أحرقت مولودية قسنطينة آخر أوراقها في حسابات الصعود، إثر الهزيمة التي تلقتها بالتلاغمة على يد النادي المحلي، في "ديربي" جسد من خلاله أهل الدار الطرح القاضي بأن نقاط ملعب الشهيد خبازة غير قابلة للتفاوض، وأنهم لا يتنازلون عنها مهما كان حجم المنافس، ليتبخر حلم أنصار الموك في العودة إلى الرابطة المحترفة، بينما ضمن "التلاغمية" البقاء بنسبة كبيرة جدا.
المقابلة عرفت انطلاقة قوية، وذلك بسعي كل طرف للوصول مبكرا إلى الشباك، وكانت أولى الفرص قد اتيحت لبورزام من جانب المحليين، إلا أن براعة بوسافر حالت دون اهتزاز شباكه، ليرد عليه دردوري بعمل فردي كاد على إثره أن يمنح الأسبقية في النتيجة للزوار.
التفوق الطفيف لأشبال زمامطة، مكنهم من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 17، بواسطة دريدح، الذي استغل تردد دفاع المولودية في إبعاد الخطر، ليسكن الكرة في شباك بوسافر، وهو الهدف الذي كانت له آثارا سلبية على معنويات عناصر الموك، التي انهارت، وفسحت المجال للمنافس من أجل بسط سيطرته المطلقة على مجريات اللعب، خاصة بعد النجاح في الاستحواذ على منطقة وسط الميدان، لتشهد الدقيقة 30 قيام المهاجم صغير غزالي بعمل فردي رائع على الجهة اليسرى، تلاعب فيه بدفاع المنافس، قبل أن يقدم كرة على طبق إلى زميله بورزام الذي وجد نفسه أمام شباك شاغرة، فأودع الكرة بسهولة كبيرة في مرمى بوسافر، وقد عبر عن فرحته بهذا الهدف بطريقة "استفزت" مدرب الموك زاوي، الذي احتج على الحكم المساعد الأول راشدي، وطالب بوضعية تسلل.
تسجيل أهل الدار لثنائية في الثلث الأول من عمر المباراة، جعل الجميع يعتقد بأن الأمور قد حسمت مبكرا، لكن المعطيات الميدانية سارت وفق "سيناريو" مغاير، لأن استفاقة عناصر المولودية كانت بعد تلقي الهدف الثاني، خاصة بعد التغييرات التي قام بها المدرب زاوي، وقد تمكن الزوار من تقليص الفارق عند الدقيقة 40 بواسطة بلغيني، الذي استغل دربكة في محور دفاع المحليين يسدد كرة قوية استقرت في شباك الحارس زيلاي.
المرحلة الثانية، عرفت دخول الضيوف بعزيمة كبيرة من أجل العودة في النتيجة، بدليل توجههم صوب الهجوم، وقد طالبوا بركلة جزاء في الدقيقة 48، إثر سقوط دردوري داخل منطقة العمليات، إلا أن الحكم بوسليماني أمر بمواصلة اللعب وسط احتجاجات كبيرة لعناصر ومسيري الموك، قبل أن يتألق حارس التلاغمة زيلاي في إنقاذ مرماه من هدف محقق في الدقيقة 64، بتصديه لتسديدة قوية من جاهل، في غياب أي رد فعل جدي من أصحاب الضيافة، الذين تراجعوا كلية إلى الدفاع سعيا للمحافظة على التفوق، ولو أن الدقائق الأخيرة من اللقاء شهدت اندفاعا بدنيا كبيرا، مع كثرة التدخلات الخشنة، مما كلف مدافع المولودية شرفاوي الطرد إثر تلقيه الإنذار الثاني، مقابل حصول لاعبي التلاغمة على 4 بطاقات صفراء في ظرف 8 دقائق، ليطلق الحكم بوسليماني صافرة النهاية وسط فرحة عارمة للمحليين بالفوز الذين مكنهم من ترسيم البقاء بنسبة كبيرة، مع احتجاج رئيس الموك عبد الحق دميغة كثيرا على التحكيم.
ص / ف
