تنطلق عشية اليوم، سلسلة مباريات «السد» الخاصة بأفواج بطولة ما بين الجهات، من أجل تحديد السداسي، الذي سيقتطع تذاكر الصعود إلى الرابطة الثانية، والبداية ستكون من ملعب 20 أوت بالجزائر العاصمة، أين ستجرى المباراة التي سينشطها شباب جيجل وشباب برج منايل، على أن تتوصل السلسلة إلى غاية نهاية شهر جوان الجاري، بإجراء خمسة لقاءات أخرى عن باقي المناطق، وهذا بعد التعرف على أبطال كل الأفواج.
ويكتسي موعد هذا الأمسية أهمية بالغة، لأن نتيجة المقابلة ستجعل أحد الطرفين يفرح باقتطاع تذكرة اللعب في الوطني الثاني الموسم القادم، بينما سيتجرع الطرف الآخر مرارة «النكسة» بالبقاء «الحتمي» في قسم ما بين الرابطات، رغم إنهاء البطولة متربعا على منصة التتويج في مجموعته، وهو إجراء فرضه نمط المنافسة الاستثنائي، الذي تم اعتماده تماشيا مع الظروف الناتجة عن الأزمة الوبائية، لأن البطولة على مستوى الأفواج المصغرة كانت من 14 جولة، على مدار 87 يوما، وقصر المدة بعد إعطاء اللجنة العلمية الضوء الأخضر، لاستئناف النشاط الكروي في هذا القسم، جعل نظام «التفويج» الخيار الحتمي للتعامل مع هذه الوضعية، مع اللجوء إلى برمجة مباريات «السد»، لتحديد السداسي المعني بالصعود.
افتتاح اللقاءات «الفاصلة»، سيكون بين فريقين يبقى القاسم المشترك بينهما السعي لنفض الغبار عن أمجاد الماضي، وقطع خطوة إضافية في رحلة العودة التدريجية إلى الواجهة من جديد، لأن شباب جيجل وشباب برج منايل لهما تاريخ عريق في سجل الكرة الجزائرية، ولو أن «النمرة» غابت عن الأضواء منذ أزيد من أربعة عقود من الزمن، بينما دفعت مدرسة برج منايل «فاتورة» غياب التمويل، رغم أنها من خيرة المدارس التي تشتهر بالتكوين على الصعيد الوطني، وظلت بمثابة الخزان الذي يزود الكثير من النوادي المحترفة باللاعبين، لكنها أدركت عتبة الشطب النهائي، وسقطت إلى الجهوي الثاني، قبل أن تعود بصورة تدريجية إلى الواجهة، وتتسلق السلم بخطوات ثابتة.
هذه المعطيات، تدل على أن «التاريخ» يلقي بظلاله على هذه المواجهة، بعدما كان شباب جيجل، قد خطف اللقب في مجموعته، بعد صراع شديد مع كل من أولمبي مجانة واتحاد سطيف، لأن «الجواجلة» كانوا قد استهلوا الموسم بتعثرين في عقر الديار، عجلا برحيل المدرب بوريدان، ليخلفه سمير حوحو، لتكون مسيرة الفريق تلقي هزيمتين طيلة الموسم، وكانتا على يد مجانة ذهابا وإيابا، ليبقى حلم الصعود إلى الرابطة الثانية يراود أسرة «النمرة، خاصة وأن الرئيس خليفة بن قاعود كان قد عمل على توفير كافة الامكانيات، التي من شأنها أن تساعد على تجسيد هذا الحلم، في وجود ترسانة من العناصر المخضرمة، على غرار دميغة، غطوط والحارس المتألق بعداش.
واعترف المدرب حوحو بصعوبة المأمورية، وأكد في هذا الصدد بأن برمجة مباراة «السد» يبقى إجحافا في حق الأبطال، لكننا ـ كما قال ـ « نبقى مطالبين بالتكيف مع الوضعية الاستثنائية، وتحضيراتنا لهذا الموعد كانت ممتازة، بإقامة تربص مغلق بالجزائر العاصمة، والتركيز كان بالأساس على الجانب البسيكولوجي، في محاولة لتحرير اللاعبين من جميع الضغوطات، وتمكينهم من اللعب بكامل إمكانياتهم».
وأوضح مدرب «النمرة» في معرض حديثه، بأن حظوظ الفريقين في الصعود تبقى متساوية، رغم أننا ـ على حد قوله ـ « حاولنا أخذ فكرة واضحة عن المنافس وطريقة لعبه، بتحديد نقاط القوة والضعف، إلا أن حساباتنا تنطلق من جاهزية عناصرنا لهذا الموعد، لأننا لا بد أن نراهن على ظهور تشكيلتنا بمستواها المعهود، وهذا أهم مفتاح في مثل هذه المواعيد».
وختم حوحو حديثه، بإبداء الكثير من التفاؤل في القدرة على تحقيق حلم الصعود، حتى يتسنى ـ كما استطرد ـ « لنا رد جميل الأنصار الذين صنعوا الحدث، بتواجدهم القياسي في محيط الملعب أثناء المباريات الرسمية، بعد منعهم من الدخول إلى المدرجات، كما أننا نسعى لقطف ثمار تعب موسم كامل، فضلا عن إصرارنا على رفع التحدي، والمساهمة في إعادة مدرسة شباب جيجل إلى الواجهة».
هذا، وقد ضبطت رابطة ما بين الجهات، كافة الترتيبات الكفيلة بضمان السير الحسن للمباريات الفاصلة، إذ صرح رئيس الرابطة يوسف بن مجبر للنصر في هذا الشأن قائلا: « مثل هذه المواعيد تجبرنا على التحرك في جميع الاتجاهات، لتوفير الظروف التي تساعد على التنظيم الجيد للمنافسة، وقد نجحنا في ضمان التغطية التلفزيونية للمباريات الستة عبر التلفزيون العمومي، وهذا أمر يعد سابقة في تاريخ بطولة الأقسام السفلى، كما أننا على مستوى الرابطة اتخذنا كافة الاجراءات المتعلقة بالجانب التنظيمي، وذلك بعقد اجتماعات تقنية مع مسيري ومدربي جميع الفرق قبل 24 ساعة من موعد كل لقاء، دون تجاهل التدابير التنظيمية المقترنة بالبروتوكول الصحي، وذلك بتحديد قائمة الأشخاص المسموح لهم بالتواجد في الملعب، وقرار منع دخول الجمهور يبقى ساري المفعول، والسهر على تطبيقه سيكون بصرامة أكبر في هذه المرحلة»
ص / فرطاس