سرد مهاجم المنتخب الوطني إسلام سليماني قصة معاناته في بداية مشواره، حينما كان ينشط في البطولة المحلية، ويتقاضى راتبا زهيدا لا يكفيه حتى لتلبية أدنى متطلباته، مؤكدا بأنه اضطر لتقديم عديد التضحيات من أجل الوصول إلى ما أصبح عليه الآن، وهو الذي يعد من أعلى اللاعبين أجرا في الدوري الفرنسي الممتاز، بحصوله على 250 ألف أورو شهريا، كتاسع أغلى اللاعبين في ناديه ليون.
وقال ثاني أفضل هدافي المنتخب الوطني على مر التاريخ في تصريحات لجريدة «ليكيب» الفرنسية، بخصوص ما عاشه خلال مشواره الكروي إلى غاية وصوله إلى هذا المستوى المتميز الذي مكنه من ارتداء زي ألوان كبار الفرق في القارة العجوز، على غرار سبورتينغ لشبونة وليستر سيتي ونيوكاستل وفينرباتشي وليون :»عانيت الأمرين قبل الوصول إلى هذه المرحلة، حيث تركت الجزائر، بعدما تجاوزت الخامسة والعشرين من عمري، إلى جانب ذلك لم أكن أتدرب بشكل جيد، ففي سن 16 أو 17 سنة، كنت أتمرن مرتين في الأسبوع لمدة نصف أو ربع ساعة فقط، في الجزائر يحبون اللاعبين المهاريين، ولذلك كنت أسجل الأهداف، ولكنني لم أكن أسلم من نقد الإعلام والجمهور، غير أن ذلك لم يؤثر فيّ، بل على العكس جعلني مطالبا بمزيد من التضحيات».
وتابع سليماني بأن راتبه كان زهيدا، إلى درجة أنه لم يكن يكفيه حتى لتلبية أدنى المتطلبات، وقال في هذا الشأن:» سأفاجئكم إن قلت لكم بأن راتبي الشهري كان في حدود 50 أورو فقط، وحتى هذا الأجر كنت أتقاضاه مرة كل 5 أو 6 أشهر، لقد كانت البداية صعبة للغاية، ولكنني لم أستسلم وواصلت العمل بكل جدية، لأنجح بعدها في شق طريق النجاح، والفضل في كل هذا يعود إلى ظهوري مع المنتخب الوطني، حيث ظفرت بعدها بعقد احترافي مع نادي سبورتينغ لشبونة».
كما تطرق مهاجم أولمبيك ليون لعلاقته بمورينيو، حيث قال في هذا الشأن:» خوزي مورينيو كان يريدني في توتنهام وقد اتصل بي هاتفيا، عارضا علي مقترح التحول للنادي اللندني، وهذا ما اعتبره شرفا كبيرا لأن التواجد في مفكرة مدرب كبير يعني أنك تعمل بجد وفي الطريق الصحيح».
من جهة أخرى، كشف سليماني أن تمثيل المنتخب منحه أفضل اللحظات في تاريخه، خاصة في كأس أمم إفريقيا 2019 و قبلها كأس العالم 2014، ويقول سليماني في هذا الصدد: «كلما أرتدي قميص الخضر أشعر بأنها المرة الأولى لي، نفس الحماس والرغبة، سواء عندما فزنا بأمم إفريقيا في 2019 أو في 2014 في نهائيات كأس العالم بالبرازيل، كانت كرة قدم مجنونة، وكان أمرا رائعا، كنا نرى بعد عودتنا إلى الجزائر أشخاصا كبارا في السن، وأمهات يركضون نحو حافلة المنتخب فقط ليوجهوا لنا الشكر، وفي المقابل كنا نوجه لهم الشكر على حضورهم». سمير. ك