عرفت المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 بداية متعثرة، بعد الإقصاءات بالجملة المسجلة للرياضيين الجزائريين في مختلف الاختصاصات، باستثناء الملاكمة التي تعد النقطة المضيئة الوحيدة لحد الآن، عقب نجاح بطلين في العبور للدور المقبل، بداية بالمخضرم عبد الحفيظ بن شبلة، الذي اقتطع تأشيرة التأهل صبيحة السبت إلى الدور ثمن النهائي، عقب تغلبه في وزن 91 كلغ على منافسة الأوزبكي تورسونوف سانجار، ليلتحق به ظهر أمس ابن مدينة بشار محمد حومري في وزن 81 كلغ، بعد تخطيه عقبة الفنزويلي كورباخ باريرا بنتيجة (3/2)، في منازلة صنع فيها الحكام الحدث، خاصة القاضي الأمريكي الذي صدم الجميع، كونه لم يُعط الفوز في أي جولة لحومري، رغم تفوق الملاكم الجزائري الواضح، ولو أن صقر الجنوب صنع الفارق في الجولة الثالثة، التي منحه فيها أربعة حكام الفوز من أصل خمسة، بعد أن كانت النتيجة متعادلة في أول جولتين.
وسيلتقي حومري الذي تعلق عليه الآمال في أول مشاركة أولمبية له بالكوبي لوبيز أرلين يوم الأربعاء، في منازلة صعبة للغاية للغزال الأسمر، الذي لو ينجح في الإطاحة بهذا البطل، المرشح للظفر بإحدى الميداليات في اليابان، سيكون أمام طريق مفتوح لاعتلاء منصة التتويج.
ويعد الكوبي لوبيز أرلين حامل اللقب العالمي لسنة 2015 بالدوحة، كما نال الميدالية الذهبية للألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو البرازيلية في 2016.
وكما هو معلوم، يتضمن برنامج منافسات الملاكمة في أولمبياد طوكيو، 13 منازلة نهائية (8 لدى الذكور و 5 لدى الإناث).
وستقام الأدوار ربع النهائية أيام 1 و 2 و 3 أوت، فيما تقام الأدوار نصف النهائية أيام 4 و 5 و6 أوت، و المنازلات النهائية يومي 7 و 8 من نفس الشهر.
وعكس الملاكمة «رجال» التي بصمت على بداية مثالية، لم تكن الملاكمة رميساء بوعلام (51 كلغ) عند مستوى التطلعات، حتى وإن كانت النتيجة متوقعة، على اعتبار أن القفاز النسوي الجزائري يشارك لأول مرة في الألعاب الأولمبية، إذ فشلت أمس رميساء في العبور للدور المقبل، عقب سقوطها أمام التايلاندية جيتبونغ جوتاماس (5-0) لحساب الدور 16، في انتظار أن تصنع إيمان خليف بطلة قارة إفريقيا في عدة مناسبات الاستثناء، لما تمتلكه من مؤهلات، حتى وإن كانت منازلتها صعبة للغاية بحكم قوة منافستها التونسية حمراني.
وعلقت رميساء بوعلام عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «أنستغرام»، حول مشاركتها الأولى في الأولمبياد، وإقصائهما في الدور الأول أمام التايدلاندية جوتاماس، بأنها تشعر بالفخر والاعتزاز، رغم خيبة الخسارة، مؤكدة بأنها سعيدة لكتابة اسمهما بأحرف من ذهب في سجلات الملاكمة الجزائرية، باعتبار القفاز الجزائري يشارك لأول مرة في التاريخ في بطولة بحجم الألعاب الأولمبية.
ضربة موجعة لأسرة «أم الرياضات»
يراهن الجميع على القفاز الجزائري لحفظ ماء وجه المشاركة الجزائرية، خاصة بعد الضربة الموجعة التي تلقتها اتحادية ألعاب القوى، عقب حرمان الثنائي ثابتي (3000 متر موانع) وسجاتي (800 متر) من المشاركة، بسبب إصابتهما بفيروس كورونا.
وكانت الجزائر تعول على «أم الرياضات» لتشريف الراية الوطنية، ولم لا إحراز ميدالية أو اثنتين، خاصة في وجود البطل الأولمبي توفيق مخلوفي صاحب ذهبية لندن 2012 في سباق 1500 متر وفضتي 800 متر و1500 متر في ريودي جانيرو.
