لا تزال الأمور الإدارية في بيت السنافر تثير مخاوف الأنصار والمحبين قبيل أيام على انطلاق الموسم الكروي الجديد، خاصة في ظل المشاكل التي طفت إلى السطح في الساعات القليلة الماضية، آخرها قضية إعلان المدير الرياضي سمير بن كنيدة للاستقالة من منصبه، عقب مباراة دفاع تاجنانت الودية.
وكان وفد شباب قسنطينة يستعد سهرة أمس الأول لقبول دعوة رئيس « الدياربيتي» لتناول وجبة العشاء، حيث أمر المدير الرياضي للشباب رفاق بولمدايس بضرورة الإسراع في تجهيز أنفسهم للتنقل إلى أحد المطاعم بتاجنانت، من أجل مشاركة لاعبي الدفاع وجبة العشاء، خاصة وأن إدارة الرئيس قرعيش كانت تريد تكريم أسرة السنافر على قبولها التباري مع الدفاع وديا، غير أن الأمور لم تسر مع بن كنيدة كما كان يريد، حيث تفاجأ بتصرفات بعض اللاعبين، الذين أصروا على ضرورة العودة إلى قسنطينة بعد نهاية اللقاء مباشرة.
خرجة رفاق الحارس سي محمد سيدريك اعتبرها بن كنيدة بمثابة قلة احترام له، خاصة وأنه قد اتفق مع مسيري الدفاع على مشاركتهم وجبة العشاء قبل العودة إلى قسنطينة، حيث استشاط المدير الرياضي غضبا، وقرر رمي المنشفة من خلال اتصاله بوسائل الإعلام لإعلان قراره، علما وأن التشكيلة قد عادت إلى قسنطينة دون أن تلبي دعوة مسؤولي «الدياربيتي».
وكما كان متوقعا فقد أثار خبر إعلان بن كنيدة استقالته الكثير من ردود الأفعال في بيت النادي الرياضي القسنطيني، حيث لم يهضم رئيس مجلس الإدارة محمد حداد خرجة المدير الرياضي واعتبرها متسرعة، سيما وأن بن كنيدة كان مطالبا بالتحدث إليه قبل اتخاذ هذا القرار.وأصر الرجل الأول في بيت الشباب على ملاقاة بن كنيدة صبيحة أمس، حيث تناقش الطرفان في قضية الاستقالة، وحاول حداد جاهدا إقناع المدير الرياضي بالعدول عن قرار الانسحاب، مؤكدا بأنه سيضع النقاط على الحروف مع اللاعبين حتى يوفر له ظروف العمل المناسبة، ما جعل بن كنيدة يراجع نفسه ويقرر البقاء في منصبه، حيث سيكون بنسبة كبيرة على رأس الوفد المتنقل إلى تيزي وزو هذا الجمعة.
وكان للنصر أمس حديث مع المدير الرياضي، حيث أكد بأنه قد اتخذ قرار الاستقالة في لحظة غضب:» أجل لقد أعلنت استقالتي بعد مباراة دفاع تاجنانت، خاصة في ظل الخرجة غير المتوقعة التي قام بها اللاعبون، لقد كنت في قمة الغضب لحظة اتخاذي القرار».
وتابع :» لقد التقيت المسؤولين اليوم ( الحوار أجري أمس)، وكان لي حديث مطول مع الرئيس محمد حداد الذي حاول أن يقنعني بالعدول عن قراري بالانسحاب، حيث تعهد لي بوضع النقاط على الحروف مع الجميع، خاصة وأن نجاح أي فريق يكون من خلال الاحترام المتبادل بين اللاعبين، والطاقم الفني والمسيرين».
على صعيد آخر علمت النصر من مصادرها الخاصة أن ملاك النادي الرياضي القسنطيني، غير مستعدين لتسريح الأموال في القريب العاجل، ما من شأنه أن يضع إدارة الرئيس محمد حداد في مأزق، خاصة في ظل الوعود التي قدمتها للاعبين بالحصول على المستحقات العالقة، قبل مباراة شبيبة القبائل المنتظرة السبت القادم.
وكشفت مصادرنا أن أعضاء النادي الهاوي لشباب قسنطينة قد اتصلوا بالرئيس محمد حداد وطمأنوه بخصوص مشكلة الديون السابقة، مؤكدين عدم استعدادهم لحجز الرصيد البنكي للفريق في حال دخول الأموال من طاسيلي، سيما وأنهم لا يرغبون في التشويش على التشكيلة التي تستعد لمباراة قوية هذا السبت.
