يتحدث اللاعب السابق للخضر و الرئيس الحالي لفريق أمل الأربعاء جمال عماني عن رأيه في القرارات الأخيرة التي اتخذها المكتب الفيدرالي، كما يكشف خلال الحوار الذي خص به جريدة النصر العديد من الأمور التي تخصه وتخص مستقبل الكرة الجزائرية، التي قال بأنها لا تزال قادرة على التألق، شريطة إعادة النظر في العديد من القضايا.
• نبدأ بالقرار الذي اتخذه المكتب الفيدرالي والقاضي بمنع جلب اللاعبين الأجانب، ما تعليقك على هذه الخرجة غير المتوقعة ؟
أنا كغيري من رؤساء الأندية لم أفهم هذا القرار المفاجئ، خاصة وأن لا أحد قد استشارنا في الموضوع، لا أدري ما هي الأسباب التي جعلت المكتب الفيدرالي يقرر منع استقدام اللاعبين الأجانب مستقبلا؟، ولكن مصادري تقول بأن «الفاف» لجأت إلى هذه الخطوة غير المتوقعة بسبب المشاكل التي يسببها الأجانب للاتحادية.
• عن أي مشاكل تتحدث، هل لك أن توضح لنا القضية أكثـر ؟
الجميع يعلم بأن غالبية اللاعبين الأجانب الذين نشطوا ببطولتنا الوطنية، حدثت لهم مشاكل مع النوادي التي حملوا ألوانها، حيث في كل مرة تجد هذه العناصر تطالب بمستحقاتها العالقة على مستوى الفيفا، وهو ما كان يورط الفاف، ويضعها في مأزق في كل مرة، فباستثناء إتحاد العاصمة ومولودية الجزائر اللذان يملكان الأموال بوفرة، فإن باقي الفرق المتبقية تجد نفسها في كل موسم أمام المحاكم، من أجل تسوية ديون اللاعبين الأجانب.
• إذن الفاف تريد تجنب المشاكل مع الفيفا حتى و لو كان ذلك ضد مصلحة الجميع؟
حتى أكون صريحا معكم لو كنت مكان روراوة لاتخذت نفس القرار، سيما وأن الرجل يقوم بعمل جبار على رأس الإتحاد الجزائري، ولا يريد أن يتسبب أي موضوع في إفساد عمله، هو يرى بأن إشكال عدم تسوية ديون اللاعبين الأجانب أصبح يتكرر في كل مرة، ولهذا أراد وضع حد لهذه الظاهرة، من خلال منع استقدام اللاعبين الأجانب مستقبلا، حتى يتفادى أي مشاكل مع الفيفا التي لا تتسامح في مثل هذه المواضيع بالمرة.
• من وجهة نظرك، هل ستتأثر البطولة بغياب الأجانب مستقبلا ؟
بطبيعة الحال ستتأثر بطولتنا الوطنية بغياب اللاعبين الأجانب، خاصة وأن لا أحد يمكن أن ينكر الإضافة التي يقدمونها، هناك عدة أفارقة تركوا بصمتهم على مستوى الكرة الجزائرية، وكانوا وراء تألق فرقهم وقيادتها إلى التتويجات والألقاب، نحن نمني النفس في أن تعيد الفاف النظر في هذا الموضوع، سيما وأن هناك إجماع بأن هذا القرار ليس منطقيا، ومناف لميثاق اللجنة الأولمبية.
فلو نعد إلى كل البطولات في العالم مستحيل أن تجد قرارا مشابها، ولننظر إلى البطولة التركية فقط، فبعد أن كان يسمح باستقدام 7 أجانب في المواسم الماضية فإن الإتحاد التركي رفع الحصيلة إلى 15 لاعبا.
• هل من اقتراحات سوف تقدمونها للفاف بخصوص هذا الموضوع؟
أجل نحن نملك حلا سوف نقدمه لرئيس الفاف، حيث أتواجد في اتصالات مع بعض رؤساء النوادي، أين نحضر لعقد اجتماع مع المسؤولين على شؤون الكرة، وسوف نخبرهم باستحالة منع جلب الأجانب، كما سنقدم لهم بعض الاقتراحات بخصوص هذا الموضوع، والتي من أهمها تقديم كل نادي لضمانات بتسديد مستحقات اللاعب الأجنبي في وقتها المحدد قبل التوقيع معه، سيما وأننا نتفهم مخاوف الفاف، ورغبتها في تفادي المشاكل مع الإتحاد الدولي لكرة القدم.