وكانت الآمال أيضا معقودة على الثنائي جمال سجاتي وبلال ثابتي من أجل صنع المفاجأة، بالإضافة إلى ياسر محمد الطاهر تريكي، خاصة بعد احتلاله للمركز الأول في المرحلة الرابعة من الرابطة الماسية التي نظمت بداية شهر جويلية الجاري، بأوسلو بالنرويج بقفزة طولها 17.24 متر في الوثب الثلاثي، غير أن آخر المستجدات قلصت من الحظوظ، حتى وإن كانت الأنظار ستكون مصوبة نحو أبطال آخرين، في شاكلة عبد المالك لحولو (400 متر حواجز) وهشام بوشيشة (3000 متر موانع) وياسين حتحات (800 م)، ولبنى بن حاجة (400م/حواجز).
نتائج متوقعة في اختصاصات «غير مألوفة»
سجل عدة ممثلين للرياضة الجزائرية وخاصة في الاختصاصات التي تعد «غير مألوفة» في بلدنا فشلا ذريعا، رغم تطابق النتائج مع التوقعات، إذ خسر لاعب تنس الطاولة العربي بورياح، أمام المجري ماجوروس بانس في الدور الأول بأربعة أشواط نظيفة، واعتبر بورياح المشاركة في حد ذاتها بمثابة الإنجاز، على اعتبار أن الجزائر غائبة في هذا الاختصاص في العقدين الماضيين.
بالمقابل، أقصيت المبارزة مريم مباركي من جدول ال64 لمنافسات سلاح الشيش (فردي)، وجاء إقصاء المبارزة الجزائرية الشابة صاحبة ال 18 سنة، على يد المجرية باسزتور فلورا بنتيجة 15-8.
ويعد هذا الإقصاء الثاني للجزائر في هذه الرياضة، بعد المبارز أكرم بونابي الذي خرج من المنافسة يوم السبت الماضي، في الدور الأول، في اختصاص سيف الحسام (فردي ذكور) على يد الياباني ستريتس كايتو بنتيجة 15 مقابل 9.
وبخصوص رياضة الألعاب الشراعية، فكان الفشل الذريع من نصيب ممثلينا، بعد إقصاء بوراس حمزة عقب احتلاله المراتب 21 و23 و24 في السباقات الثلاثة من أصل 25 متسابقا، فيما ودعت بريشي نجاة المنافسة، عقب إنهائها السباق في المراتب 23 و26 و25 في السباقات الثلاث من أصل 27 متسابقة.
بودينة وآيت داود يفشلان في التدارك
عجز الزوجي الجزائري سيد علي بودينة وكمال آيت داود في تدارك خيبة الظهور الأول، بعد أن أقصيا من منافسة التجذيف (اختصاص زوجي خفيف)، عقب إنهائهما لمنافسة الاستدراك صبيحة أمس، في المركز السادس والأخير للمجموعة الثانية، بزمن قدره 7 د/ 12ثا/ 08 ج.
وعادت المراكز الثلاثة الأولى المؤهلة للدور نصف النهائي («أ» و «ب») للزوجي البولندي (6د/43 ثا/ 44ج) والإسباني (6د/45ثا/ 71ج) والهندي (6د/51ثا/ 36ج).
وسيشارك الزوجي الجزائري في نهائي «ج»، من أجل الترتيب يوم الخميس المقبل، رفقة ممثلي كل من تايلاند وفنزويلا والبرتغال وأوزباكستان والشيلي.
5 جزائريين مرتقبون اليوم والأنظار صوب نموشي
تدشن كوثر محمد بلكبير المشاركة الجزائرية في اليوم الثالث من الأولمبياد في اختصاص الحسام، عندما تلتقي بالصينية يونغ هو، بداية من الساعة الواحدة صباحا، برسم جدول 64، فيما يواجه زميلها سليم هروي في اختصاص الشيش بداية من الساعة الواحدة والربع صباحا الروسي ميلينيكوف فلاديسلاف، صاحب 20 ربيعا، على أن يظهر مجددا ثنائي القوارب الشراعية حمزة بوراس وأمينة بريشي، بعد فشلهما في السباقات الأولى، بالمقابل لن تلعب منازلة المصارع فتحي نورين المبرمجة اليوم، بعد قراره بالانسحاب، كونه يرفض مواجهة مصارع صهيوني في الدور المقبل، فيما ستكون الأنظار مصوبة نحو ابن مدينة قسنطينة الملاكم نموشي يونس( 75 كغ)، عندما يواجه بداية من الساعة 10.18 صباحا الأوغندي سيموجو كافوما، على أمل الالتحاق بزميليه بن شبلة وحومري.
سمير. ك