تجرعت أمس، مولودية باتنة مرارة الهزيمة على أرضها أمام اتحاد عنابة، في مقابلة خاضتها بتشكيلة جلها من الرديف ودون مدرب، حيث لم يتعد مستواها الفني حاجز المتوسط، بفعل البحث عن النتيجة وقلة التركيز ونقص الفعالية، مع كثرة فرص التهديف من جانب المحليين، الذين حملوا منذ الانطلاقة المشعل بواسطة الهجمات المعاكسة، ما سمح لهم بفرض ضغط مكثف على منطقة الاتحاد، الذي اعتمد على المقاومة وعدم المغامرة كثيرا في الهجوم، ولو أن ذلك لم يساعد البوبية على تجسيد سيطرتها الميدانية في غياب النجاعة الهجومية، رغم الفرصة المبكرة لبولعينصر (د5)، وسوء الطالع الذي لاحق حاج عيسى الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التهديف بتسديدة قوية(د11).
ورغم ضيق هامش المناورة، إلا أن الباتنيين لم يفقدوا الثقة في النفس، حيث واصلوا الهجمات عن طريق لوصيف وبولعينصر وبودماغ، غير أنها كانت تفتقد للنضج المطلوب، ما تجسده محاولة عبابسة الذي كان في وضعية ملائمة(د16).
الزوار في الشوط الأول، وباستثناء فرصتي بوطيبة (د19 و38)، تصدى لهما الحارس منصوري، لم يتبنوا النزعة الهجومية، حيث فضلوا التجمع في منطقتهم، مع غلق كل المنافذ والممرات المؤدية، غير أن هذه الخطة حتى وإن جنبتهم أهدافا، إلا أنها جعلتهم يتحملون الضغط العقيم للمحليين، لتأتي الدقيقة (د22) التي طالب فيها حاج عيسى بضربة جزاء بعد عرقلته داخل منطقة العمليات، قبل أن يهدر لوصيف فرصة حقيقية لخطف هدف السبق (د36)، لينسج على منواله بولعينصر الذي فوت على فريقه إمكانية أخذ الأسبقية، حيث تألق الحارس ربيعي بتحويل كرته إلى الركنية(د44).
المرحلة الثانية عرفت ارتفاعا في ريتم اللعب، خاصة من جانب أصحاب الأرض، لكن صمود أشبال بن شوية أبطل كل المحاولات، قبل أن ينجح جريبيعة في هز شباك الحارس الباتني، برأسية محكمة بعد كرة ثابتة من هواري(د55).
رد المحليين كان سريعا وكادوا يعدلون النتيجة لولا تسرع لوصيف(د64)، تزامنا مع دخول غضبان الذي أعطى أكثر قوة لخط الهجوم، لكن دون تجسيد الفرص المتاحة خاصة لحاج عيسى(د78 و84).
ومع مرور الوقت، عمد الضيوف إلى تعزيز مواقعهم الخلفية والاقتصاد في الجهد للحفاظ على النتيجة، إلى غاية نهاية اللقاء بهزيمة خامسة على التوالي للمولودية. م ـ مداني