و رغم ما بدر من مسؤولي النادي الهاوي من تطمينات بعدم حجز الرصيد البنكي للفريق، إلا أن ملاك شباب قسنطينة ( طاسيلي) غير مرتاحين لتطمينات مسيري النادي الهاوي، بالنظر إلى أنهم يؤمنون بمبدأ «الملموس»، ويعتمدون في تعاملاتهم على الوثائق والمستندات، حيث لا يفكرون في تسريح الأموال في الوقت الحالي، ما من شأنه أن يؤثر على تركيز المجموعة التي تتأهب لخوض مباراة قوية أمام الشبيبة القبائلية.
في سياق ذي صلة علمت النصر أن إدارة السنافر قد قدمت اعتذاراتها الرسمية لمسؤولي دفاع تاجنانت صبيحة أمس، خاصة بعد حادثة رفض لاعبي الشباب قبول دعوة أسرة «الدياريبي» لتناول وجبة العشاء، حيث اتصل رئيس مجلس إدارة الشباب محمد حداد صبيحة أمس بالرئيس الطاهر قرعيش، واعتذر منه شخصيا، مبديا أسفه لما حدث بعد نهاية اللقاء، ومؤكدا على ضرورة الحفاظ على حسن العلاقات وتوطيدها أكثر في المستقبل.
من جهة أخرى كشف مدرب السنافر إيبارت فيلود بأن مباراة دفاع تاجنانت بسلبياتها وإيجابياتها مكنته من اختبار لاعبيه في الظروف الصعبة، خاصة وأن التقني الفرنسي يتوقع أن تكون المعطيات مشابهة بملعب أول نوفمبر السبت القادم، وفي هذا الخصوص قال فيلود :» صحيح أنني كنت في قمة الغضب بعد نهاية المواجهة أمام دفاع تاجنانت، بالنظر إلى الأمور غير المقبولة التي قام بها الحكم، ولكن هناك بعض الأمور الإيجابية في هذا اللقاء، حيث تمكنت من اختبار عناصري في الظروف الصعبة، خاصة وأن الجميع يعلم مدى صعوبة اللعب خارج الديار في الجزائر».
قررت إدارة النادي السنافر في خرجة مفاجئة التخلي عن المدافع الشاب بونويوة، من أجل فسح المجال أمام إلياس أومباي الذي سيسجل عودته إلى الفريق بداية من حصة اليوم، ونجح أومباي في إرغام المسؤولين على إعادته لفريق الأكابر، خاصة وأنهم عجزوا عن إيجاد صيغة اتفاق معه تقضي برحيله دون الحصول على مستحقاته كاملة (720 مليون).
وباءت كل محاولات مسيري السنافر بدفع أومباي إلى الرحيل بالفشل، خاصة وأن الأخير لم تكن لديه أي نية بالمغادرة، وظل يتدرب مع الآمال، وينتظر أجرته الشهرية بشكل عادي. وأمام الضغوطات التي مارسها أومباي للعودة إلى الأكابر لم يجد مسؤولو الشباب من حل سوى التخلي عن الشاب بونويوة، خاصة وأنه لا توجد إجازة شاغرة في الفريق، وقررت إدارة حداد إشعار بونويوة بالموضوع، حيث طلبت منه صبيحة أمس الرحيل، ما جعله يحزم حقائبه بالدموع.وكان المدرب إيبارت فيلود، ومساعده منير زغدود قد تحسرا كثيرا بعد تسريح بونويوة، خاصة وأنهما كانا يودان بقائه من أجل اكتساب الخبرة، والاحتكاك بالمستوى العالي، ويتوقع فيلود تألق بونويوة في القريب العاجل، بالنظر إلى الإمكانات التي يتمتع بها.
هذا ومن المقرر أن يعار بونويوة إلى فريق شباب جيجل، ليلتحق بزميله قطوط الذي اختار النمرة في آخر لحظة.
لا تسير الأمور الانضباطية في تشكيلة الشباب على أحسن ما يرام، خاصة في ظل المشاكل التي بدأت تطفو إلى السطح، والتي من شأنها أن تنعكس بالسلب على مردود التشكيلة الساعية لتحقيق انطلاقة قوية هذا الموسم.
علما وهناك بعض اللاعبين في النادي الرياضي القسنطيني أصبحوا يقومون بعديد التصرفات والسلوكيات السلبية، حيث تجاوزوا كافة الخطوط الحمراء، والبداية خلال تربص سوسة الأخير، أين حدثت العديد من الأمور السيئة، والتي جعلت المدرب إيبارت فيلود في قمة الاستياء. وسيكون مسؤولو السنافر مطالبين بالتعامل بحزم مع اللاعبين مستقبلا، حيث يتوجب عليهم وضع قانون داخلي صارم في أقرب فرصة ممكنة، حتى لا تتكرر مثل هذه الأمور السلبية التي وقفنا عليها مؤخرا.
مروان. ب
