قرر المكتب المسير لحمراء عنابة بقيادة الرئيس يزيد بن تومي، إدخال بعض الروتوشات على مهام أعضاء الطاقم الفني، تحسبا للموسم القادم، سيما بعد نجاح الفريق في العودة إلى الرابطة الثانية، بعد غياب دام 33 سنة، وعليه فقد تم تعيين اللاعب الدولي السابق كمال بوعصيدة في منصب مدرب رئيسي، على أن يساعده في مهامه عادل معيزة، في أول تجربة له في عالم التدريب، بعدما كان خلال الموسم المنصرم، قد شغل منصب "مناجير" في حمراء عنابة، بينما تم تجديد الثقة في مهدي بن عبد القادر كمدرب لحراس المرمى، في الوقت الذي سيشغل فيه حسين رابط منصب المدير الفني، وهو الذي كان المدرب الرئيسي على مدار موسمين متتاليين.
هذه الإجراءات، كانت أهم ما خرجت به جلسة العمل التي جمعت اللجنة المسيرة بأعضاء الطاقم الفني، وقد كان المنطلق بالمحافظة على نفس التركيبة التي عملت سويا الموسم الماضي، مع وضع الثقة في عنصر الشباب، سيما وأن بوعصيدة احتك بالعمل الميداني في مجال التدريب لموسمين متتاليين، وكان ضمن الطاقم الذي حقق الصعود من الجهوي إلى الرابطة الثانية، دون تجاهل الدور الكبير الذي لعبه، على اعتبار أنه كان بمثابة همزة الوصل بين الإدارة واللاعبين، وساهم بقسط كبير في احتواء المشاكل الداخلية.
إلى ذلك، فقد شرعت إدارة النادي بالتنسيق مع الطاقم الفني، في رسم خارطة الطريق الخاصة بالموسم الجديد، وهذا بوضع العديد من المقترحات المتعلقة بالتركيبة البشرية، لأن صعود الفريق إلى الرابطة الثانية، يستوجب القيام بثورة وسط التشكيلة، وفقا للمعطيات الميدانية التي خرج بها طاقم التدريب من تجربة الموسم المنقضي، إذ أن الصعود لا يحجب الرؤية عن النقائص العديدة التي كانت مسجلة، ومحدودية التعداد اتضحت بصورة جلية في آخر منعرج من المشوار، وعليه فإن المدرب بوعصيدة، اقترح تغيير ما يقارب نصف التعداد، وذلك بضبط قائمة أولية للعناصر، التي يعتزم الاحتفاظ بها في حدود 14 لاعبا، كانوا يشكلون النواة الأساسية للفريق، مع الاحتفاظ من المردود الفردي، وكذا كسب المنافسة الرسمية كمعايير رئيسية لعملية "الغربلة"، لأن التنافس على تأشيرة الصعود أبقى العديد من العناصر خارج نطاق الخدمة على مدار موسم كامل، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في توضيح الرؤية للطاقم الفني، بخصوص خياراته الأولية تحسبا للموسم القادم. وفي سياق ذي صلة، سارع المدرب بوعصيدة إلى اقتراح قائمة موسعة للعناصر التي يسعى لضمها إلى التعداد، وذلك بالمراهنة على عامل الخبرة في الرابطة الثانية، لأن تدعيم الفريق بلاعبين تعودوا على أجواء بطولة الوطني الثاني، يبقى من الخيارات التي يراها الطاقم الفني لحمراء عنابة حتمية، وهذا لتأطير التشكيلة وضمان تأقلمها المبكر على المنافسة عند انطلاق الموسم الجديد، لأن الهدف المسطر يبقى منحصرا في ضمان البقاء بكل أريحية في حظيرة الوطني الثاني، ولو أن الملفت للانتباه أن القائمة الأولية المقترحة، تضم لاعبين جلهم من أبناء ولاية عنابة، في صورة الثنائي رمزي مواس وأيمن حراز، الذي تقمص الموسم الماضي ألوان شباب باتنة، إضافة إلى المدافع المحوري رمزي خروبي، الذي لعب لجمعية الخروب، وكذا فيصل عماري، الذي تعتزم إدارة "الحمراء" استعادته، بعدما خاض تجربة الموسم المنصرم في اتحاد تبسة، في الوقت الذي تبقى فيه بعض العناصر الأخرى من الجار اتحاد عنابة، على غرار أكرم تومي ومحمد كناش. هذا، وقد تم تحديد الأسبوع الأخير من شهر أوت الجاري، كموعد مبدئي للشروع في التحضيرات تحسبا للموسم الجديد، ولو أن ترسيم الأمور يبقى مقترنا بتطورات الوضعية الوبائية، لأن هذا الموعد تم اقتراحه وفقا لقرار المكتب الفيدرالي القاضي بتحديد تاريخ 8 أكتوبر المقبل، لانطلاق النسخة القادمة من بطولة الوطني الثاني، والطاقم الفني لحمراء عنابة ضبط برنامج تحضيرات يمتد على مدار 6 أسابيع، قبل دخول أجواء المنافسة الرسمية، وهذا للإطمئنان على جاهزية اللاعبين من الناحية البدنية، سيما وأن الموسم سيكون طويلا، باجراء 30 مباراة. ص / فرطــاس
