقة، كما هو الحال بالنسبة لمولودية قسنطينة، لأن استقبال المولودية الباتنية، يضع تشكيلة الموك في رواق جيد لفك العقدة التي كانت تلازمها داخل الديار، وذلك بهز الشباك لأول مرة، وتذوق نشوة الإنتصار، للتأكيد على أن الفوز المحقق في أولاد جلال كان بمثابة الإقلاع الحقيقي، خاصة وأن «البوبية» ليست في أحسن أحوالها، بينما ستحط جمعية الخروب الرحال بالتلاغمة لتنشيط «ديربي» مصغر، تبقى نقاطه في المزاد، ولو أن المحليين لم يتنازلوا عن أي نقطة بملعبهم إلى حد الآن، الأمر الذي يوحي بصعوبة مأمورية «لايسكا»، في الوقت الذي سيعمل فيه اتحاد خنشلة على استغلال ورقة الأرض لتذوق طعم الفوز، كونه الفريق الوحيد الذي مازال سجله خاليا من الانتصارات، والفرصة جد مواتية، بالنظر إلى الظروف التي يمر بها الضيف شباب أولاد جلال.
ص / فرطــاس
