• رسمنا معالم المستقبل وسنبدأ بتأسيس شركة رياضية
أكد رئيس هلال شلغوم العيد عمر سعدوني، بأن النجاح في تحقيق صعود تاريخي إلى الرابطة المحترفة، كان ثمرة عمل جماعي ساهمت فيه كل الأطراف، ولو أنه اعترف بالموازاة مع ذلك، بأن الصعود لم يكن هدفا مسطرا، لكن الحلم ـ كما قال ـ "كان قد ولد في نهاية مرحلة الذهاب، وتجسد ميدانيا فأصبح حقيقة في آخر المطاف".سعدوني، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن مؤشرات النجاح ارتسمت من خلال تسلح الجميع بإرادة فولاذية، والإصرار على عدم تفويت الفرصة لكتابة صفحة جديدة في تاريخ النادي.
*في البداية، ما تعليقك على الإنجاز المحقق، سيما بعد النجاح في الصعود إلى الرابطة المحترفة لأول مرة في تاريخ النادي؟
الحقيقة التي لا يمكن لأي أحد إنكارها، أن هلال شلغوم العيد لم يكن ضمن قائمة المرشحين للتنافس على الصعود، وكمسؤول أول في اللجنة المسيرة اعترف بأننا كنا قبل انطلاق الموسم، قد سطرنا هدفا لا يتجاوز حدود ضمان البقاء، وذلك بمراعاة نمط المنافسة الذي تم اعتماده خلال الموسم الاستثنائي، واللعب في فوج من 12 فريقا يقلص من فرص الصعود، فضلا عن أن حسابات السقوط كانت تلقي بظلالها كون التيار يجرف 4 فرق كاملة، وهي معطيات أولية أجبرتنا على دخول البطولة بحذر، رغم أننا حاولنا في الميركاتو تشكيل فريق تنافسي، مع توفير كافة الظروف التي ساعدت الطاقم الفني على القيام بتحضيرات تتماشى ومكانة النادي، لأن العودة إلى القسم الثاني تحققت بعد غياب طويل، وبالتالي فإن رفع عارضة الطموحات عاليا منذ الوهلة الأولى يعد مغامرة مسبقة.
*نفهم من هذا الكلام بأن الصعود كان مفاجأة بالنسبة لكم؟
تصنيف الصعود في خانة المفاجآت يمكن أن يقلل من قيمة الإنجاز المحقق، وأحقيتنا في انتزاع مقعد في الرابطة المحترفة، لكن الواقع الميداني أجبرنا على تسيير المشوار خطوة بخطوة، لأن الظروف التي عاش على وقعها الهلال في المواسم الأخيرة جعلتنا نحتاط من جميع الجوانب، وذلك لضمان الاستقرار، والمحافظة على توازن المجموعة، مع العمل على توفير الظروف التي من شأنها أن تحفز كل الأطراف على العمل من أجل المساهمة في تجسيد الحلم التاريخي، الذي انتظرته الأسرة الرياضية بشلغوم العيد على مدار 76 سنة، فكانت الروح الجماعية أهم سلاح استعملناه في المنعرجات الحاسمة من المشوار، في ظل تجند الجميع، بعدما كبر حلم الصعود، وأصبح قابلا للتجسيد، لتكون النتيجة في نهاية المطاف فرحة عارمة بتواجد الهلال في قسم الكبار لأول مرة منذ تأسيسه.
*هل لنا أن نعرف المنعرج الذي لاحت فيه أول مؤشرات الصعود؟
كما سبق وأن قلت فإن هدفنا كان منحصرا في الخروج مبكرا من حسابات السقوط، تفاديا لأي "سيناريو" لا تحمد عواقبه، ولو أن سلسلة النتائج الإيجابية التي سجلناها في مرحلة الذهاب وضعت الفريق ضمن كوكبة الصدارة، الأمر الذي جعل الأنصار يسارعون إلى المراهنة على الصعود، رغم أننا كإدارة لم نواكب هذا الطرح، سعيا للحفاظ على تركيز اللاعبين، وتجنب فرض ضغط نفسي عليهم، لتكون مباراة عنابة بمثابة أهم منعرج، خاصة وأن النجاح في العودة بالنقاط الثلاث نصبتنا في الصدارة، مع إلحاق أول هزيمة بفريق كان قد احتكر الريادة منذ بداية المشوار، وتلك النتيجة فتحت باب التفاؤل على مصراعيه، وأرغمتنا على مسايرة الإنجازات التي ما فتئت تحققها التشكيلة ميدانيا، سيما بعد التتويج باللقب الشتوي، لأن ذلك أعطانا نظرة شاملة عن مستوى البطولة والمنافسين، ومكن اللاعبين من كسب الكثير من الثقة في النفس والإمكانيات.
*لكن تجسيد الحلم استوجب المرور عبر دورة "البلاي أوف"؟
لا أخفي عليكم بأن تلك الدورة كانت بحجم موسم إضافي، لأن الضغوطات التي عايشناها على مدار أسبوعين، كانت أكثر بكثير من تلك التي تحملناها في 22 مباراة، وذلك بسبب تزايد المخاوف من تجرع مرارة الإخفاق، والضغط كان على الأندية الثلاثة التي كانت معنية بهذه الدورة، إلا أننا نجحنا في الخروج من أخطر منعرج في المشوار بسلام، وذلك بعد الفوز في مقابلتين، لننتزع لقب أبطال الرابطة الثانية، ونؤكد على أحقيتنا في الصعود، ولو أن كسبنا الرهان في المجموعة الشرقية أعطانا الكثير من الثقة، بعد التفوق على أندية عريقة، في صورة اتحاد عنابة، اتحاد الشاوية، مولودية قسنطينة واتحاد خنشلة.
*وماذا عن تكلفة الصعود ونظرتكم لمستقبل الفريق في حضيرة الاحتراف؟
موسم الصعود كان الأول لي كرئيس منتخب، بعد عملية إعادة الهيكلة الإدارية، لأننا كنا قد حققنا الصعود إلى الرابطة الثانية تحت قيادة لجنة جماعية، وتواجدي في الهلال كان في العديد من المرات في ثوب "رجل الإنقاذ"، كما كانت لي تجربة كرئيس للفريق الثاني للمدينة دامت 3 مواسم، وهذا لا يعني بأنني صاحب العصا السحرية فيما تحقق، بل أن الإنجاز ثمرة تضحيات كل الأطراف، والفضل الكبير يبقى للممول الوحيد للنادي بورواق، الذي وفر كل عوامل النجاح، لأن خزينة الفريق لم تتدعم بأي سنتيم، بسبب الأحكام القضائية المقيدة لفائدة العديد من الدائنين السابقين، والإدارة استثمرت في هذا الوضع، وعملت على تسديد 6 أشهر كرواتب للاعبين، مع تسوية منح المباريات عن آخرها، لكننا لم نضبط إلى حد الآن الحصيلة المالية.
أما بخصوص المستقبل، فإن الهيكلة الإدارية الجديدة تبقى ضرورة حتمية، للتكيف مع قوانين الاحتراف، وذلك بتأسيس شركة رياضية، والمعالم الأولية لخارطة الطريق الواجب انتهاجها تم رسمها، إلا أن المرور إلى مرحلة التنفيذ الميداني يبقى معلقا إلى حين، لأننا لا بد أن نفرح بالصعود قبل العودة إلى النشاط. حــاوره: صالح فرطــاس