• ما رأيك في منح إجازتين فقط لكل مدرب خلال موسم واحد ؟
على عكس القرار الأول الذي اعتبره سلبي على طول الخط، فإن قرار منح إجازتين فقط لكل مدرب خلال الموسم الكروي الواحد يعتبر صائب، وسوف يعود بالفائدة على الكرة الجزائرية، خاصة وأننا عانينا من هذا الموضوع كثيرا في السنوات الماضية، حيث بات المدربون في الجزائر يلهثون وراء الأموال، ولا تهمهم وضعية الفرق التي يشرفون عليها، حيث تجد المدرب الواحد ينتقل بين ثلاثة إلى أربعة فرق خلال موسم واحد، أظن بأن هذا القرار سيضع حدا لمطامع بعض المدربين، وسيمكن الفرق من تحقيق الاستقرار الذي يعتبر من أهم أسباب النجاح.
•ألهذه الدرجة هذا القرار يخدم الكرة الجزائرية ؟
سأخبركم بأمر مهم وهو أن أمل الأربعاء تضرر كثيرا من تغيير المدربين الموسم الفارط، ولو حافظنا على مدرب واحد طيلة الموسم الكروي لتوجنا بلقب البطولة وكأس الجمهورية معا، خاصة وأن مستوى كافة الأندية كان متوسطا الموسم الماضي، لقد عانينا بعد رحيل المدرب دانيال، خاصة وأنه وضعنا في مأزق بعد مغادرته، ولكن بقدوم المدرب ميهوبي نجحنا في حصد النتائج الإيجابية، وتمكنا من الوصول إلى نهائي كأس الجمهورية، وكدنا نتوج بها لولا الحظ الذي لم يحالفنا.
• بصفتك مناجير سابق، كيف ترى هذه المهنة في السنوات الأخيرة ؟
من هب ودب أصبح يعمل كمناجير حتى المكلف بالعتاد بات يستقدم اللاعبين أيضا، أنا لا أقلل من مهنة هذا الأخير، ولكن الأمور على مستوى النوادي وصلت إلى حالة التعفن، هناك حالة لا تزال عالقة بذهني منذ سنوات، وتتعلق بجلب أحد اللاعبين البرازيليين إلى الجزائر، لقد كلف النادي الذي استقدمه أموالا طائلة، غير أنه في الأخير لم يكن لاعب كرة قدم أصلا.
• وكيف يستقدم عماني اللاعبين إلى أمل الأربعاء؟
أنا لا أتعامل مع مثل هؤلاء المناجرة، خاصة وأن غالبيتهم محتال ويبحث عن ملء الجيوب فقط، أنا أملك أحد الأصدقاء الذي أثق في كفاءته، حيث أتعامل معه بشكل مستمر، سيما وأنه متابع جيد للاعبين، سيما المغتربين منهم، كما أن معرفتي لكرة القدم بصفتي لاعب سابق تمكنني من معرفة اللاعب الجيد من السيئ، نحن في أمل الأربعاء أثبتنا كفاءتنا في هذا المجال، خاصة وأننا أصبحنا الممول الأول لباقي النوادي الجزائرية، ففي كل موسم يغادرنا قرابة 12 لاعبا، إلا أن فريقي لا يتأثر بالمرة.
• أجور اللاعبين الحاليين، كيف تراها، وهل أنت مقتنع بما تمنحونه لهم؟
من وجهة نظري أحسن لاعب في الجزائر لا يستحق أن يتقاضى أزيد من 80 مليونا، ولكن الواقع شيء آخر، على اعتبار أن المسؤولين أصبحوا مجبرون على منح مبالغ خيالية في سبيل الظفر بالعناصر الجيدة، سيما في ظل شح السوق من اللاعبين أصحاب المستوى الجيد، أنا في أمل الأربعاء لا يوجد لاعب عندي يتقاضى أزيد من 150 مليونا.
أنا لا أحسد اللاعبين الحاليين على المبالغ الخيالية التي يتحصلون عليها، ولكن غالبيتهم لا يستحقها، من قيمته أزيد من 200 مليون حقا أنصحه بعدم البقاء في بطولتنا الوطنية، وعليه التوجه صوب الاحتراف سريعا، ولكني متأكد بأنه لن ينجح بالنظر إلى تدني المستوى عندنا.
• هل لك أن تخبرنا عن الفرق بين جيلكم والجيل الحالي ؟
هناك فرق شاسع بين جيلنا والجيل الحالي، نحن كنا نلعب من أجل أسمائنا، ونوادينا، أما اللاعبون الحاليون أصبحوا يلعبون من أجل الأموال والشهرة، ولا تهمهم مصلحة فرقهم بالمرة، نحن لم نقم بـ “الشونطاج» يوما، ولم نختلق أية مشاكل لفرقنا، على عكس ما بات يحدث الآن، حيث تجد اللاعب الحالي وراء عدة مصائب لفريقه إلى درجة تجعل المسير يقرر التخلي عن خدماته رغم مستواه الجيد.
