أبدى لاعب اتحاد عنابة يوسف الهواري، الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة فريقه على تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، وأكد بأن التواجد في الصدارة قبل سبع جولات من نهاية الموسم يدفع باللاعبين إلى تقديم المزيد من التضحيات،
على أمل النجاح في تجسيد الحلم الذي يراود الأنصار.
وعرج يوسف الهواري في حوار خص به النصر، على الظروف الاستثنائية التي يمر بها اتحاد عنابة هذا الموسم، خاصة ما يتعلق بالوضعية المالية وانعكاساتها على مستحقات اللاعبين، لكنه أوضح بالمقابل بأن الثقة المتبادلة بين اللاعبين والإدارة كانت كافية لاحتواء الوضع، وتفادي المشاكل الداخلية.
ما تقييمكم لمسيرة الفريق إلى حد الآن في بطولة الرابطة الثانية؟
الأكيد أن التواجد في صدارة ترتيب المجموعة الشرقية، في أغلب الجولات يبقى بمثابة المؤشر الميداني على النوايا الجادة، في السعي لتحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، وبالتالي يمكن القول بأننا بصدد تأدية «مشوار بطل»، رغم أن المهمة ليست سهلة، لأن المنافسة تبقى متواصلة على أشدها، في وجود خمسة أندية تتمسك بحظوظها في التتويج باللقب، لكن الأفضلية التي نحوزها حاليا كفيلة بصنع الفارق في نهاية الموسم، لأننا نتقدم بنقطتين عن الوصيف، وما علينا الآن سوى تسيير المشوار المتبقي، والسعي للبقاء في الريادة.
لكنكم مجبرون على خوض 4 لقاءات خارج الديار في الجولات المتبقية؟
حقيقة أن ترسيم الصعود، يمر عبر عدم التفريط في أي نقطة في الجولات السبعة المتبقية، إلا أن هذه الحسابات من المستحيل تجسيدها ميدانيا، خاصة وأن بطولة هذا الموسم استثنائية، وكل الأندية مازالت مجبرة على اللعب بجدية، سواء من أجل السعي للتمسك بالحظوظ في الصعود، أو من أجل تفادي السقوط، لأن صيغة المنافسة التي تم اعتمادها جعلت السقوط إلى القسم الثالث، المصير الحتمي لأربعة فرق من كل فوج، وهذا الأمر يبقي كل اللقاءات تكتسي أهمية بالغة، وعليه فإن النجاح في الحصول على العلامة الكاملة في الجولات السبعة المتبقية يبقى «معجزة»، وحسابات الصعود تنطلق من نتائج فريقنا في مبارياته المتبقية، لأننا نحتل الصدارة، ونسعى للمحافظة عليها إلى غاية نهاية الموسم، ومسيرتنا إلى حد الآن كانت جد موفقة خارج الديار، بدليل أننا انهزمنا في مباراة واحدة بعيدا عن عنابة، وكانت بخنشلة، مما يدفعنا إلى إبداء الكثير من التفاؤل بخصوص القدرة على مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، والبقاء في الريادة لقطف ثمار تعب موسم كامل.
وهل لنا أن نعرف سر التفاؤل الكبير الذي تبدونه؟
ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أننا نمتلك مجموعة منسجمة ومتناسقة فيما بينها، تعمل من أجل تحقيق الصعود، وهذا وفقا للهدف الذي سطرته إدارة النادي قبل انطلاق الموسم، والنتائج التي سجلناها ساهمت بشكل كبير في رفع المعنويات، وتحفيزنا على بذل قصارى الجهود، على أمل النجاح في الوصول إلى الهدف المنشود، لأن حقيقة الميدان أثبتت بأن اتحاد عنابة، يستمد قوته هذا الموسم من روح المجموعة، وهذا العامل تجلى أكثر في الأجواء السائدة داخل الفريق، لأن المشاكل الداخلية موجودة، لكنها لا تظهر بصورة جلية أثناء المباريات الرسمية، وهذا واحد من أسرار النجاح، إلى درجة أننا أصبحنا نحصر انشغالنا في المباريات المتبقية، وضرورة الاحتفاظ بالصدارة، دون التفكير في مشكل المستحقات العالقة.
على ذكر المستحقات، هل من توضيحات أكثـر بخصوص هذه القضية؟
الجميع على دراية بأن اتحاد عنابة، كان قد اصطدم بمشكل الديون السابقة لدى الغرفة الفيدرالية للمنازعات، وهي القضية التي كادت أن تفجر الفريق عند انطلاق الموسم، سيما بعد تعليق إجازات غالبية التعداد في مقابلتي الافتتاح للموسم الجاري، حيث أجبرنا على اللعب بتعداد معظمه من الرديف، في وجود العناصر الخمسة التي جددت من الموسم الفارط، وأنا واحد من هذا الخماسي، وتسوية الوضعية كان بعد عناء كبير، وتحرك السلطات المحلية، كما أننا كلاعبين وجدنا أنفسنا مرغمين على التضحية من أجل مصلحة الفريق، وذلك بمنح إدارة النادي المزيد من الوقت لتسديد شطر من مستحقاتنا، ولو أن الوضعية ازدادت تفاقما مع مرور الجولات، غير أن الوعود التي ما فتئ يقدمها لنا الرئيس زعيم، كانت تكفي لاحتواء الوضع، رغم أن هناك مجموعة من اللاعبين لم تتحصل على أي سنتيم من الرواتب الشهرية الخاصة بالموسم الجاري، وأنا عنصر من هذه المجموعة، لأننا عند التجديد كنا قد تحصلنا على جزء من الأجور، التي كانت عالقة منذ الموسم المنصرم، وإلى حد الآن تحصلنا على منح وعلاوات المباريات، والموسم لم يتبق منه سوى شهر واحد، ومع ذلك فإننا مصممون على وضع قضية المستحقات المالية جانبا، والتفكير بجدية في اللقاءات المتبقية، بغية المساهمة في تجسيد حلم العودة إلى الرابطة المحترفة.
حـــاوره: ص / فرطــاس