• كنت من الأسماء التي أهدت الجزائر اللقب القاري الوحيد، ماذا تتذكر عن «كان» 1990؟
عندما أتذكر لحظات تتويج الخضر بلقب كأس إفريقيا 1990 أذرف الدموع، لقد كانت فرحة لا تنسى، كيف لا وأنت تسعد شعبا بأكمله، لقد خرج الملايين للاحتفال في الشوارع بهذا الإنجاز غير المسبوق، لقد كنا نملك جيلا ذهبيا قدم للكرة الجزائرية الكثير ولم ينتظر أي مقابل، أنا احتفظ بشيء جميل عن تلك النهائيات سوف أخبركم به لأول مرة.
• تفضل...
لقد كان لي صديق في رئاسة الجمهورية خلال تلك الفترة، حيث أخبرني بأن الرئيس السابق الشاذلي بن جديد تابع المواجهة ضد السنغال خلال المربع الذهبي عبر التلفاز، و رقص فرحا بعد نجاحي في تسجيل الهدف الثاني، خاصة وأن هذا الهدف مكننا من التأهل إلى نهائي «كان» 1990، شيء رائع أن تدخل البهجة في نفسية الرجل الأول في الجزائر، فما بالك بالجماهير التي كانت تتابعنا.
• من وجهة نظرك، هل جيل براهيمي قادر على التتويج بهذه الكأس ؟
أجل الجيل الحالي قادر على التتويج بنهائيات “الكان”، فنحن أحسن منتخب إفريقي وتعدادنا يضم أحسن اللاعبين، غير أن سوء الحظ من وقف ضدنا في آخر نسخة، لقد قدمنا كرة جميلة، ولكن الأمور لم تسر مع المدرب غوركوف كما يريد، وخرج الخضر أمام كوت ديفوار في الدور الثاني، يجب نسيان هذه الخيبة، والتحضير بشكل جيد للدورة القادمة بالغابون.
• ما رأيك في العمل الذي يقوم به غوركوف ؟
غوركوف مدرب كبير، ويعرف كرة القدم جيدا، وأنا متأكد من مقدرته على قيادتنا للتتويج القاري، فكما قلت لكم الحظ لم يكن مع هذا المدرب في دورة غينيا الاستوائية الأخيرة، ولو حافظ اللاعبون على تركيزهم في مباراة غانا التي تلقوا فيها هدفا في آخر لحظة، لسارت الأمور بشكل مغاير معه، ولنجح في العودة بالتاج الإفريقي إلى الجزائر.
• و لكن يعاب على هذا المدرب تساهله مع اللاعبين مقارنة بحليلوزيتش...
الحديث عن تساهل غوركوف مع اللاعبين لا أساس له من الصحة، فهو لا يقل كفاءة وصرامة عن الناخب الأسبق وحيد حليلوزيتش الذي قادنا إلى إنجاز غير مسبوق في مونديال البرازيل 2014.
أنا أود التنبيه لشيء مهم، وهو أن لاعبي الخضر ليسوا بحاجة لمن يتعامل معهم بحزم وشدة، فهم لاعبون محترفون ويعرفون حقوقهم وواجباتهم بشكل جيد.
•لنتحدث الآن عن الأولمبيين، هل هم قادرون على التأهل إلى ريو دي جانيرو؟
أداء المنتخب الأولمبي أمام السيراليون لم يكن مقنعا سواء في مباراة الذهاب أو حتى الإياب، أنا لست متفائلا بمقدرتهم على التأهل إلى أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، خاصة وأن المهمة لن تكون سهلة بدورة السنغال، بالنظر إلى الظروف الصعبة المتوقعة هناك، أنا أمني النفس في أن تكون اعتقاداتي خاطئة، وينجح رفاق درفلو في التأهل.
•هل من كلمة أخيرة ؟
نحن على بعد أيام فقط من افتتاح الموسم الكروي الجديد، والذي أتمنى أن يكون ناجحا على جميع الأصعدة، خاصة على مستوى الروح الرياضية بالمدرجات و الملاعب، لقد وقفنا الموسم الماضي على عدة أمور خطيرة تهدد سلامة المناصرين، والتي لا نريد أن نراها خلال فعاليات الموسم الجديد، أنا أطالب السلطات بعدم التساهل مع المتسببين في أعمال العنف والشغب، وعلى كل من يخطئ أن يسجن لمدة 5 سنوات فأكثر حتى يكون عبرة للبقية، وتقل هذه الظاهرة التي باتت تقلق الجميع في الجزائر.
حاوره: مروان. ب